تجهيزات الدفن: أسعار الأكفان زادت 3 أضعاف و«المغسلاتية والترابية» رفعوا أجرهم للضعف
الغلاء يطرق ساحات الموتى
إجراءات عديدة مثل أى إجراءات فى مصلحة حكومية، أوراق ورسوم ودمغات وإكراميات يجب أن يدفعها أهالى المتوفى فى سبيل أن إتمام المقولة الشهيرة «إكرام الميت دفنه»، بداية من استصدار شهادة الوفاة وصولاً إلى غلق باب المقبرة بعد إتمام عملية الدفن، كل خطوة من هذه الخطوات لها تسعيرتها التى ارتفعت على مدر السنوات والأشهر الأخيرة.
مسئول «دفن موتى» : أسر لا تستطيع دفن موتاها.. وتطلب «دفن بالصدقة»
الخطوة الأولى تبدأ بالتوجه إلى مكتب الصحة للحصول على تصريح بالدفن، ومكتب السجل المدنى للحصول على شهادة وفاة، صحيح أن المقابل المادى المنصوص عليه ضئيل، هو جنيه واحد لتصريح الدفن و10 جنيهات لشهادة الوفاة، إلا أن هناك جانباً آخر غير منصوص عليه يتمثل فى الإكراميات التى يضطر أهل المتوفى لدفعها لأحد الموظفين لسرعة إنجاز الأوراق، برغم ذلك لا تُفتح قائمة المدفوعات الحقيقية إلا مع الخطوات التالية التى تبدأ بشراء الكفن.
«كنا بنبيع بـ50 و70 والحاجة الحلوة بـ100 و150 جنيه. دلوقتى مفيش الأسعار دى.
أقل كفن 200 جنيه، وممكن يوصل لـ600 و700»، يتحدث عبداللطيف الشرنوبى، أحد تجار القماش فى حى الغورية بالأزهر، الذى أوضح أن أسعار الأكفان ارتفعت بصورة كبيرة: «الكفن المصنوع من الحرير، و7 أطباق فوق بعضهم، ده بيعمل من 1200 إلى 1500 جنيه، أغلى من بدلة عريس»، يوضح الرجل الستينى الذى يعمل فى مجاله قبل أكثر من 20 عاماً، أن الأسعار تضاعفت عن السنوات الماضية، والعديد من الزبائن أصبحوا كل ما يهمهم الأقل تكلفة، باستثناء زبائن قليلين يهتمون بنوعية الكفن وجودته: «اللى عامل حسابه فى 150 أو 200 جنيه يادوب بيجيب بيهم حاجة تغطى المتوفى، لكن عشان يختار كفن بجودة حلوة وقيمته عالية هيدفع أكتر من كده الضعف».
يأتى الدور بعد ذلك على المُغسل الذى تتراوح أجرة يده بين 150 و300 جنيه، إضافة إلى بعض المستلزمات التى يحتاجها مثل الروائح التى يضعها على الميت والصابون والقطن «فيه مُغسل بياخد 150 جنيه وفيه واحد تانى بياخد 200 و300، بتفرق حسب المكان وطبيعة الأهل، وأحياناً بيكون المغسل واحد من الجيران أو المسجد المجاور وبيعملها صدقة لله بدون أجر، بس دى حاجة ترجع له»، يوضح محمود حسين، الذى يرأس قسم خدمة دفن الموتى بإحدى الجمعيات الشرعية، موضحاً أن هناك إكرامية بخلاف أجرة التغسيل يقدرها أحد أقارب الميت من الدرجة الأولى، سواء الابن أو الابنة أو الزوج أو الزوجة، يتم دفعها إلى المُغسل «الأجر قد يتنازل عنه المغسل، لكن الإكرامية هناك عرف بدفعها حتى لو كانت مجرد 50 جنيهاً، وهى نوع من الصدقة على روح المتوفى»، مشيراً إلى أن بعض الأسر الفقيرة تطلب من الجمعية مغسلاً مجاناً لأنها لا تملك من المال إلا ما يكفى لطعامها وشرابها «وفى هذه الحالة بنوفر من الصدقات مغسل وبنتولى التجهيزات الخاصة بيه»، ويوضح «حسين» أنه ضمن التكاليف التى يتحملها أهالى المتوفى هى تأجير سيارة نقل الموتى التى تتراوح قيمتها بين 200 و500 جنيه حسب المسافة التى تقطعها السيارة ومكان المقابر.
الخطوة الأخيرة هى دفن الميت التى يتقاضى عنها التُربى مبلغاً من 150 جنيهاً وقد يرتفع إلى 500 جنيه، يضيف الرجل الأربعينى: «أسعار الترابية زادت جداً الفترة الأخيرة، وبقى كل تربى مشغل معاه اتنين وتلاتة مساعدين، وكلهم عايزين أجرتهم، وطبعاً ده بيزود التكاليف على أسر المتوفى، خاصة محدودى الحال منهم»، يشير «حسين» إلى أن بعض الأهالى يلجأن للجمعيات الشرعية أو المساجد للدفن بـ«الصدقة» لأنهم لا يملكون مالاً لتخريج فقيدهم «موجود صناديق لدعم دفن الموتى، ومالها من التبرعات والصدقات اللى بتوصل من خلال أهل الخير، وبنشوف الحالات دى كتيرة، وزادت السنوات الماضية».