الروايات الأدبية تشعل سباق دراما رمضان.. و«الغروب والشمس وكلبش» فى الصدارة
أفيش مسلسل «كلبش»
تشهد الدراما الرمضانية هذا العام وجود عدد من الأعمال الدرامية المأخوذة عن أعمال أدبية لكبار الكتاب، لتفتح تلك الأعمال بعداً جديداً فى التناول الدرامى وترفع مستوى المنافسة، ولكن فى الوقت نفسه تواجه تحدى تقديم محتوى لا يقل عن المحتوى الأدبى الذى تم تقديمه من قبل. تبدأ قائمة الأعمال المأخوذة عن أصل أدبى من مسلسل «لا تطفئ الشمس» المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس، حيث قرر السيناريست تامر حبيب إعادة تقديمها مع المخرج محمد شاكر خضير بعد ما كونا ثنائياً ناجحاً على مدار عامى 2015 و2016، ويضم العمل مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم ميرفت أمين، شيرين رضا، أحمد داود، أحمد مالك، ريهام عبدالغفور، جميلة عوض ومحمد الشرنوبى.
تامر حبيب: لا مقارنة بين الفيلم والمسلسل فى «لا تطفئ الشمس».. وانتقال الأدب للدراما ظاهرة صحية
ولكن يظل المشروع الأبرز هو «واحة الغروب» المأخوذ عن رواية للكاتب الكبير بهاء طاهر، حيث استغرق الإعداد للعمل ما يقرب من عامين ليحمل توقيع المخرجة كاملة أبوذكرى، وبدأت السيناريست مريم ناعوم العمل على المشروع قبل أن تعلن انسحابها وتتابعه السيناريست هالة الزغندى، وبطولة منة شلبى، خالد النبوى، أحمد مجدى، سيد رجب، الأردنية ركين سعد واللبنانية كارول الحاج، من إنتاج «العدل جروب»، ويعد مسلسل «كلبش» هو العمل الرمضانى الثالث المأخوذ عن نص أدبى للكاتب الروائى يوسف حسن يوسف يحمل الاسم نفسه، قامت شركة الإنتاج بشرائه لإعادة تقديمه فى عمل تليفزيونى، وعمل المؤلف والسيناريست باهر دويدار على إعادة صياغته ومعالجته بشكل درامى، حيث تدور أحداث المسلسل فى إطار بوليسى تشويقى حول الرائد سليم الأنصارى يقوم بدوره الفنان أمير كرارة، الذى يتعاطى خلال عمله مع كثير من القضايا المهمة منها الحرب على الإرهاب، المسلسل إخراج بيتر ميمى. وقطع الكاتب والسيناريست تامر حبيب شوطاً طويلاً فى كتابة حلقات مسلسل «لا تطفئ الشمس»، حيث لم يتبقّ له سوى 5 حلقات لينتهى من كتابة أحداث المسلسل بالكامل. وفيما يتعلق بتقديم رواية فى عمل تليفزيونى سبق تقديمها سينمائياً، قال «حبيب»: «لم أضع ذلك فى اعتبارى أثناء العمل على المسلسل حيث لا توجد مقارنة مع الفيلم، خاصة أن الفيلم أحداثه تدور فى أواخر الخمسينات بينما تدور أحداث المسلسل فى الوقت الحالى، بالإضافة إلى أن الرواية بها أحداث كثيرة لم يقدمها الفيلم بشكل مستفيض وهناك أحداث أخرى لم يتطرق إليها لأن فى النهاية أحداث الفيلم تدور فى ساعة ونصف فقط، ولكن زمن المسلسل 20 ساعة مما يتيح أمامنا المجال لتقديم أحداث لم يتم تناولها فى الفيلم، وفى النهاية نحن نتعامل مع وسيط مختلف فتم إضافة شخصيات جديدة وتناول شخصيات أخرى باستفاضة، والمسلسل معالجة مختلفة تماماً عن الفيلم». وأضاف، لـ«الوطن»: تقديم الروايات سينمائياً أو تليفزيونياً ظاهرة صحية جداً، وأتمنى أن تزيد خلال الفترة المقبلة حيث يتم بناء الأعمال الدرامية على أساس قوى موجود من قبل، والعهد الذهبى للسينما المصرية كان الوقت الذى تم فيه تحويل روايات نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس وغيرهم إلى أفلام شكلت كيان وتاريخ السينما المصرية حتى الآن، ومن الجديد انتقالها للدراما بدليل أن أعمالاً مأخوذة عن روايات ومسرحيات مثل «ذات»، «سجن النسا» و«أفراح القبة» حققت نجاحاً كبيراً.
