«إسماعيل»: «ماكانش حد يلمس الأكل قبل ما الأب يقعد على الطبلية»
الجد «إسماعيل» مع صور أحفاده
تعدى عمره السبعين عاماً، نشأ فى حى مصر الجديدة وتحديداً فى ميدان الجامع، وما زال يتمتع «إسماعيل يوسف عفيفى» بذاكرة جيدة للغاية بعدما وصل لعمر 72 عاماً، وأصبح جداً لحفيدتين من ابنته الكبرى، يتذكر «إسماعيل» أجواء شهر رمضان الكريم فى فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضى من داخل منطقته بمصر الجديدة التى ترعرع فيها، عندما كان عمره 6 سنوات، موضحاً أن منطقته كانت تضم مزيجاً من أطياف الشعب المصرى من مسلمين ومسيحيين ويهود وجنسيات من بلاد مختلفة، قائلاً: «جيراننا المسيحيين ماكناش ساعتها نعرف أنهم مسيحيين، لأن أبويا كان ساعتها بيقول لنا ده عمك سلامة وده عمك شكرى، وكان تعاملنا معاهم طبيعى مافيهوش أى اختلاف، وكان فى بردو أجانب من إيطاليا واليونان وكنا بنقول عليهم خواجة، وده كنا عارفين أنه أجنبى عشان كان بيتكلم عربى مكسر».
ويؤكد «إسماعيل» مشاهد الوحدة الوطنية الطبيعية بين مختلف الأطياف تحديداً فى شهر رمضان، وأن روعة المشهد تكمن فى أن جميعهم يعيشون فى منطقة واحدة، مضيفاً: «كان زمان كل واحد حاطت على باب بيته أو محله قُلة، وفيها ماء ورد، ورمضان كان حلو بلمتنا كلنا حوالين بعض، وكنا بنحس بصفاء أذان المغرب وصوت الشيخ محمد رفعت، وكنا بنحس وإحنا أطفال أن الملائكة بترفرف حوالينا فى كل مكان».
ويتذكر الجد السبعينى أن جيرانه المسيحيين كانوا يضعون «القُلل» أمام المنازل فى شهر رمضان وعليها ماء ورد، قائلاً: «جيراننا كانوا عم جرجس وعم شكرى وعم ناجى، وقدامنا ماكانش حد فيهم ياكل أو يشرب فى وقت الصيام أبداً».
يحكى «إسماعيل» أنه أثناء تناول وجبة الإفطار فى شهر رمضان وهو صغير، كان يجلس والده على «الطبلية»، وكان هو وإخوته يجلسون حوله وينتظرون جلوس الأب أولاً ويبدأ فى تناول الطعام ثم يأكلون معاً، معتبراً أنها ناحية أدبية مغروسة بداخله منذ الصغر حتى الآن.