28 شهيداً و24 مصاباً فى هجوم إرهابى على زوار دير الأنبا صموئيل بالمنيا
تصوير:
محمد مصطفى
09:52 ص | السبت 27 مايو 2017
إحدى سيارات الإسعاف تنقل مصابى الحادث الإرهابى
استشهد 28 شخصاً وأصيب 24 آخرون فى هجوم إرهابى على أوتوبيسين وسيارة نقل، أمس، أثناء توجههم إلى دير الأنبا صموئيل على طريق القاهرة- أسيوط الصحراوى الغربى، بدائرة مركز العدوة فى المنيا، فيما دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى اجتماع أمنى مُصغر لبحث تداعيات الحادث، حسب بيان المكتب الإعلامى لرئيس الجمهورية، الذى أشار إلى أن «الرئيس يتابع عن كثب الموقف الأمنى، ووجّه باتخاذ الإجراءات اللازمة لرعاية المصابين».
وقال الأنبا أغاثون، أسقف مطرانية مغاغة والعدوة بالمنيا، إن «الهجوم استهدف 3 مركبات تقل 3 أفواج، بينهم رحلة للأطفال مقبلة من مركز بنى مزار»، موضحاً: «المركبة الأولى هى أوتوبيس مقبل من كنيسة فى قرية نزلة حنا التابعة لمركز الفشن فى بنى سويف، وتضم عدداً من الأسر المسيحية، والثانية هى سيارة ميكروباص تابعة لإحدى كنائس مطرانية بنى مزار، وهى خاصة برحلة أطفال، أما الثالثة فهى سيارة ربع نقل تقل 16 عامل يومية يتبعون كنيسة قرية دير الجرنوس، فى طريقهم للعمل فى الدير».
«الداخلية»: منفذو العملية الإرهابية استخدموا 3 سيارات دفع رباعى فى الهجوم.. النائب العام يكلف «الأمن الوطنى» بضبط الجناة.. ومصادر أمنية ترجح تورط «حسم»
وأضاف: «عدد من الناجين رووا لى تفاصيل ما حدث، حيث استوقف مسلحون يستقلون سيارتَى دفع رباعى ويرتدون ملابس مدنية وأحذية بوت، الأوتوبيس المقبل من بنى سويف على مسافة 4 كيلومترات من مدخل المدق الرملى المؤدى إلى الدير، ثم سألوا الركاب عن ديانتهم، وعندما علموا أنهم مسيحيون فتحوا عليهم نيران أسلحتهم، بعد نهب ما بحوزتهم من هواتف وأموال ومشغولات ذهبية»، مشيراً إلى أن «الناجين أكدوا سماعهم دوىّ انفجار بعد انصراف الجناة، كما شاهدوا تصاعد أدخنة عن بُعد، ما يدل على تفجير أو حرق إحدى المركبتين».
وتوافد العشرات من المواطنين على مستشفيى مغاغة والعدوة عقب انتهاء صلاة الجمعة، للاطمئنان على المصابين، والتبرع بالدم، بينما كثفت أجهزة الأمن من وجودها فى محيط المستشفيات لتنظيم دخول المواطنين، وضمان عدم حدوث مشادات مع العاملين، بعدما اقتحم عدد من الشباب الغاضب قسم الطوارئ فى مستشفى مغاغة.
وفى مستشفى معهد ناصر، جلس أصدقاء سامح محسن، أحد شهداء الحادث فى انتظار وصول زوجته سهام عادل، التى أصيبت فى الحادث، هى وابنها مينا، فى حين استشهد زوجها «سامح» وابنها الكبير «فام»، وقالت صديقة للأسرة إن والد «سامح» كان يعمل فى الولايات المتحدة الأمريكية، وإنه جاء إلى مصر من أجل زيارة ابنه، وأسرته، وأنه اصطحبهم جميعاً إلى بنى سويف، ومنها إلى المنيا، لزيارة دير الأنبا صموئيل المعترف، وأنهم كأصدقاء سمعوا أن هناك من اعترض طريق الأوتوبيس لتلقى الأسرة حتفها، ولا ينجو منها إلا الزوجة والابن الأصغر.
وأمر اللواء عصام بديوى، محافظ المنيا، بتشكيل لجنة برئاسة سكرتير عام المحافظة لمتابعة تطورات الحادث الإرهابى، فيما توجّه إلى مستشفى مغاغة العام للاطمئنان على حالة المصابين، بالتزامن مع تنظيم العشرات من أسر الضحايا وقفات احتجاجية أمام المستشفى، للتنديد بالحادث، والمطالبة بالثأر من القتلة، كما قطعوا خط السكك الحديدية، ما أدى إلى توقف حركة القطارات.