بينما ترى الكاتبة هالة الزغندى أن تحويل الأعمال الأدبية إلى أعمال درامية أكثر سهولة بالنسبة للكاتب ولكن ينطوى على قدر كبير من التحدى والمسئولية فى تقديم عمل يوازى نجاح العمل الأصلى، موضحة: «الأعمال التى أقوم بتأليفها أصعب من المأخوذة عن نصوص أدبية، فالرواية تقطع شوطاً كبيراً فيما يتعلق بالفكرة والخطوط الرئيسية، بينما يتبقى تأليف الأحداث الثانوية التى تخدم الحدث الرئيسى، ولكن الصعوبة تظهر عندما تكون الرواية لكاتب كبير ولها قاعدة قراء كبيرة من المثقفين خاصة إن كانت لكاتب بحجم الروائى بهاء طاهر». وتابعت هالة لـ«الوطن»: الدراما مختلفة ولكن الكاتب يكون لديه مخاوف من إضعاف النص الأصلى بدلاً من تقويته، لأنها تعالج النص بطريقة درامية، ولكن تختلف «واحة الغروب» عن «سجن النسا»، لأن الأخير كانت الأحداث مستوحاة من عمل الكاتبة الراحلة فتحية العسال، ولكن بالنسبة لـ«واحة الغروب» نحن ملتزمون بفترة تاريخية معينة مما يحتاج التركيز على عديد من التفاصيل، خاصة أن أهل الواحة يتحدثون لغة أمازيغية وبالتالى يجب كتابة الحوار بطريقة مختلفة فيما يتعلق بالمفردات عن طريق حوار أبطال الرواية. من جانبه، قال السيناريست باهر دويدار إن المنتج محمد عبدالحميد تحدث معه فى آخر يوم تصوير مسلسل «حق ميت»، بعد حصوله على حقوق النشر الخاصة بفكرة مسلسل «كلبش» من الروائى يوسف حسن يوسف، متابعاً: «رحبت بالفكرة لأنها جيدة ولم تطرح على الساحة الفنية، ولكن بشرط السماح لى بتغيير المعالجة الخاصة بها، ثم توقف المشروع لفترة، ولكن بعد مفاوضات مع الشركة المنتجة قُمت بتغيير المعالجة، وكتابة أول 4 حلقات من المسلسل وجلست مع أمير كرارة للعمل على بعض التغييرات فى القصة والسيناريو، فضلاً عن التعديلات التى حدثت على السيناريو أثناء التصوير نظراً لتغيير الأحداث من حولنا فى الواقع.
وأضاف دويدار، لـ«الوطن»: «المسلسل يعتبر نقلة كبيرة وقوية للفنان أمير كرارة، أواصل حالياً كتابة آخر حلقتين فى المسلسل بعد إعادة صياغة الرواية بشكل درامى نستطيع تقديمه على الشاشة فى قالب مختلف خاصة أنها تدور فى إطار بوليسى تشويقى، ولذلك لم أسلم الحلقات النهائية من العمل حيث من الممكن أن أقوم بتعديل بعض الأشياء على الحلقات الأخيرة، خاصة أنه من السهل تسريب الحلقات، وحل لغز المسلسل الذى تدور قصته الأساسية حول ضابط شرطة يدعى سليم الأنصارى تورط فى مأزق وهذا المأزق سيغير مجرى حياته 180 درجة ويأخذه لرحلة طويلة خلال أحداث العمل الملىء بالمفاجآت». وفيما يتعلق برفع مؤلف الرواية دعوى ضد منتج العمل، قال: «المشكلة بينه وبين شركة الإنتاج، وأنا لست طرفاً فيها خاصة أن المؤلف لم يوجه لى أى اتهامات ولا يوجد بيننا تواصل مباشر، ولكننى على علم بأن المؤلف رفع قضية ضد الشركة المنتجة منذ فترة، ولا أعرف آخر التطورات التى حدثت معه، فلم تربطنى بالمؤلف علاقة مباشرة حتى الآن، ولكننى اشترطت قبل أن أمضى العقد على الشركة المنتجة أن يذكر اسمه بشكل واضح على تتر المسلسل حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية للكاتب».