مستشار الرئيس للشئون الدينية: حوارات الرئيس مع الشباب خطوة على الطريق يجب أن تتبعها عشرات الخطوات
الدكتور أسامة الأزهرى
قال الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار الرئيس عبدالفتاح السيسى للشئون الدينية، إن حوارات «السيسى» الصريحة مع الشباب خلال المؤتمر الوطنى الدورى الثالث للشباب المنعقد حالياً بمدينة الإسماعيلية تهدف إلى تأسيس «عقد اجتماعى» للبناء والنهضة التى نأمل تحقيقها فى البلاد خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن الرئيس يناقش الشباب بـ«قلب مفتوح» ولا يضع أى «سقف» للأسئلة.
أضاف «الأزهرى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن حوارات الرئيس الصريحة مع الشباب خطوة من عشرات الخطوات فى سبيل مواجهة الأفكار الهدامة والمتطرفة، ولكن يجب أن يتم إجراء مواجهة فكرية جريئة لهذه الأفكار، والرد السريع عليها، خاصة أن التنظيمات الإرهابية تستخدم وسائل التواصل الاجتماعى فى نشر تلك الأفكار بسرعة أكبر من سرعة مواجهتنا لها.. وإلى نص الحوار:
■ أجرى الرئيس السيسى حوارات ونقاشات صريحة للغاية مع الشباب خلال المؤتمر.. كيف ترى هذه الحوارات والنقاشات؟
- أرى أن أى وطن من الأوطان تكون الدعامة الأولى له، ومرتكز التنمية والحضارة فيه، هى فتح قنوات آمنة للتواصل بين جميع شرائح المجتمع، خاصة الشريحة الفاعلة فيه، وهى فى حالتنا المصرية الشباب، وذلك بهدف تأسيس «عقد اجتماعى» للبناء، والنهضة التى نأمل أن نحققها فى بلادنا خلال المرحلة المقبلة.
د. أسامة الأزهرى: «السيسى» يناقش الشباب بـ«قلب مفتوح».. ولا يضع أى «سقف» للأسئلة
■ هل نجح المؤتمر فى ذلك؟
- المؤتمر يُمثل بالفعل قناة حقيقية ومفتوحة لنقل كل ما يجول فى أذهان الشباب، وخواطرهم من هموم، وآمال، وطموحات، ورؤى إلى القيادة السياسية، ومن ثم تتفاعل هذه الأشياء مع أعلى رأس فى الدولة معهم لتوعية الشباب بشكل سليم بكل الحقائق، بما يشكل وجدانهم، ويدفعهم لصالح العمل، والبناء، والتنمية لصالح وطننا الغالى.
■ ولماذا نجحت المبادرة؟
- لأن الرئيس السيسى يستمع بقلب مفتوح، ولا يضع أى «سقف» للأسئلة؛ فمؤتمرات الشباب آلية ناجحة للتواصل بين الرئيس، والشباب، خاصة أن المؤتمرات التى جمعت الرئيس بالشباب أدت إلى إجراءات ملموسة على الأرض.
■ وهل تلعب هذه الحوارات دوراً فى مواجهة الفكر الهدام والمتطرف التى تسعى بعض القوى لبثها فى الشباب المصرى؟
- هى خطوة على الطريق، وهى مهمة للغاية، ولكن يجب أن تتبعها عشرات الخطوات لتكون هناك مواجهة فكرية جريئة فى المجالات التى تواجه خطر التطرف مثل مواقع التواصل الاجتماعى، والتى تطور التنظيمات المتطرفة أشكال استغلالها بسرعة هائلة، فى حين أن مؤسساتنا أبطأ كثيراً منهم، فضلاً عن وجود كتابات تؤصل لفكر التطرف، ولا بد من وجود مواجهة حقيقية لتلك الكتابات.
■ مثل ماذا؟
- مثل المطويات، والمجلات الإلكترونية التى تبثها التنظيمات الإرهابية والمتطرفة كما يفعل تنظيم «داعش»، ومنها على سبيل المثال مجلة «دابق» الموجهة للولايات المتحدة والعالم الغربى باللغة الإنجليزية، وهنا نشير إلى أن دار الإفتاء المصرية بدأت مواجهة هذا الأمر من باب «الفكر بالفكر» عبر إصدارها مجلة مواجهة تحت اسم «بصيرة».
■ وما أبرز الخطوات الواجب على الدولة المصرية اتخاذها فى إطار مكافحة الأفكار الهدامة والمتطرفة؟
- يجب رصد كل المنافذ التى يتسلل منها هذا الفكر، وتحصين تلك النقاط حتى لا يكون هناك مجال متاح لاختطاف مزيد من العقول التى تقوم بالعمليات الإرهابية التى تضر الوطن، وتروع الآمنين من أبنائه، لكننا كلنا ثقة فى قدرة الدولة المصرية على مواجهة تلك التنظيمات حتى تنجح.
■ أعلن الرئيس السيسى مؤخراً تأسيس مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف.. هل ترى أن هذا المجلس سيكون قادراً على مواجهة الأفكار الهدامة؟
- هذا مرهون فى تقديرى بالشخصيات التى سيتم اختيارها لعضوية المجلس، لكن الرئيس السيسى أعلن بوضوح أن هذا المجلس سيكون له صلاحيات كبيرة فى مختلف المجالات، ولم يعد باقياً سوى الهمة فى التحرك، والعمل السريع من المجلس بعد تشكيله لمواجهة الإرهاب، والأفكار المتطرفة بكل أبعادها، بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية فى الدولة.
■ وبحكم كونك مستشاراً للرئيس السيسى.. ما أبرز ما يركز عليه الرئيس فى حواراته معك؟
- الرئيس السيسى يشدد على ضرورة سرعة الانتهاء من قضية التطرف، حتى ننطلق إلى المستهدف من خطاب دينى أصيل، وهو بناء الإنسان، وصناعة الحضارة.