فصول السنة تزور المصريين في يوم واحد.. بدأت بـ"حر" وانتهت بـ"برق ورعد"
صورة أرشيفية
"استقرار في الأحوال الجوية"، لفظة لطالما طمأنت المصريين لتيقنهم بأن الجو سيسير على وتيرة واحدة طوال يومهم، فيرتدون ملابسهم الثقيلة ليقاوموا برودة الجو، ثم يستبدلونها إذا ما حلت حرارة الصيف، ويشعرون بالهدوء إذا ما قدم الخريف الذي يذبل فيه الورد قبل أن تعود لندرتها في الربيع، غير أن يوما واحدا قرر أن يقسم نفسه بين تلك الفصول الأربعة ليعيشها المصريون، بكل مظاهرها، خلال 24 ساعة.
اللحظات الأولى من يوم 12 أبريل عام 2017، شهدت أمطارًا غزيرة غطت مياهها الشوارع، وكثرت خلالها دعوات الراغبين في صلاح أحوالهم، قبل أن تغادر، لساعات قليلة، ثم تعود لتعطي للمحبين فرصة أخرى في اللعب تحتها ودعاء ربهم بمستقبل يبعث في نفوسهم الأمل والتفاؤل.
الجزء الثاني من اليوم ترك نفسه لتلك الرطوبة التي خنقت الجو وجعلته مائلا للحرارة نهارا، فها هي النوافذ تنفتح على مصرعيها لتدخل نسمات الهواء الخفيفة التي تقلل تخفف من حرارة "أبريل" لتعلن تلك الأجواء ببداية فصل الصيف الذي تُكوى الرؤوس بسخونته.
مع انتصاف اليوم، أبت العواصف الترابية ألا تدخل في المشهد، ليغلق معها الجميع أعينه خشية تسللها إلى أنفاسه، وتعود النوافذ لتنغلق لتسد تلك الأتربة الآتية من كل حدب وصوب، لتفرض مشهدا جديدا لا يأتي إلا بحلول فصل "الخريف" المشهور برياحه العاتية.
المشهد لا يكتمل إلا مع تعالي موجات صوتية قادمة من السماء يهابها أصحاب القلوب الضعيفة، ويسعد بها كل من توقع أن يصاحبها ذلك الضوء الطبيعي الذي يبهج العيون، ليعلن الجزء الأخير من اليوم عن قدوم فصل الشتاء مرة أخرى، متمثلا في "الرعد" و"البرق"، الذين مثلا ثلاثية باردة بالتعاون مع الأمطار الغزيرة.