لمسة «مرسى»: مصر تعرف فتنة «مذهبية» بالدم لأول مرة
عبر سنوات من حكم عبدالناصر والسادات ومبارك، لم تعرف مصر سوى فتن طائفية بين مسلمين ومسيحيين، وقليل من الاختلافات المذهبية بين المسلمين السنة وغيرهم من المذاهب والأفكار المرفوضة فى مصر كالشيعة والبهائيين، لم تُرَق فى هذه النوعية من الاختلافات المذهبية دماء، غير أن لمسة الرئيس مرسى، على كل الأحداث فى مصر، جعلت ولأول مرة ضحايا يموتون فى فتنة مذهبية بين سنة وشيعة فى عهده.
نظرية المؤامرة أحالت الفتنة إلى حديث سابق للرئيس مرسى فى استاد القاهرة، فاتهمته بأنه أعطى فيه إشارة البدء فى الهجوم على من وصفهم بـ«الرافضة» -قاصدا الشيعة- وهو ما كرره الشيخ محمد حسان فى خطابه الأخير باستاد القاهرة أيضاً، وهو ما اعتبرته د.إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر «نتاج تطرف فكرى وجهل دينى»،
يقول المولى عز وجل فى كتابه العزيز «.. ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا..»، وهو ما تفسره «إلهام»: «يعنى حتى التار يجب الرجوع فيه لولى الأمر، وربنا وعد المظلومين بالنصر طالما لجأوا لولى الأمر، وابتعدوا عن الاقتصاص باليد، أيا كان توجه المقتول سنيا، شيعيا، مسيحيا، كافرا، ملحدا، ربنا سبحانه وتعالى ينصف المظلوم أيا كانت أفكاره».
«الطائفية هى الوحدة الرئيسية فى التفكير السلفى، الذى يوجه خطابه للشيعة باعتبارهم أخطر من إسرائيل، حتى الأزهر الذى كان يبث خطاب التسامح تنشر مجلته ما هو ضد الشيعة»، حسب د.كمال حبيب، المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية.
يلقى «حبيب» بالمسئولية على الإخوان وتحالفهم الجديد مع القوى الدينية بعد أن شهد تاريخهم السابق تحالفات مستمرة مع القوى الليبرالية: «مضطرين فى ظل المواجهة الحالية للجوء إلى التيارات السلفية الأكثر تشددا مما يدفع المجتمع لفكرة الانغلاق والاستقطاب».
يلفت «حبيب» إلى الدور الدولى والإقليمى المؤجج للصراع بين السنة والشيعة، وإلى الهدف الأمريكى بتحويل الثراء المذهبى فى الدول العربية إلى عامل تخريب وصراع: «للأسف المناخ العام فى مصر شجع وأسهم فى تنفيذ ذلك المخطط، الناس الآن تقتص بأيديها وهذا رأيناه فى كثير من المحافظات خاصة الشرقية.. ضعف الدولة، وغياب المؤسسات، وانهيار النظام أعاد الناس إلى مرحلة الكائن البدائى».