«الأمن القومى الإسرائيلى»: الانتخابات الرئاسية المصرية وراء وقف ضخ الغاز
أصدر معهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى التابع لجامعة تل أبيب أمس نشرة عن إلغاء تصدير الغاز من مصر إلى إسرائيل، وقال الخبير الاستراتيجى شموئيل إيفين: «من بين أسباب إلغاء الاتفاق سخونة المعركة السياسية فى مصر قبيل الانتخابات الرئاسية الشهر الجارى، فاتفاق الغاز يقدَّم للجمهور على أنه غارق فى الفساد، أبرمه مبارك وابنه والمقربون منه من أجل مصالح شخصية على حساب المصالح الاقتصادية، والشريك الكبير فى الصفقة، حسين سالم، مهدد حاليا بتسليمه من إسبانيا لمصر بعد إدانته بسرقة أموال الدولة، كما صدر قرار بمنع سفر مدير عام شركة غاز شرق المتوسط محمد طويلة».
ويتوقع المعهد أن يكون مردود إلغاء الصفقة على إسرائيل محددا فى نقاط بعينها، منها خسارة سياسية ملموسة، لأن وقف تصدير الغاز يعكس تدهور العلاقات وينم عن استسلام النظام فى مصر لضغط الجماهير.
وأضاف: من المفيد عدم استيراد الغاز من مصر حتى لا يتواصل الاعتماد على خطوط غير مستقرة كما حدث فى الماضى، لكن إذا طلب المصريون استئناف تصدير الغاز لنا فعلى إسرائيل أن توافق لأسباب سياسية ولكن فى نطاق محدود، بالإضافة إلى أن استئناف ضخ الغاز المصرى سيوفر فرصا أفضل للتفاوض مع موردى غاز محليين. ويكشف المعهد أنه يوجد فى إسرائيل من يرون ضرورة العمل على أن تقوم الولايات المتحدة برد فعل فورى ضد مصر لاستئناف ضخ الغاز، «لكن هذا ليس فى مصلحة إسرائيل لأن الضغط لن يحسن العلاقات، بل سيزيد التوتر»، وأوصى المعهد فى النهاية بالاعتماد بشكل أكبر على الغاز الإسرائيلى (تمتلك إسرائيل حقولا محدودة على رأسها «يم تاطيس» وهو حقل قديم وبدأ ينضب، وحقل «تمار» الذى سيبدأ إنتاجه فى 2013 كبديل عن واردات غاز غير مستقرة من مصر، الأمر الذى أدى لزيادة أسعار الكهرباء وقد يتسبب فى عدم انتظام الأداء فى الصيف المقبل.
ووفرت مصر 37% من احتياجات إسرائيل من الغاز عام 2010، لكنها وفرت 18% فقط عام 2011، بسبب تفجيرات خط الغاز فى شمال سيناء.