الصحف البريطانية: فوز مرسي "النتيجة الأفضل" والعسكري باق من خلف الستار
أبرزت الصحف البريطانية فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسى بالانتخابات الرئاسية المصرية، ونشرت تحليلات لدلالة ذلك الفوز وتداعياته على المستقبل القريب، منتقدة صمت الدول الغربية الكبرى لساعات عقب إعلان النتيجة، رغم أن الفائز الفعلي هو الديمقراطية وليس شخص بعينه أو توجه بعينه.
وذكرت صحيفة "الجارديان" فى افتتاحيتها أمس الأول أن "فوز مرشح إسلامى برئاسة مصر لحظة تاريخية ومسمار جديد دق فى نعش النظام القديم ولكن الأيدى القابضة على السلطة لم تتغير، المجلس العسكرى يعتقد أنه يملك الدولة وإمبراطوريته الاقتصادية تستحوذ على 40% من الناتج المحلى الإجمالى، وككبار المديرين التنفيذين، لن يكون خروج العسكرى من مركز السلطة سريعا أو بتكلفة بسيطة".
ولفتت الصحيفة إلى أن "الصمت الذي اتبعته القوى الغربية الكبرى لساعات عقب إعلان النتيجة، أكد ـن تلك الدول وجدت نفسها فى الجانب الخاطئ من التاريخ، وهذا لا يحدث للمرة الأولى فى منطقة الشرق الأوسط".
ونشرت "الجارديان" أمس الأول تحليلا لنتيجة الانتخابات الرئاسية، أكدت فيه أن فوز مرسى هو النتيجة الأفضل لتلك الانتخابات ويبقى على قوة العسكر ولكن من خلف الستار"، وتابعت فى تحليلها "فوز مرشح الإخوان المسلمين، أقدم حركة إسلامية فى العالم، برئاسة أكبر دولة عربية فى انتخابات حرة ونزيهة سيجد صداه فى دول المنطقة".
ولم يفت الصحيفة تخصيص مساحة للحديث عن شخص الرئيس المصرى الجديد، مؤكدة أنه "يدين بالفضل فى صعوده داخل الإخوان لعلاقته الوثيقة بالعقل المدبر للجماعة خيرت الشاطر"، ولفتت أيضا لدراسته فى الولايات المتحدة، وحمل اثنين من أولاده الجنسية الأمريكية.
وفى المقابل، قارن الكاتب البريطاني روبرت فيسك، في مقاله بصحيفة "الإندبندنت" أمس بين الرئيس المنتخب محمد مرسي والزعيم سعد زغلول، مشيرا إلى أن "الأول ليس ثوريا ولا قوميا بدرجة كبيرة مثل سعد زغلول، والمجلس العسكرى نصب له الكثير من الفخاخ بالإعلان الدستورى المكمل، ولكن الدولة العميقة تراجعت بفوزه".
وأضاف فيسك "وعلى عكس مرسي، كان سعد زغلول يحلم لمصر بدولة حديثة، متقدمة، علمانية، لا تعادى الأجانب ولا تسعى لوحدة عربية، أى تكون مصر للمصريين".
ونوهت صحيفة "ديلى تليجراف" فى تقرير آخر أمس الأول بأن "مرسى ليس فى السلطة فعليا، فالمسئول إما المشير طنطاوى رئيس المجلس العسكرى وإما المرشد العام للاخوان المسلمين محمد بديع، بل ويدين لهما بالطاعة".
وأضافت "الوضع الراهن فى السياسة المصرية ترك مساحة معقدة للمواجهة والاشتباك، كل شئ فيها خاضع للتفاوض، مع انتظار كل من البندقية، القرآن، المثقفين، والمجتمع الدولى لإلقاء كلمتهم، وربما تعج بالضوضاء لبعض الوقت".
كما أشارت الصحيفة ذاتها فى تقرير أمس الأول إلى أن مرسى "يمثل لغزا للغرب الذى يحمل صورة تقليدية للإسلامين، فهو إسلامى غير تقليدى، لديه سجل من الخطابات الشعبية يؤكد فيها أن الدور الأساسى للدولة هو فرض الشريعة ويرفض دولة إسرائيل، إلا أنه درس فى الولايات المتحدة ومسئول فى ظل ديمقراطية تعددية".
وعلقت "فايننتشال تايمز" في افتتاحيتها أمس الأول "أمام مرسى تحديات كبرى، أهمها استعادة الأمن وإنقاذ الاقتصاد ومعالجة الانقسام الذى خلفته الانتخابات فى الشارع المصرى، ولكن الاعلان الدستورى المكمل منح العسكر السلطة من خلف الستار، ما ينذر بفترة من المواجهة والمساومة بين الطرفين".