بعد حرب كلامية.. مغيث يعتذر لوزير التربية عن "الهري": خايف على التعليم
الدكتور طارق شوقي - وزير التربية والتعليم
نشر الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، اعتذارا رسميا للدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، عبر صفحته على "فيس بوك"، عن منشوره الذي هاجمه فيه.
وقال مغيث: "معالي وزير التربية والتعليم، أشكركم على الاهتمام الخاص بالرد على ملاحظاتي، وهو توجه جديد للتفاعل الحقيقي والمباشر مع الناس يدعو للتفاؤل والأمل، وأعتذر عن استخدام لفظ (الهري)، وما رأيته سيادتك لغة حادة لم يدفعني لها إلا طول المعاناة على مدى السنوات السابقة، من حجم التصريحات الهائل وضآلة الإنجاز الحقيقي، وأنا أعرف أن الموضوعية والاحترام أصل لا يمكن التخلي عنه في أي نقاش علمي جاد".
وأضاف الخبير التربوي: "شخصكم وخبرتكم ووطنيتكم لم تكن أبدا محلا للشك أو الجدل أو النقاش، ولكم دائما كل الاحترام الواجب، وكل ما سعيت إليه هو التعبير عن مخاوفي على مستقبل التعليم، الذي سينعكس بلا شك على مستقبل الوطن، وأنا متأكد أنكم لستم أقل حرصا على التعليم والوطن، وأظن أن ما طرحته من ملاحظات، تراها معاليك جديرة بنقاش جاد وواسع ولمعاليكم خالص الود والتحية والاحترام".
وكان الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، قال إن ما أطلقه الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم بشأن نظام الثانوية العامة، ليس مشروعا ولا خطة ولا مقترحا متكاملا، يقف خلفه مركزا بحثيا أو مجموعة خبراء ولا تجارب نجحت، وإنما مجرد تصريحات صحفية "لزوم هذا الهراء الذى نهريه".
وأضاف مغيث، عبر صفحته على "فيس بوك": "أو لم يكن أولى بوزير التعليم أن يهتم بأن يكون لدينا بدلا من نظام تعليمنا الذي أصبح خارج المعايير، نظام تعليم حقيقي ومعلمين أكفاء راضين عن مهنتهم ومحبين لها، وعملية تدريس حقيقية، ومدارس مناسبة تمتلئ بالأنشطة، وإدارة ناجحة لعملية تعليمية حقيقية؟، وهل يجوز في نظام تعليم عتيق كنظامنا المصري عمره 200 سنة - أسس محمد علي أول مدرسة تجهيزية سنة 1825- أن يتغير النظام هكذا وبجرة قلم".
وتابع الخبير التربوي: "وزير التعليم لم يهبط على الوزارة من السماء، بل ظل رئيسا للجنة الاستشارية الرئاسية لتطوير التعليم، أو لم يكن من الواجب أن يقدم لنا الوزير نظاما تم تجريبه والتخطيط له ماديا وبشريا وفنيا".
من جانبه، علق وزير التربية والتعليم، على منشور الخبير التربوي عبر "فيس بوك"، قائلا: "إلى الأستاذ كمال مغيث والسادة الزملاء، اعتدتم النقد الحاد والمتواصل على كل ما نفعله، وأنا أقدر كل الآراء والأفكار، وأعلم أن تطوير التعليم عمل جماعي، وأن النهوض بالتعليم هو حلم كل مصري حريص على الوطن".
وأضاف وزير التعليم: "أنا لم أهبط على الوزارة يا سيدي، ولكنني شرفت بتكليف من السيد الرئيس للبناء على عمل كبير تم إنجازه في العامين السابقين، متمثلا في مشروع طموح يسمى (المعلمون أولا)، تم من خلاله تطوير أداء 10 آلاف معلم مصري، ومشروع عملاق آخر يسمى (بنك المعرفة المصري)، وأنا لا أتكلم عن أحلام أو (هري كما اتهمت باطلًا، وإنما عن نتائج بذلنا فيها الوقت والجهد وموجودة على الأرض للمتابعة والتقييم".
وقال شوقي: "عملت أكثر من 13 سنة حول العالم في مشروعات إقليمية وعالمية في منظمة (يونسكو)، لتطوير التعليم في أكثر من 30 بلدا، وتعلم حضرتك جيدا أنني حريص على التواصل والتشاور منذ تسلمي هذه المهمة، وأعرض الأفكار على الجميع واستمع لكل الآراء، ولا أرى أي داع لإرسال اتهامات دون أن نتبادل الحوار، ودون معلومات حقيقية".
وزاد وزير التعليم: "شرحت بالتفصيل (فلسفة ما نفعل)، وكان واضحًا وضوح الشمس أن المستهدف هو العودة إلى التعليم، بدلا من هذا العبث المسمى تعليمًا، وهو ليس إلا صراع محموم على مجموع بلا تعليم، وقبول بجامعة في تخصصات غير مناسبة للدولة أو لسوق العمل، وهذا لا يمكن الجدال بشأنه، وقلت إن المستهدف هو القضاء على الدروس والغش وليس استبدال الثانوية بـ3 سنوات من الدروس، ولا أدري لماذا تصر على ترديد مثل هذه الادعاءات؟، فأنا يا سيدي لست صغيرًا أو هاويًا كي أتكلم بلا خطة وبلا أدوات، ومن اللائق أن تسألني في هذا بدلًا من افتراض أننا لا نعلم ماذا نفعل".
وعن اتهام مغيث لوزير التعليم، بأن كل ما طرحه من خطط لتطوير الثانوية العامة ما هو إلا "هري"، رد الوزير قائلا: "ما هو إلا تعد لا أفهمه ولا أقبله ولا حجة عليه، فالمشروع متكامل والخطة واضحة وفريق العمل مكتمل، والخطط تعرض على مجلس الوزراء والسيد الرئيس ومجلس النواب وليس على صفحات الجرائد".
وتابع شوقي: "ألا تعتقد أن السيد الرئيس يحاسبنا على ما نقول أو نعمل؟، ألا تعتقد أنني حريص على سمعتي العلمية والأكاديمية؟، ألا تعتقد أنني حريص على تطوير التعليم؟، كنت أتمنى لغة أكثر إيجابية للحوار، خصوصًا من باحث تربوي يعمل في وزارة التربية والتعليم، ويؤسفني جدًا أن يشار إلى شخصي بكلمات أن ما أبذل فيه كل هذا الجهد ما هو إلا (تصريحات صحفية لزوم الهري)".
وأضاف وزير التعليم: "أتمنى أن يكون الحوار في المستقبل أكثر لياقة واحترامًا لكل من يحاول جاهدًا ويعمل بلا كلل ويستقبل كل هذا النقد، فأنا احترم النقد الهادف بعد تقصي الحقيقة ولا أقبل التعدي بالقول أو السخرية مما نعمل عليه، مع خالص الاحترام والتقدير".