الثوار يختصرون 3 أعوام ومئات الكيلومترات ويُلحقون "الإرشاد" بمصير "الوطني"
بين مبنى الحزب الوطني "المنحل" والمقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين مسافات زمنية قدرها ثلاثة أعوام، وأخرى مكانية من وسط البلد إلى المقطم، اختصرها الثوار حين ألحقوا الثاني بمصير الأول، وأصبح كلاهما رمزا لفاشية وإرهاب سياسي وفكري يُمارس ضد المصريين، لا فارق هنا بين ما قبل الثورة وما بعدها.
وتبدو على واجهة العقار رقم 7 الملاصق مباشرة للمقر العام للجماعة آثار حريق ناتجة عن زجاجة مولوتوف دخلت إحدى الشرفات، بينما يؤكد أحمد إبراهيم أحد سكان المنطقة، أن غياب الشرطة رغم امتداد الاشتباكات لما يزيد عن عشر ساعات متواصلة زاد من رعب سكان المنطقة.
المكان المنيع المحصن بباوبات من الفولاذ والصلب، والأسوار العالية المصنوعة بالكامل من الخرسانة، لم تمنع المهاجمين من اقتحام مبنى الإرشاد. جميع النوافذ الزجاجاية في كل اتجاهات المبنى محطمة بالكامل، وعدد من أجهزة التكييف وكاميرات المراقبة تم تحطيمها، وشعار جماعة الإخوان المصنوع من النحاس على واجهة المبنى لم يعد له وجود.
آثار الدماء الناتجة عن إصابة المهاجمين تملأ جنبات الطريق. يتساءل محمد غريب: "إزَّاي كل ده يحصل في المنطقة؟ إحنا عمرنا ما شُفنا دم غير لمَّا الإخوان جم هنا". مجموعة من الزجاجات الممتلئة عن آخرها بالبنزين ما زالت إلى جوار مبنى مكتب الإرشاد، فيما رفعت المباني المحيطة أعلام مصر ليدلل سكانها على معاداتهم للإخوان بحسب قولهم.
"عم سعيد" أحد حراس عقارات المنطقة، قال إن الفرحة تعم المكان بسبب ما حدث. ورغم حالة الرعب التي عاشها طيلة الليلة الماضية، فإنه أكد استعداده للموت في سبيل رحيل الإخوان من المقطم. يشير إلى أن مبنى الإخوان حوى عدد مهول من الأسلحة النارية: "كانوا بيصطادوا العيال زيّ الدبان، ومش معنى إني أحدف عليك طوبة إنك تموِّتني". يشرح أن انفجار إحدى أنابيب البوتاجاز بالجدار هو ما مكَّن الثوار، بحسب وصفه، من الدخول إلى المبنى، مشددا على أن "الإخوان زمان حرقوا الأقسام، ودلوقتي بيدفعوا تمن الفوضى اللي بدأوها".