كاتب بريطاني ينتقد التدخل الأمريكي في سوريا
قاعدة الشعيرات
نشرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، مقالا للكاتب "مايكل ويليمز" قال فيه إن تغيير النظام السوري بتلك الطريقة قد يكون خطأ - في إشارة إلى الهجوم الأمريكي-، مشيرًا إلى أن التدخل لن يغير الواقع في سوريا بل يزيد الأمور تعقيدًا.
أوضح الكاتب، أن لا أحد يعرف ما يفكر فيه الرئيس ترامب، مضيفًا أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تعرض لانتقادات شديدة لعدم قيامه بمزيد من العمل في سوريا، لكنه في كثير من الأحيان اتخذ قرارات صعبة وصحيحة.
وتابع: "بشار الأسد ليس شخصًا طيبًا، حيث تحولت المدن السورية الكبرى مثل حمص وحلب لأنقاض وتضررت جميع مواقع التراث العالمي الستة في اليونسكو"، موضحًا أن الأسوأ من ذلك أن أكثر من 500 ألف مدني سوري قتلوا في الحرب الأهلية، بالإضافة إلى 6.1 ملايين نازحًا داخليًا، و4.8 ملايين آخرين يبحثون عن ملجأ في الخارج.
كما وصفت منظمة إنقاذ الطفولة الأطفال في سوريا بأنهم يعيشون في حالة "ضغوط سامة" مستمرة، وذلك بسبب استخدام الأسد أسلحة عشوائية مثل البراميل المتفجرة وغاز الكلور بشكل منتظم ضد مواطنيه.
ولفت الكاتب، إلى أن بعض الناس تعتقد أن عزل الأسد أمر ضروري، وأن هذا القرار له نسب طويلة في الولايات المتحدة، حيث أن القدرة الأمريكية تحاول إصلاح كل ما هو الخطأ.
ونقل رأي البروفيسور "ليندسي أوروركي"، بأنه خلال الحرب الباردة، حاولت الولايات المتحدة 72 مرة تغيير الأنظمة ولكن فشلت معظم هذه المحاولات، كما أن الحالة السياسية في البلاد ستتغير عن طريق إزالة زعيم غير مرغوب فيه واستبداله وهذا يعتبر منطق مشين.
وأوضح الكاتب، أن السلطوية أفسحت المجال أمام الحركات الديمقراطية في أوروبا الشرقية وآسيا وأمريكا اللاتينية على مدى السنوات الثلاثين الماضية، غير أن هذا التغيير بدأ من القاعدة إلى القمة تدريجيًا في المناخ السياسي والثقافة للدولة بين الجماهير قبل أن يتوج بتغيير النظام في القمة.
ولفت الكاتب، إلى أن التدخل والعداء في الحكومة الجديدة يثير الاستياء، موضحًا أنه من المثير للاهتمام أن منطقة الشرق الأوسط أثبتت بشكل خاص مقاومة للتغيير الدائم للنظام وإرساء الديمقراطية، مما جعل احتمالية نجاح أي تدخل بقيادة الولايات المتحدة مشكوكًا فيه.
وأوضح أن الولايات المتحدة شهدت أضرار سلبية سيئة خلال الحرب في فيتنام، مضيفًا أنه خلال الحرب التي قادتها السوفييت في أفغانستان، لعبت الولايات المتحدة الدور المفسد للجهود السوفياتية، وتمويل الأموال والأسلحة إلى المجاهدين المناهضين للسوفيات، وتحول تدخل الاتحاد السوفييتي إلى حرب دموية مطولة.
واختتم الكاتب قائلًا: "القلب الليبرالي يرغب في تحقيق العدالة، ولكن يجب أن تأتي العدالة من داخل الدولة وليس بالإجبار على فعل ذلك، فلا يوجد أي اختصار للسلام الدائم، كما أن أفضل ما يمكن أن تفعله الحكومات الغربية هو تقديم المساعدات والمعونات لمن هم في محنة، في حين الضغط على تلك البلدان التي لا تزال تزويدهم بالمال والأسلحة للمقاتلين لتغيير مواقفهم، حيث تلك الحالة المأساوية هي ما أصبحت عليه سوريا اليوم".