أحمد البرعى: «رمضان فى بورسعيد شكل تانى»
أحمد البرعى
ذكريات الطفولة والشباب على شاطئ المدينة الباسلة مع مدفع الإفطار هى أكثر ما يحنّ إليه الدكتور أحمد البرعى فى شهر رمضان، رغم أن عمره قارب على الـ73 عاماً وسط مظاهر حياته الصاخبة على مدار السنوات ما بين فترة الوزارة وعمله أستاذ قانون بالجامعة ومحامياً، ولكن لـ«بورسعيد» مكانة رمضانية خاصة فى قلبه.
الدكتور «البرعى» الذى شغل منصب وزير القوى العاملة فى حكومة عصام شرف التى تلت ثورة يناير، ثم حقيبة التضامن الاجتماعى فى حكومة حازم الببلاوى التى تلت ثورة يونيو، ينظر لـ«رمضان» على أنه شهر «تنظيم الوقت» بالنسبة له، فيوم العمل العادى يتنوع ما بين محاضرات صباحية فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة فى تخصص التشريعات الاجتماعية، ثم فترة مسائية بمكتب المحاماة الخاص به، إلا أنه فى الشهر الكريم بحكم ضيق الوقت الزمنى فهناك تنظيم، سواء تعلق بالمحاضرات فى الجامعة أو الوجود فى المحاكم حال وجود جلسات أو فترة وجوده بالمكتب.
عشرتى للمغاربة سبب عدم إفطارى خارج المنزل طوال الشهر الكريم
ذكريات «البرعى» الذى يلقب بأنه صاحب دعوة إطلاق الحريات النقابية فى مصر عن رمضان هى الأفضل بالنسبة له، هو رمضان «أيام الجامعة»، الشهر الذى كان يتنقل فيه ما بين الأصدقاء الجامعيين فى القاهرة، وما بين الأسرة وأصدقاء الطفولة فى بورسعيد، لدرجة أنه من شدة تعلقه بشاطئ بالقناة أصبح يخصص بشكل سنوى أسبوعاً رمضانياً لقضائه فى بورسعيد، حيث يجتمع مع أصدقائه ليلاً عقب الإفطار فى نادى الصيد ببورسعيد: «المحافظة دى بالنسبة لى حاجة مهمة جداً.. الطفولة والشباب أيام ما تتعوضش، أيام ساهمت فى تشكيل عقل مختلف فى فترة الخمسينات والستينات اللى هى فترة الحروب والانتصارات والانكسارات».
يتابع «البرعى» الذى شغل منصب رئيس لجنة الصياغة التى شاركت فى إعداد قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 حديثه عن رمضان فيقول: «أيضاً به جانب أسرى مهم، فهو وقت مناسب للالتقاء بالأبناء والأحفاد لفترة زمنية أكبر». «البرعى» والد «رامى» خريج الحقوق، و«مروة» المتزوجة من الدكتور هانى سرى الدين، رئيس هيئة سوق المال الأسبق، وجدّ «نديم» الذى يدرس فى أمريكا، و«لولوا» البالغة من العمر 16 عاماً.
لا آكل اللحوم الحمراء.. ومن تجاوز الـ55 عليه أن يدرك ذلك
علاقة الأحفاد برمضان يقول عنها البرعى: «الأحفاد كبار وبالتالى عارفين معنى قدسية هذا الشهر، لكن دائماً بكون حريص إنى أتكلم معاهم عن فكرة إزاى نقرب من ربنا خلال هذا الشهر، وإزاى رمضان يبقى فرصة لصلة الرحم والتجمعات الأسرية اللى مابتكونش متوفرة لينا باقى السنة بسبب ظروف العمل وضيق الوقت».
تأثره بعادات شعب المغرب العربى فى رمضان، وتحديداً فى الإفطار، وقت أن كان يقيم هناك أو حتى أثناء معاشرته لهم فى فرنسا عندما كان يدرس للحصول على الدكتوراه جعلته لا يفضل تناول الطعام عقب مدفع الإفطار مباشرة، حيث يفضل المغاربة الاكتفاء بمشروب دافئ وشوربة، وتأجيل الطعام الرئيسى حتى عقب صلاة التراويح، وهذا ما جعله متأثراً بهذه العادة على مدار السنوات الماضية: «لما بنقعد على السفرة كل اللى معايا بياكلوا ويفطروا إلا أنا بآكل بالليل»، وهذا أحد الأسباب الرئيسية التى جعلته لا يلبى غالبية دعوات الإفطار خارج المنزل، ساخراً من نفسه: «مش معقولة هروح اتعزم عند الناس وأقعد على الترابيزة متفرج».
وهو لا يأكل اللحوم الحمراء، متسلحاً بالنصيحة الطبية عن أن من تجاوز عمره الـ55، يفضل ألا يتناول اللحوم كونها فاقدة الفوائد بالنسبة له، مكتفياً بـ«اللحوم البيضاء والأسماك»، ولكن بالنسبة لـ«البرعى» الفتة والفول المدمس هما الوجبتان اللتان يحرص على تناولهما فى رمضان، فيما تظل «الكنافة والعاشورة» هما الطبقان الرئيسيان لـ«الحلو».
يتذكر «البرعى» رمضان أثناء المهمة الوزارية، سواء الأولى مع «شرف» أو الثانية مع «الببلاوى»، فيقول: «اليوم كان بيبقى مرهق جداً.. صيام مع شغل شاق، اتصالات لا تتوقف طوال اليوم، قليل من الراحة، كثير من العمل، ندرة للاجتماعات والإفطارات الأسرية.. ساعات نوم أقل»، بصراحة «رمضان بعيداً عن دواوين الحكومة أفضل بكثير».
أكثر ما يتمنى البرعى أن يتحقق فى رمضان هذا العام، هو أن ينعم المواطن المصرى بـ«استراحة محارب» من الأعباء الاقتصادية التى تحيط به، وأكثر ما يتمنى ألا يراه فى رمضان حسب قوله: «نفسى ما شوفش مواطن بيتألم سواء من ألم إرهاب أو ألم أوضاع اقتصادية»، معتبراً أن الحلم الأكبر الذى يتمناه كون الشهر الكريم «شهر الدعاء المستجاب»، هو أن تتحقق مساعى الحكومات السابقة والحالية فى تحقيق العدالة الاجتماعية للمواطن المصرى تتحقق، أنه اتخذ خطوات أثناء وجوده فى الوزارة تتمثل فى تحديد الحد الأدنى للأجر فى القطاع الخاص بـ700 جنيه عام 2011، بالإضافة إلى عمل برنامج التدريب من أجل التشغيل، وكان يشمل تدريب المصريين حتى يحلوا محل العمال الأجانب الموجودين، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بـ«الثقافة العمالية».