ذكريات معتز الدمرداش فى لندن: أرض الخبرات الأولى والأحداث السياسية الفارقة
معتز الدمرداش
عدد غير قليل من المواقع الإعلامية شغلها معتز الدمرداش قبل أن يلتحق بقناة «إم بى سى» فى لندن حين تم افتتاحها للمرة الأولى عام 1991، ليقع فى غرام المهنة كأنما يكتشفها للمرة الأولى، معرفة جيدة من زملائه فى المحطة عن حبه الشديد لموقعه بها دفعتهم لالتقاط تلك الصورة له أثناء ظهوره على الشاشة لتقديم إحدى النشرات الإخبارية التى كانت تدور وقتها حول الرئيس المصرى مبارك، والرئيس السورى الأسد قبل وفاته.
كان الظهور الأول لمعتز فى قناته المفضلة عام 95 والتى عمل بها لسبع سنوات: «اكتسبت فى هذا الوقت خبرة كبيرة فى مجال الصحافة التليفزيونية وكان وقتها انتشار الفضائيات قليلاً للغاية، وسط فريق عمل من الأجانب والعرب كنت أشعر بالفخر الشديد لأنى مصرى داخل هذه المنظومة، التى أتاحت لى وقتها التطور فى مهنتى والاستفادة من وجودى بالعاصمة البريطانية التى تعد قلب الحراك السياسى فى أوروبا والعالم».
صحيح أن «الدمرداش» عمل كمذيع فى «صوت أميركا» بواشنطن، ومذيعاً بالتليفزيون المصرى، ومراسلاً لوكالة «رويتر» والتليفزيون البريطانى، إلا أن تلك التجربة بالذات لا يلبث يشير إليها باعتبارها الأعظم مهنياً، يلخص الأمر بقوله: «الطاقة الإيجابية هى كلمة السر»، مشيراً إلى أن هناك عدداً غير قليل من العناصر التى توفر الطاقة الإيجابية للعاملين بالمؤسسات الكبرى: «التقدير المتواصل للشخص، والتشجيع، ومنح فرص للتطور والابتكار والإبداع، وإيجاد بيئة عمل حاضنة ومحتوية لى كإعلامى، هذا كله يدفع المرء لأن يبحث داخله، ليس عمّا يستطيع ولكن عمّا هو أكثر مما يستطيع».
تجربة للإعلامى المصرى تذوق خلالها طعم النجاح على طريقته الخاصة لا ينساها أبداً: «حين يقع حدث مهم تكتفى بعض المؤسسات بمتابعته من بعيد عبر وكالات الأنباء لكن ذلك التليفزيون كان يوفر لى وقتها، كإعلامى شاب، الفرصة كاملة للسفر والانتقال ما أتاح لى خبرات عديدة حيث قمت بتغطية الانتخابات الرئاسية الأمريكية وحاورت ملوكاً وزعماء ووزراء خارجية، سافرت إلى الضفة الغربية وحضرت أحداث الجنوب اللبنانى أثناء الهجوم الإسرائيلى هناك، ما أعطانى فكرة عن المناخ الحقيقى للعمل الناجح».