ناعوم تشومسكي :القوى الغربية تحاول احتواء الثورات العربية حتى لا تصل شرارتها إلى الدول المصدرة للنفط
في الحلقة العاشرة من برنامجه "العالم غدا" الذي تذيعه عدد من القنوات الفضائية العالمية، التقى جوليان أسانج كلا من المفكرين الأمريكي ناعوم تشومسكي والباكستاني طارق علي، ليناقش معهما نتائج الربيع العربي، ودور القوى الخارجية في محاولة احتوائه، واتفق المفكران على أن الثورات في الشرق الأوسط وفي أنحاء العالم سببها بالأساس الفروق الاقتصادية الكبيرة وشعور المواطنين باضطهاد حكوماتهم.
وأضاف طارق علي أن "الديموقراطية تتيح أدوات للتعبير عن الرأي وتسمح بإجراء انتخابات، لكن اجراءات بعينها تفرغها من محتواها، ما يثير غضب الشباب مجددا لأنهم يشعرون بعدم حدوث التغيير، وفيما يتعلق بالشرق الأوسط تحاول القوى الغربية التي تسيطر حاليا على العالم الحد من الأضرار التي يمكن أن تلحق بحلفائها من الديكتاتوريات المصدرة للنفط، فتسعى لاحتواء الثورات العربية حتى لا تصل شرارتها إلى الدول المصدرة للنفط".
وأوضح تشومسكي "في السعودية والكويت والإمارات والدول الرئيسية في إنتاج النفط لم يحدث شيء، فالتخويف من قوات الأمن المدعومة من الغرب هائل إلى درجة أن الناس يخشون من مجرد الخروج إلى الشوارع في مدينة الرياض على سبيل المثال، لكن ما يسمى الربيع العربي فاجأ الجميع، وأسفر عن سقوط العديد من الشخصيات الرئيسية في المنطقة، لكنه لن يلحق أضرارا بالمصالح الغربية في المنطقة، فالغرب - فرنسا في تونس والولايات المتحدة وبريطانيا في مصر – يتبع نمطا تقليديا في التعامل مع الموقف، وهناك قواعد للعبة التي يمارسونها عندما يفقد الحكام المستبدون المتحالفون معهم القدرة على الحكم، يدعمونهم حتى آخر لحظة ممكنة، وعندما يستحيل الاستمرار، عندما يقف الجيش في وجههم مثلا، يتجه الغرب إلى النخب الفكرية لتعزف على وتر الديمقراطية، ثم يحاول استعادة النظام القديم بقدر الإمكان، لكن الانتفاضات الشعبية تحوي دروسا مهمة يمكن أن تستخلصها جميع الشعوب المحبة للحرية في العالم، وليس العرب فقط".
وأضاف الباكستاني طارق علي "أحيانا يقول الناس إن الأوضاع كما هي، ولا شيء تغير... وهذا صحيح، لكن الشيء الوحيد الذي تغير هو أن الشعوب أدركت أنها لكي تحدث التغيير لابد أن تتحرك وتصبح فاعلة، وهذا هو الدرس الأهم في هذه الانتفاضات، وعلى مستوى العالم، تشير حركة الاحتجاجات المتنامية إلى أن نظام الحكم الحالي للعالم غير متوازن، وينبغي إيجاد بديل عاجلا وليس آجلا، وقد تكون الإجابة القادمة من أمريكا اللاتينية، التي تشهد نماذج تختلف عن رأسمالية الدولة الغربية الفاسدة".
وأشار تشومسكي إلى أن "شعوب أمريكا اللاتينية تطور نماذج جديدة.. في بوليفيا على سبيل المثال، يحدث تغير كبير ملفت للنظر، فأكثر قطاعات المجتمع معاناة من القمع من السكان الأصليين قد دخلوا الساحة السياسية، وهذا يحدث أيضا في الإكوادور وفي بيرو إلى حد ما، البشر المقموعون يطورون نماذج جديدة وهامة".