وأشار البيان إلى صدور قرار بالتحفظ على موقع الحادث، ومناظرة الجثامين، وندب الطب الشرعى لتوقيع الكشف عليها، وتحديد أسباب الوفاة، وسرعة تسليم الجثامين لذويهم، والانتقال إلى المستشفيات للاستماع إلى شهادات المصابين، بالإضافة لتكليف «الأمن الوطنى» وجهات البحث المختصة لإجراء التحريات حول الحادث.
وكشف الدكتور أحمد الأنصارى، رئيس هيئة الإسعاف، عن تخصيص 25 سيارة إسعاف لنقل المصابين والوفيات إلى مستشفيات مغاغة ومطاى والعدوة المركزى، وبنى مزار العام، وقال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، إن الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، يتابع حالة المصابين، وأمر بنقلهم من مستشفيات المنيا إلى معهد ناصر فى القاهرة، كما كلف مستشاره للرعاية الحرجة، الدكتور شريف وديع، برفع الاستعدادات إلى الدرجة القصوى، وتوفير الأطقم الطبية والاستشاريين لعلاج المصابين.
وأشار إلى توفير 7 أسرّة رعاية مركزة، وإخلاء دور كامل بالقسم الداخلى فى معهد ناصر لاستقبال الضحايا، وتجهيز غرف العمليات للتعامل مع الحالات الحرجة، مع توفير 1000 كيس دم، كما أصدر الوزير تعليمات للدكتورة عفاف أحمد، مدير عام المركز القومى لخدمات نقل الدم، برفع الاستعدادات فى المركز تحسباً لأى طارئ.
وعلى صعيد التحقيقات أكد مسئول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية، أن منفذى الهجوم كانوا يستقلون 3 سيارات دفع رباعى، مشيراً إلى تلقى مديرية أمن المنيا بلاغاً عن مهاجمة عدد من المسلحين للأوتوبيس بأن فتحوا نيران أسلحتهم عشوائياً عليه، وانتقلت قيادات أمنية إلى موقع الحادث، بينما كشفت المعاينة الأولية عن استهداف العناصر الإرهابية للأوتوبيس أثناء سيره على أحد المدقات الفرعية للطريق الصحراوى.
وفرضت أجهزة الأمن كردوناً حول المنطقة، بالتزامن مع استنفار عام فى محيط جميع الكنائس والأديرة، واعتبرت مصادر أمنية أن «العملية الإرهابية الأخيرة تمثل تطوراً نوعياً، باستهدافها المواطنين المسيحيين، فى محاولة لشق الصف الوطنى»، مشددة على أن «الإرهاب سيفشل فى تحقيق أهدافه، ولن يفلت منفذو الجريمة من العقاب، وسيتم القصاص منهم عاجلاً، فأجهزة الأمن تتعامل بكل حزم مع كل من تسول له نفسه المساس بوحدة الوطن والنيل من استقراره». ورجحت أن يكون وراء الهجوم عناصر تابعة لحركة «حسم» الإرهابية، موضحة أن «أجهزة الأمن حددت أسماء 4 عناصر تنتمى للحركة الإرهابية، بعد تورطهم فى تنفيذ الهجوم الإرهابى على كمين مدينة نصر فى القاهرة، والمرجح أن يكونوا من المتورطين فى تنفيذ العملية الإرهابية الأخيرة».
وأشارت إلى نشر الأجهزة الأمنية فى المنيا وبنى سويف عشرات الأكمنة الثابتة والمتحركة على الطريق الصحراوى، لتعقب الجناة، مؤكدة أن «اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، يتابع تطورات الحادث الإرهابى مع الأجهزة الأمنية، وأصدر تعليماته بتكثيف الجهود لتحديد هوية الجناة، وضبطهم فى أسرع وقت».
من جهته، أمر المستشار نبيل صادق، النائب العام، بفتح تحقيق عاجل فى الحادث، مؤكداً فى بيان صحفى، تكليف أعضاء النيابة العامة بالانتقال إلى موقع الحادث للمعاينة وإجراء التحقيقات، وأضاف أن «المحامى العام لنيابة استئناف بنى سويف، والمحامى العام لنيابات شمال المنيا، والمحامى العام لنيابة أمن الدولة العليا، وفريق مكبّر من النيابة العامة، توجهوا إلى موقع الحادث لمعاينة موقع الأوتوبيس والمناطق المحيطة».