مقابر المسلمين والمسيحيين بقرية بداواى
مقابر «بداواى»: الدين لله.. والموت علينا حق
لا يفصل بينهما سور ولا جدار، «إنا لله وإنا إليه راجعون» إلى جوار «انتقل إلى الأمجاد السماوية»، كلا الشاهدين فى مقبرة واحدة تحتضن جثامين المسلمين والمسيحيين، على أرض قرية بداواى بالمنصورة، لا فرق بين «محمد ومينا»، سواء على وجه الأرض أو فى باطنها، حيث يعيش قطبا الأمة متجاورين فى سلام، وفى الموت أيضاً يتجاوران، ولا يفرق بينهما سوى شاهد رخامى مدون عليه إما آية قرآنية أو إنجيلية.
على الرغم من اختلاف طقوس الدفن بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، فإن مساحة صغيرة على أرض قرية بداواى تجمع الطقسين، والمسلمون والمسيحيون عامل مشترك فى كل الجنائز التى تشيع سواء لمسلم أو مسيحى، وحسب محمد أبوالمعاطى، أحد أبناء القرية فإن التسامح والتعايش يجمعهما على أرض واحدة لا فرق بينهما يعيشان على الحلو والمر: «كلنا مع بعض واقفين فى الحياة وفى الموت مفيش فرق بينا خالص».
«دى فرصة وجات من عند ربنا عشان تخلينا متقربين لبعض أحياء وأموات».. قالها ممتاز ماهر، أحد أهالى القرية: «المسلمين بييجوا ينوروا لنا بالليل بالكشافات لما بندفن ويستنوا معانا لحد ما القسيس يقرأ وكلنا بنأمّن وراه»، هذا الترابط القوى يتمسك به أهالى القرية: «الرحمة اللى بنوزعها هما كمان بيوزعوها وبتجيلنا لحد بيوتنا لما يحصل عندهم وفاة».