مخاوف فى «الخارجية» من تعيين وزير من خارج السلك الدبلوماسى
سيطرت حالة من الهدوء الحذر على وزارة الخارجية، مع إعلان فوز الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية، وذلك لعدة أسباب، أهمها الحديث الدائر حالياً داخل أروقة الوزارة عن احتمالات تعديل حركة السفراء الأخيرة، فى عدد من العواصم الكبرى عربياً ودولياً، إلى جانب ما يتعلق بمنصب وزير الخارجية ومن سيشغله فى الفترة المقبلة، وحسب مصادر، فإن هناك مخاوف من تعيين عدد من الشخصيات فى المنصب، وعلى رأسهم السفير عبدالله الأشعل.
وقال مصدر دبلوماسى لـ«الوطن» إن هناك مخاوف داخل السلك الدبلوماسى، من تعيين وزير الخارجية من خارجه، مشيراً إلى أن الحالة الوحيدة التى عين فيها وزير للخارجية من خارج السلك الدبلوماسى كان الوزير كمال حسن على، الذى لم تحدث فى عهده أى مشاكل فنية، ويرجع ذلك إلى أنه كان مديراً للمخابرات، ومن ثم كان مطلعاً على كافة ملفات الأمن القومى المصرى.
وأوضح المصدر أن وزير الخارجية له مهام إدارية، فى توظيف الطاقات داخل السلك الدبلوماسى حسب الكفاءات ووفقاً لمعيار «الرجل المناسب فى المكان المناسب»، وأضاف أنه فى حالة تعيين وزير الخارجية من خارج السلك الدبلوماسى، لن يتمكن من تحقيق هذا المعيار، لأنه لا يعرف الدبلوماسيين، ومن ثم سيعتمد على أهل الثقة وليس أهل الكفاءة، وهو ما قد يؤدى إلى مخاطر جسيمة على الأداء الدبلوماسى المصرى، فضلاً عن مخاوف أخرى، وهى انغماس السلك الدبلوماسى فى المعترك السياسى الداخلى، والدخول فى متاهة التحزب والانتماء لفريق سياسى معين، فى حين أن وزارة الخارجية مؤسسة وطنية يجب أن تبقى بعيداً عن المشاحنات السياسية.
من جانبه، اعتبر السفير السيد أمين شلبى، المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية، أن هذه المخاوف فى محلها ولها ما يبررها داخل وزارة الخارجية، وقال فى تصريحات لـ«الوطن» إن مؤسسة الخارجية بنيت على تقاليد ونظم داخلية ترتبط بأدائها فى الخارج، لذا كان التقليد خلال العقود الستة الماضية هو أن يكون وزير الخارجية من داخل السلك الدبلوماسى، لأنه يدرك هذا النظام ويعرف إدارته والعمل فيه، وأضاف أن الاستثناء الوحيد كان فى حالة الوزير كمال حسن على، لكن هذا الاستثناء لا يمكن القياس عليه الآن، خاصة فى ظل الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بمصر، التى لا تحتمل أى خلل من أى نوع فى الجهاز الدبلوماسى، فالوضع الراهن يفرض أن يكون على رأس هذا الجهاز أحد أبنائه الملمين بشئونه وبالعاملين فيه وإمكانياتهم.
فى السياق نفسه، علمت «الوطن» أن أبرز المرشحين لخلافة الوزير محمد كامل عمرو، حال عدم تكليفه بالاستمرار فى موقعه داخل الحكومة الجديدة، هم: السفير محمد رفاعة الطهطاوى، والسفير نبيل فهمى، والسفير عبدالله الأشعل. وقالت مصادر دبلوماسية إن تعيين الأشعل وزيراً للخارجية قد يواجه بحالة عدم رضا داخل الوزارة، لأن الأشعل وقف تدرجه فى السلك الدبلوماسى عند درجة «نائب مساعد وزير الخارجية»، وبالتالى فإن تعيينه وزيراً للخارجية قد يصنف على أنه مكافأة سياسية.
ومن خارج السلك الدبلوماسى يتردد بقوة اسم الدكتور عصام العريان الذى بات مطلعاً على كافة تفاصيل وزارة الخارجية بمختلف قطاعاتها من خلال اجتماعات متعددة عقدها مع كافة القطاعات أثناء رئاستة للجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشعب الذى تم حله مؤخراً بحكم للمحكمة الدستورية العليا.