قصص تعذيب للخلاف في الرأي: خازوق "الحلبي" ومحاكم التفتيش وفنون "CIA"
محاكم التفتيش
لم تدرك البشرية على طول تاريخها معنى "الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية"، بل خلقت قانونها الخاص بأن الخلاف دائما ما يفسد كل القضايا، وعلى مدار عمر الحياة السياسية فإن الصراع كان سيد الموقف، وتستخدم في سبيله كل الطرق لحسم الصراع، ربما يتم تشويه سمعته بـ"اغتيال معنوي" أو حتى بالاغتيال المادي بقتله.
وقد تنوعت الخصومات والخلافات السياسية وأخذت أشكال شتى لم يراعيها الخصوم في تعاملاتهم معًا، ومنها ما نشر عن اتهام عبد الرشيد رستم، نائب الرئيس الأفغاني، خلال العام الماضي، بتوجيه أمر لحراسه، باختطاف واغتصاب خصمه السياسي، أحمد إيشي، ما دفع "رستم" لمغادرة بلاده إلى ملاذ آمن في تركيا هربا من أي عقوبة له على ما فعله.
وتاريخ البشرية في التعذيب وإذلال الخصوم حافل بالقصص، اخترنا 3لاث قصص فقط منها لسرد تلك الدموية والتفنن في تعذيب الآخر.
خازوق سليمان الحلبي
هذا الطالب السوري الذي جاء إلى مصر للدراسة بالأزهر الشريف، كان عمره 24 عاماً حين اغتال قائد الحملة الفرنسية على مصر (1798م-1801م) الجنرال كليبر
تنكر الحلبي في هيئة شحاذ ودخل على كليبر وطعنه، ثم هرب، لكنه قبض عليه ومعه الخنجر الذي ارتكب به الواقعة.
وحين حققوا مع "الحلبي" أمروا بتعذيبه حتى الموت لا القصاص منه على فعلته، فأجلسوه على الخازوق بعد حرق يده وبقى على حاله تلك 4 ساعات، حتى أنهم نقلوا رفاته وعرضوها بمتحف الإنسان بباريس، كنوع من التنكيل الأبدي به.
محاكم التفتيش
هي محكمة كاثوليكية نشطت في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، مهمتها اكتشاف مخالفي الكنيسة ومعاقبتهم.
وعن إجراءات العقوبة في محاكمة التفتيش تحدث أحد الضباط الفرنسيين فقال:
"أخذنا حملة لتفتيش أحد الأديرة التي سمعنا أن فيها ديوان تفتيش.. فحصنا الدير وممراته وأقبيته كلها، فلم نجد شيئاا يدل على وجود ديوان للتفتيش، فعزمنا على الخروج من الدير يائسين، لكن اللفتنانت "دي ليل" استمهلني قائلا: "مهمتنا لم تنته حتى الآن.. إنني أرغب أن أفحص أرضية هذه الغرف فإن قلبي يحدثني بأن السر تحتها". وتابع: "عند ذلك نظر الرهبان إلينا نظرات قلقة، فأذنت للضابط بالبحث، فأمر الجنود أن يرفعوا السجاجيد الفاخرة عن الأرض، ثم أمرهم أن يصبوا الماء بكثرة في أرض كل غرفة على حدة، وكنا نرقب الماء، فإذا بالأرض قد ابتلعته في إحدى الغرف، فنظرنا فإذا بالباب قد انكشف".
وأضاف: "كان قطعة من أرض الغرفة، يُفتح بطريقة ماكرة بواسطة حلقة صغيرة وضعت إلى جانب رجل مكتب رئيس الدير، وفُتح الباب، فظهر لنا سلم يؤدي إلى باطن الأرض، فأسرعت إلى شمعة كبيرة يزيد طولها على متر، كانت تضئ أمام صورة أحد رؤساء محاكم التفتيش السابقين، ولما هممت بالنزول، وضع راهب يسوعى يده على كتفي متلطفا، وقال لي: يا ابني: لا تحمل هذه الشمعة بيدك الملوثة بدم القتال، إنها شمعة مقدسة.. قلت له، يا هذا إنه لا يليق بيدي أن تتنجس بلمس شمعتكم الملطخة بدم الأبرياء".
وتابع الضابط الفرنسي: "وهبطت على درج السلم يتبعني سائر الضباط والجنود، شاهرين سيوفهم حتى وصلنا إلى آخر الدرج، فإذا نحن في غرفة كبيرة مرعبة، وهي عندهم قاعة المحكمة، في وسطها عمود من الرخام، به حلقة حديدية ضخمة، وربطت بها سلاسل من أجل تقييد المحاكمين بها، وأمام هذا العمود كانت المصطبة التي يجلس عليها رئيس ديوان التفتيش والقضاة لمحاكمة الأبرياء، ثم توجهنا إلى غرف التعذيب وتمزيق الأجسام البشرية التي امتدت على مسافات كبيرة تحت الأرض، رأيت فيها ما يستفز نفسي، ويدعوني إلى القشعريرة والتقزز طوال حياتي.. رأينا غرفا صغيرةً في حجم جسم الإنسان، بعضها عمودي وبعضها أفقي، فيبقى سجين الغرف العمودية واقفا على رجليه مدة سجنه حتى يموت، ويبقى سجين الغرف الأفقية ممددا بها حتى الموت، وتبقى الجثث في السجن الضيق حتى تبلى، ويتساقط اللحم عن العظم، وتأكله الديدان، ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى الفضاء الخارجي".
فنون "CIA"
وبحسب تقرير لمجلس الشيوخ الأميركي عن أساليب التعذيب التي استخدمتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) ضد سجناء اعتقلوا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، جاءت طرق تعذيب مبتكرة، ومنها:
التهديدات بالاعتداءات الجنسية: مثل التهديد بإيذاء ذوي السجين والاعتداء جنسيا على والدته.
الإذلال: بإجبار سجناء على المشي عراة، وجرهم خارج زنازينهم، وتمزيق ملابس المحتجز، وإجبار معتقلين على لبس "حفاظات" ومنعهم لفترات طويلة من الذهاب إلى دورات المياه.
خفض الحرارة: بتعريض المعتقلين لحمامات مليئة بالماء المثلج
الإجهاد: ومثال لها وضع عصا مكنسة خلف ركبة سجين عندما يكون جاثيا على ركبتيه.
التغذية القسرية: بوضع أنبوب داخل الشرج مرتبط بطعام مهروس ويتم ضخ سوائل إلى جسم الضحية باستخدام نفس أسلوب التغذية عبر الشرج بدل الفم، ثم وضع الحشرات: وضع المعتقل داخل مكان مليء بالحشرات كالبعوض والديدان.