تعليم الـ«سد خانة»: قيام.. جلوس.. جرس الحصة ضرب
شكل منضبط ومحتوى يحتاج لمراجعة
«قيام.. جلوس»، عبارة يبدأ بها اليوم الدراسى فى المدارس، تعقبها مجموعة من الأوامر والنواهى «احفظ، سمّع، اسكت، محدش ينطق، الامتحان قرب»، إلى آخره من العبارات التى لا يخلو منها فصل دراسى تحت منظومة تعليمية تقوم على ثقافة «الحفظ والتلقين» أقوى من العديد من المقترحات والنداءات التى تخرج بين فترة وأخرى لوضع منظومة تعليمية جديدة تساعد التلميذ على الابتكار وتكسبه مهارات تمكنه بعد ذلك أن يفيد بيئته ومجتمعه «إحنا منظومتنا التعليمية بتنتج عقول حافظة، بس مابتنتجش إبداع ولا مهارات، بالعكس بتقتلها»، رأى لأحد خبراء التعليم والمناهج فى مصر، هو د.حسن شحاتة، أستاذ المناهج بتربية عين شمس، الذى أكد أن مشكلة التعليم المصرى الأساسية على مدار عشرات السنوات الماضية هى الاعتماد على التلقين وحشو الأذهان بالمعلومات والحفظ، دون مساعدة الطالب على التفسير والتحليل والرفض وبيان الصواب والخطأ، يضيف: «كل اللى يهم المدرس، وأولياء الأمور أيضاً، هو أن الابن ينجح، ويجيب مجموع عالى، لكن بيفكر إزاى وبيتكلم إزاى وهيفيد بإيه فى حياته، مش مهم».
دراسات تجديد المنظومة حبيسة المكتبات
«فعلاً فيه دراسات ورسائل كتيرة تناولت المشكلة، ووضعت حلول وأفكار، لكن التنفيذ غائب»، يقولها «شحاتة» الذى أوضح أن الخطاب التعليمى قاصر ولا يعالج المشكلات الحياتية وبعيد عن التطوير والتجديد الذى يظل حبيس المكتبات فقط.
الأمر نفسه عانى منه أحد حَملة الماجستير الذى تناول فى رسالته تطوير التعليم بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة.. «أوضحت فى رسالتى أننا لسنا فى حاجة إلى كل هذه المناهج والمقررات التعليمية، ونستطيع اعتماد وسيلة جديدة للتعليم تقوم على الابتكار والتعلم الذاتى، ودور المعلم يقتصر على مساعدة الطالب بالمعلومات التى يحتاجها فقط»، يقول الباحث أحمد إبراهيم، الذى قدم دراسة ماجستير قبل 4 سنوات، لكن أفكاره لم تدخل حيز التنفيذ بعد: «مش محتاجين نروح اليابان وأمريكا، إحنا عندنا أفكار جيدة جداً، لكن محتاجة التنفيذ»، أمام التنفيذ تقف العديد من العقبات يؤكد محمد يوسف، وزير التعليم الفنى السابق، أن أبرزها هى الميزانية المخصصة للتعليم: «الميزانية ضعيفة وبالتالى تنفيذ أى أفكار بيكون صعب، وعندنا مشكلة فى المناهج وكذلك فى المسئولين عن تقديم هذه المناهج»، يشير «يوسف» إلى أن عملية إعداد المعلم يجب أن تسبق إعداد الطالب، ليحدث تغيير حقيقى يلمسه الجميع.