بعد الافتتاح.. «المركز الثقافى» تحول من «حلم» إلى «كابوس».. وخيّب آمال البورسعيدية
المركز الثقافى ببورسعيد
أكد عدد من مثقفى مدينة بورسعيد أن المركز الثقافى الذى افتتحه الرئيس السيسى أثناء زيارته مؤخراً، لم يتم استغلاله بالشكل المطلوب لنشر الثقافة والوعى بين أبناء المحافظة، مشيرين إلى أن ذلك بسبب تقصير المسئولين عنه، حيث قصروه على فنون محدودة بأجر مادى مرتفع لا ترقى إلى المستوى الرفيع، لافتين إلى أن الحلم بوجود صرح ثقافى تحول إلى كابوس.
حالة من الغضب انتابت «أحمد خضير»، مدير ثقافة بورسعيد الأسبق، الذى لم يتوقع أن يُصبح حال هذا المبنى الذى افتتحه الرئيس السيسى قبل أقل من عام بهذا الشكل، قائلاً: «عندما افتتح الرئيس المركز الثقافى أصبح لدى البورسعيدية أمل فى أن يكون لديهم متنفس يسمح بإقامة الحفلات، لكن ما حدث أننا اكتشفنا أنه يُقدّم خدمة ثقافية وأعمالاً فنية لا ترقى للمستوى الثقافى المأمول، وفوجئنا بأنها تُعرض بمقابل نقدى عالٍ، وده طبعاً تسبب فى عزوف المشاهدين عن حضور أى فعالية تقام، لدرجة أن مفيش حد بقى بيدخله».
«خضر»: ما يقدمه لا يرتقى بالذوق العام.. و«المصرى»: المسئولون لم يستغلوا زيارة الرئيس
ويتابع «خضير»: «قصر الثقافة يقدم فرق بورسعيد للآلات والفنون الشعبية وكورال الأطفال، وكان من باب أولى أن يستفيد المركز الثقافى من هذه الفِرق وأعمالها الجادة، وأتمنى تغيير ملامح النشاط داخله، وتكون هناك عروض جادة لفرق مصر كلها، منها شباب الجامعات والثقافة الجماهيرية».
زيارة الرئيس السيسى إلى مدينة بورسعيد وافتتاحه أكبر مجمع ثقافى على مستوى محافظات القناة، جعلت هناك حالة من الفرح والأمل، لكن هذه الفرحة لم تكتمل بسبب عدم استغلال المسئولين بالمحافظة هذه الزيارة، حسب أسامة المصرى، الأديب البورسعيدى الذى قال: «لما الرئيس السيسى زار المجمع الترفيهى أعلن عن خطوط للعمل عليها، ومع ذلك المسئولون لم يستثمروا هذه الزيارة كما يجب، بالترويج للمحافظة، لجذب استثمارات فى مجال السياحة والاقتصاد».
وتابع: «بورسعيد ينقصها عمل مهرجانات عالمية فى السينما والمسرح، خصوصاً أن موقعها شبيه بمدينة (كان) الفرنسية، التى يقام فيها أكبر مهرجان عالمى، وهناك مهرجانات محلية يجب أن تحتضنها المحافظة، زى مثلاً مهرجان الرقص بالإسماعيلية والسينما بأسوان، ويمكن عمل مسرح عائم بجوار حجر سعيد، يأتى إليها من مختلف أجناس العالم والأثرياء العرب»، مضيفاً: «مع الأسف ماجدة الرومى صرّحت فى مهرجان أقيم لها بالإسكندرية بأن والدتها من بورسعيد، وتتمنى عمل مهرجان غنائى فيه، ومع ذلك لم يهتم المحافظ بدعوتها إلى إقامة مثل هذا المهرجان، وممكن جداً عمل عروض تناسب ذكريات تاريخية فى بورسعيد، منها تدمير إيلات فى شهر 10، والعيد القومى فى شهر 12، وكذلك عروض دينية لمرور السيدة هاجر والنبى إبراهيم من بالوظة، خصوصاً أننا محافظة تتميز بالتسامح الدينى وحب الجميع».
وقال الفنان طارق حسن، مخرج مسرحى: «للأسف كنت قد بنيت آمالاً عريضة على المركز الثقافى الدولى، واعتقدت أنه سينقل بورسعيد إلى آفاق رحبة من التنمية الثقافية، لكن يبدو أن المسئولين عن إدارة هذا البلد لا يعون أهمية الثقافة فى تشكيل وعى الإنسان وسلوكه، وإنما راحوا يبحثون عن أى طريق يجمعون به ما دفعوه لبناء هذا الصرح، الذى تكلف 180 مليوناً تقريباً، وكأنهم دفعوها من جيبهم، وكأنهم حريصون على مال الدولة، لكنها السبوبة».