من «بنى إسرائيل» إلى «الصهاينة».. سرقة المصريين أسلوب حياة
إسرائيليون يزعمون بناء الأهرامات فى الجيزة
من «بنى إسرائيل» وحادث السرقة فى «الخروج من مصر» إلى «أهرامات» زعموا بناءها، عندما كانوا عبيداً لدى المصريين، مروراً بسرقة «الفن المصرى»، وانتهاءً بادعاء «الممتلكات اليهودية» التى يجب أن تعود إلى إسرائيل، تنوعت أزمات الإسرائيليين الثقافية والتراثية مع مصر، حيث تزعم الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أن لـ«يهود الدول العربية» حقوقاً يجب أن تُرد، فى محاولة من تلك الحكومات لتحصيل تعويضات من مصر وعدد من الدول العربية لإنعاش الخزينة الإسرائيلية قدر الإمكان، أسوة بما حدث مع الألمان والهولنديين أيضاً.
«سرقة الذهب والفضة وأدوات الطهى والأمتعة، وكل ما يمكن حمله أثناء الخروج» كانت أول سابقة لبنى إسرائيل فى نهب المصريين عندما علموا بأنهم سيخرجون من مصر بقيادة نبى الله «موسى» بعد مكوثهم فى أرض «جاسان» زمناً طويلاً، حيث استعارت كل امرأة من بنى إسرائيل من جارتها المصرية ما تستطيع أن تأخذه معها، ومن ثم تم الانطلاق نحو العودة إلى أرض الآباء والأجداد «كنعان»، حسب المزاعم اليهودية.
لم تنتهِ قصة النهب الإسرائيلية عند حادث «سرقة الخروج»، إذ تمر الأيام ويحاول رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجن أثناء وجوده بمصر فى إقناع الحاضرين بأن بنى إسرائيل «أجداده» -على حد زعمهم- كانوا يعملون فى أعمال السُّخرة لبناء الأهرامات المصرية، إلا أن الدكتور سامى الإمام، أستاذ الديانة اليهودية بجامعة الأزهر، أكد أنه «فى عام 1650ق.م على وجه التقريب، نزح سيدنا يعقوب عليه السلام وأبناؤه من كنعان إلى مصر، بعد دعوة يوسف لهم، وفى عام 1350ق.م على وجه التقريب، كان خروج موسى عليه السلام من مصر ببنى إسرائيل وآخرين ليسوا من بنى إسرائيل». وأضاف لـ«الوطن»: «يتبين من التواريخ المذكورة، وكذلك من المصادر المختلفة أن بنى إسرائيل مكثوا فى مصر نحو 300 سنة، وهى فترة متوسطة بين أقوال عدة وردت بالتوراة عن مدة بقائهم فى مصر»، متسائلاً: «ما الأسرة الفرعونية التى حكمت مصر فى تلك الحقبة؟ ومن الحكام الذى حكموا مصر خلال تلك السنوات؟». وأجاب «الإمام» قائلاً: «تذكر الوثائق التاريخية والأثرية عن مصر القديمة أن تلك الحقبة التاريخية التى عاش فيها بنو إسرائيل بمصر حكمها ملوك من الأسرتين الثامنة عشرة (1850ق.م - 1350ق.م) والتاسعة عشرة (1350ق.م - 1225ق.م)، وتميّزت حقبة هاتين الأسرتين ببناء المعابد على اختلاف أنواعها؛ الدينية، والجنائزية، ولتخليد الذكرى. ولم تُشر المصادر إلى استعباد بنى إسرائيل فى بناء أى أبنية بمصر، بل الثابت بما لا يدع مجالاً للشكّ أن بنى إسرائيل تأثروا بتلك المعابد المصرية القديمة الضخمة الشامخة البناء، وعندما استقروا فى كنعان بعد الغزو حاولوا تقليدها فى هيكل أورشليم».
لم يقف الأمر عند الأهرامات، بل ظهر فى العقود الأخيرة فى إسرائيل الكثير من الألحان المصرية فى أغانى على كلمات عبرية فى إسرائيل، ومنها للفنان عمرو دياب وعمرو مصطفى وشيرين وعبدالحليم وأم كلثوم. وفى العقود الأخيرة، سعى الاحتلال الإسرائيلى إلى إثارة الجدل حول أحقيته فى أملاك اليهود ليس فى مصر فقط، لكن فى الدول العربية كلها، فظهرت تلك المحاولات فى تسريب تقارير للإعلام عن أن إسرائيل ستطالب العرب وإيران بتعويضات عن أملاك اليهود الذين هاجروا من البلدان العربية إلى إسرائيل، تاركين عقاراتهم ومصانعهم ومحلاتهم، مما يتسبب فى بلبلة حول التحركات الإسرائيلية التى تنتهى بالتوقف بسبب عدم حصر الممتلكات المزعومة، وأخيراً ظهر اقتراح إسرائيلى من أجل التصويت على مشروع لحصر تلك الممتلكات، أو كما أطلق عليه موقع «واللا» الإسرائيلى «الإرث اليهودى»، حيث إنه يتم عرض الخطة أو المقترح بتكلفة 10 ملايين شيكل إسرائيلى.