من "كاترين" لـ"القلمون".. عندما يتحول الجبل إلى ثغرة أمنية للإرهاب
صورة أرشيفية
أقل من 40 يوما، هو الفاصل الزمني بين آخر حادث إرهابي، استهدف القوى الأمنية على الطريق المؤدي لدير سانت كاترين بجنوب سيناء، وحادث إطلاق النار على أتوبيس الأقباط، الذين جاءوا من بني سويف زوارًا لدير الأنبا صمويل بمدينة العدوة، لتسيل دماء الشهداء في حادثين، كان الجبل شاهدًا وحيدًا عليهما.
ففي "سانت كاترين"، كانت المنطقة الجبلية هي الثغرة الأمنية، التي تسلل منها المسلحون، وأطلقوا منها النيران على القوة الأمنية، الموكل إليها تأمين الطريق المؤدي إلى الدير، حسبما جاء في بيانات "الداخلية" الرسمية حول الحادث، الذي استشهد على إثره مجند، وأصيب 4 آخرين، ولم يتعرض وقتها الدير لأي مكروه، وهي تأكيدات جاءت على لسان المسؤولين عنه.
سيناريو اليوم كان مشابهًا، وإن كان المشهد أكثر قسوة على الطريق الصحراوي الغربي المؤدي إلى دير الأنبا صمويل، والذي يستقر في أحضان جبل "القلمون" في المنيا، حيث اعترضت سيارتا دفع رباعي، يستقلها ملثمون طريق أتوبيس الأقباط، ويرتكبون جريمتهم، ما يسفر عن استشهاد 27 قبطيًا بينهم أطفال، وإصابة 26 آخرين، ويهرب الإرهابيون في دروب الجبل، فهو ملجأهم ومفرهم.
سبب اتجاه الإرهاب للمناطق البعيدة والمترامية هدفه تشتيت قوات الإمن وإنهاكها، بحسب اللواء أحمد جاد، الخبير الإستراتيجي، إلى جانب رغبة الجماعات الإرهابية في إثبات وجودها بتنفيذ عملياتهم خارج إطار السيطرة الأمنية عن طريق تلك المناطق الجبلية.
اختيار الإرهاب للذكرى الأربعين لأحداث استهداف كمين دير "سانت كاترين" له هدف رئيسي، وفقا لـ"جاد"، وهو إثبات أنه متوغل داخل المجتمع المصري وما زال قادرا على استهداف قطاعات مؤثرة فيه، علاوة على محاولة زعزعة استقرار المجتمع والدخول بين جنباته.
"الحل يتمثل في التوعية ومواجهة الفكر بالفكر"، ذلك ما ذهب إليه الخبير الإستراتيجي للحد من استهداف الإرهاب للمصريين في المناطق البعيدة، لأن الأمن لا يستطيع، وحده، إحكام السيطرة على كل شبر في تلك المناطق الجبلية والصحراوية، حتى لو تم الدفع بدوريات أمن كاملة في تلك المناطق نظرا لاستغلال الإرهابيين تحركها واستهداف ما لا تتمكن من الوصول إليه.