"الإعلام الإسرائيلى": مصر تدخل حرباً لن تنتهى إلا برأس "مرسى"
استمرت وسائل الإعلام الإسرائيلية فى تغطية أحداث الاشتباكات بين مؤيدى ومعارضى الرئيس مرسى، ومظاهرات 30 يونيو وتأثيرها على الرئيس مرسى، مشيرة إلى أن الجولة الثانية من الثورة المصرية بدأت ولا رجعة لها إلا بتحقيق أهدافها. وقالت صحيفة «إسرائيل اليوم»، إن «الإخوان غير قلقين على الإطلاق من أحداث المظاهرات أو حتى نشوب اشتباكات بين المواطنين من المعارضين والمؤيدين، كما أنهم (هرّبوا) الرئيس وأخفوه بعيداً عن الأنظار تحت حماية الحرس الجمهورى»، مؤكدة أنه فى ظل الظروف والأحداث الجارية، فإنه لا عجب من إخفاء مرسى وأسرته بعيداً عن أعين المتظاهرين.
وأضافت: «قيادة الجيش تدرك جيداً وجهة الرياح حالياً، ولهذا فقد رفعت استعداداتها لأقصى درجة، كما أن الإسلاميين لم يهدأوا فهم ينظمون تظاهرات تأييدا للرئيس». وقال الكاتب الإسرائيلى بوعز بيسموت، محلل الشئون العربية بـ«إسرائيل اليوم»، إن هناك ثلاثة خيارات تنهى السيناريوهات المتوقعة للأزمة، الأول هو أن يرسل مرسى مؤيديه إلى الشوارع فتندلع اشتباكات عنيفة تتحول إلى حرب أهلية، أما الثانى فهو تدخل الجيش فعلياً وبشكل أكثر تأثيراً على ما يجرى فى مصر من خلال التضييق على الرئيس والإبقاء على حكمه، أما الخيار الثالث، فهو استمرار الثورة فى شكل ثورات داخل ثورات، تكراراً لما حدث منذ يناير 2011.
وتابع: «مرسى ابتعد كثيراً عن الطريق الصحيح، فعادت الشعارات واللافتات التى رُفعت خلال الثورة ضد مبارك، اسم مبارك فقط هو ما تغير فأصبح مرسى، وبالطبع أيام صعبة تنتظر مصر خلال الفترة المقبلة، أما فيما يخصنا نحن، فنحن دوماً يدخلوننا فيما لا شأن لنا به، كره الإسرائيليين هو عامل الإجماع الوحيد بين المصريين».
وأشار بيسموت إلى أنه سنحت الفرصة للجيش لاستغلالها للانتقام مما فعله مسبقا بقياداته حين أطاح بـ«طنطاوى»، وبالطبع لن يعلن الجيش صراحة مطالبته مرسى بالتنحى، حيث إن واشنطن ما زالت تؤيد مرسى باعتباره رئيسا منتخبا، ولكن الجيش سيخضع لضغوط شباب الثورة إن مورست بشكل صحيح. وأنهى الكاتب الإسرائيلى تحليله قائلاً: «خلال هذه الأثناء، ينظر مبارك من سجنه إلى الوضع فى مصر، ينظر كيف تحول مرسى خلال عام واحد فقط إلى الضربة الـ 11 لمصر». وقال موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى، إن مرسى أصبح «رهينة» لقوات الحرس الجمهورى بسبب طريقة تأمينه، مشيراً إلى أنه حتى فى حالة فشل المظاهرات، فإنه من الواضح أن موقف مرسى أصبح ضعيفا جدا، ويبقى الجيش والشعب هما المتحكم الوحيد فى مصير كرسى الرئاسة، وما إذا كان مرسى سيستطيع الحفاظ عليه وكيف يمكنه ذلك؟
وتحت عنوان «الثورة التى لم تنتهِ.. المتظاهرون يعودون إلى الشوارع ضد مرسى»، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن الرئيس المصرى اصطدم خلال عام واحد بالسلطة القضائية وفشل فى الاقتصاد وفشل فى إعادة مصر إلى مكانتها الطبيعية بين العالم العربى، ولهذا فإنه من المتوقع أن تتزايد حدة المظاهرات حتى يرحل.
وأضافت: «الوضع فى مصر أصبح كالتالى: حرب عمالقة لا تنتهى إلا برأس مرسى، ميدان ضد ميدان ومليون ضد مليون وثورة تحاول التخلص من لصوصها فى مقابل الشرعية خط أحمر، كل الدلائل تشير إلى حرب فى الطريق إلى مصر، حرب ومخاوف حقيقية، قد تتحول فيها الحجارة التى استُخدمت من قبل إلى رصاص حقيقى يطلقه المتظاهرون ضد بعضهم البعض».
وأشار تسفى بارئيل، محلل الشئون العربية بـ«هآرتس»، إلى أن فشل مرسى لا يحتاج دلائل لإثباته، ولكن حتى مع اعترافه بخطئه فى بعض الأحيان، فإن هذا الاعتراف جاء متأخراً بعد فوات الأوان لإصلاح الأوضاع. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن مرسى فى انتظار «يوم غضب» قد يمتد فعلياً لأيام حتى يسقط مرسى، مشيرة إلى أن مصر أصبحت منقسمة على نفسها، وأنه على الرغم من أن الحرس الجمهورى يحمى مرسى حالياً، فإن هناك حالة من التردد فى أوساط الجيش.
من جانبها، قالت القناة السابعة الإسرائيلية، فى تقرير لها، إن المصريين يستجمعون قواهم لإسقاط مرسى فى «يوم غضب» حقيقى، مشيرة إلى أن إسرائيل أصدرت أعلى التحذيرات الممكنة فى ظل تلك الأوضاع لمواطنيها، وهو ما يعنى توقع مخاطر كبيرة، خاصة مع إجلاء كافة الدبلوماسيين الإسرائيليين من مصر.