بائع ترمس متجول.. رمضان شهر عبادة مش شغل
محمد بائع الترمس في طنطا
وسط أصوات الباعة المتجولين وازدحام الشارع بالناس وتجولهم بعد انتهاء صلاة التراويح، تراه مُقبلًا بعربته الخشبية الصغيرة يتجول قليلًا بها حتى يصل إلى تقاطع شارع القذافي مع شارع الحلو في طنطا، مُتخذًا هذا المكان محلًا له ولبضاعته من الترمس.
"محمد عبدالعال" صاحب الـ52 عامًا، عمل في بداية عمره "فواعلي" في المعمار، إلا أنه لم يكسب مالا كافيًا ليصرف على منزله وأسرته، "كنت شغال فواعلي في المعمار زمان وكنت بكسب من 30 لـ50 جنيها في اليوم، مكانوش بيكفوا الحاجة بس الحمدلله ربنا بيرزق برضه".
اتجه "عم محمد" باحثًا عن عمل جديد للرزق، ومُستفيدًا من زحمة الشوارع وامتلائها بالناس يوميًا إلى شراء عربة خشبية وتزيينها بالألوان من أجل بيع الترمس "جبت العربية دي بقالها معايا 22 سنة، بنزل الشارع كل يوم من العصر عشان أبيع، الشغلانة مش بتكسب بس برجع البيت باللي فيه النصيب".
بائع الترمس المتجول أب لطفلين، اعتاد قضاء صباح رمضان في المنزل برفقة عائلته حتى ينتهي من إفطاره وأدائه لصلاة التراويح ومن ثم النزول بحثًا عن لقمة العيش، "رمضان دا شهر عبادة وتقرب لربنا، الواحد أكيد محتاج فلوس عشان يقدر يكمل الشهر ويصرف على عيلته بس الشهر دا ما بيجيش إلا مرة في السنة والناس بتبقى صايمة الصبح برضو والترمس دا بيتاكل تسلية".
بسعادةٍ ورضا تلمحهما في عينيه ترى الرجل الخمسيني يجلس على كرسيه مُستمعًا لجهاز الراديو الصغير الذي يضعه أعلى العربة، مُنتظرًا زبائنه الصغار والكبار، وما أن يحل عليه إحدى الزبائن حتى يخرج حبات الترمس من الماء المنقوع بها وتصفيته وتعبئته في أكياس بلاستيكية، "مراتي بتساعدني في البيت بتجيب الترمس وبتنقعه وبتحطه في العلب البلاستيك دي وأنا بقعد هنا لحد ما أخلصهم وأروح".