المترو «بيخوفكم»: الصوت «أم كلثوم».. والصورة «ابحث مع الشرطة»
صورة أرشيفية
دندنات وإيماءات بالرأس وأصابع تقلد العزف فى نشوة وبسمة تعلو الوجوه، يعود سببها إلى الأغنيات الكلاسيكية على راديو «كيميت» الموجه لركاب المترو، وبينما كانت أم كلثوم تغنى: «ما دام تحب بتنكر ليه» كان فادى عزت يدندن معها وعلى وجهه ابتسامة، تحولت لأخرى ساخرة، حين نظر إلى شاشة التليفزيون فرأى صوراً لمجرمين مطلوبين للعدالة، معتبراً أن أم كلثوم والمجرمين متناقضان لا يجتمعان تحت أى ظرف.
جدل حول عرض صور المطلوبين أمنياً على شاشات المحطات
بحديث لا يخلو من تهكم، قال الشاب العشرينى إن مشاهد المجرمين والمطلوبين التى تعرض على شاشات المترو، لا تستقيم مع الأغانى التى يبثها لأكثر من سبب، مشيراً إلى أن لحظات السعادة التى شعر بها مع الموسيقى اختلفت مع رؤيته للشاشة، والتى اقترب منها للتأكد من المعروض عليها: «المترو بيركبه أجانب أحياناً ووافدين من الدول العربية، فإحنا بده بنديهم صورة سلبية عننا سواء فى مترو أو قطار» يحكى «فادى»، طالب التربية بجامعة الأزهر، مشيراً إلى أن الأغانى المبهجة التى يبثها راديو «كيميت» يضيع أثرها مسرعاً مع تلك المشاهد: «تبقى فيروز بتغنى أو أم كلثوم وفجأة تلاقى أمين محمد بصورته واللى هيبلغ عنه ليه مكافأة، دى رسالة إن فى هاربين ومطلوبين وتخوف».
تعرض الشاشة مجموعة من صور المجرمين بأسمائهم الرباعية، وأرقام هواتف تتبع وزارة الداخلية، وعلى من يتعرف على أحدهم الإبلاغ عنه، وهى فكرة وجدها محمد حسنى، أحد ركاب المترو جيدة ومفيدة فى القبض على تلك العناصر، لكنه يستنكر أن تكون بمكان يركب فيه كثير من المواطنين وبعض الأجانب: «الفكرة كويسة بس مش ده مكانها، ممكن يكون فى ورق مطبوع مثلاً، ومحطوط فى أماكن معينة»..
الإعلانات نفسها تعرض أيضاً على شاشة كبيرة بمحطة مصر برمسيس، لم يجد سيد عبدالعال فيها مشكلة، يؤكد أن كثيراً من المواطنين يستقلون القطارات والمترو يومياً، ومن السهولة التعرف عليهم، إلا أن أحد أفراد الأمن بالمحطة خالفه الرأى، قائلاً: «أساساً محدش بيهتم بيها، ولا بيركز معاها».