"همسة" خريجة "تاريخ" وأبدعت في عالم الأزياء.. "اعمل ما تحب"
همسة
لم يعرف اليأس لها طريقا، لديها هدف واضح تسعى وراءه، وحلم مهما بعد فلا ينفد صبرها أو تقل عزيمتها بل تقوى، وما يزيدها ذلك إلا إصرارا.. "همسة أحمد" البالغة من العمر 25 عاما، تخرجت في جامعة بنها كلية الآداب قسم التاريخ، واهتمت بعمل تصميمات لمجموعة مختلفة من الإكسسوارات، منذ دراستها وهى تهتم وتنمي هذه الموهبة، سعيا لأن تصبح مشهورة في المستقبل القريب.
"بدايتي كانت من 3 كلية كنت حابة إني أعتمد على نفسي بس مكنتش عارفة أبدأ إزاي، بالصدفة قابلني مواقع على الفيس بوك لمصممين إكسسوارات والموضوع كان جديد ساعتها وشدني جدا، بدأت أتعلم فاكسسورز بتاعتي أفكها وأعملها بشكل مختلف، في الأول عيلتي مكنتش فاهمة أنا بعمل إيه ومكنوش مقتنعين لحد ماشافوا نتيجة الشغل ومن بعدها ساندوني"، حسبما قالته همسة عن موهبتها.
وبمجرد ما بدأت "همسة" المشروع، وفوجئت بردود أفعال أصدقائها الذين شجعوها وأعجبوا بتصميماتها المميزة، بدأ طموحها يزداد أكثر "أول ما بدأت مشروعي كان بمبلغ بسيط جدا 200 جنيه، واتفاجئت من رد فعل أصحابي لأن الحمد لله عجبهم شغلي وشجعوني جدا إني أستمر، بعد كده حبيت يكون ليا مكان خاص أو محل والحمد لله بعد ما اتخرجت بشهور والدتي ساعدتني وقدرت إني يبقي عندي مكان خاص أعرض فيه تصميماتي، وفي نفس الوقت دخلت مجال الملابس للمحل ومع الوقت بدأنا ندخل قطع ملابس بسيطة من تصميم والدتي في المحل لأن دايما كنت حابة إننا نبقى مختلفين ونطور الشغل اليدوي".
وفي ظل ارتفاع الأسعار، وبرغم أن الخامات التي تستخدم في هذه التصميمات سعرها مرتفع، إلا أن همسة لم تيأس وحاولت التغلب على هذا الأمر لاستمرارها في تنفيذ موهبتها "طبعا مع الظروف اللي في بلدنا ابتدت الصعوبات تزيد، نقص خامات أو زيادة في أسعارها فده أثر تدريجيا على أغلب المصممين مش أنا، بجانب إن الناس تفاعلها قل مع الشغل اليدوي، فحاولت أنفذ كولكشن بخامات من تنفيذي، وكانت عبارة عن اكسسورز من خامة الخشب ولوحات فنية، وتصميمات لعقد أو انسيال وساعدني في رسمه صحابي هبة ونورهان ونجح الحمد لله".
ولم تكتف "همسة" بما وصلت إليه من موهبة، بل بدأت في تطوير نفسها أكثر فأكثر "بعد كده دخلت مع شغلنا حاجات خاصة بالزفاف زي مناديل كتب الكتاب، وبدأت أنجذب للورد الصناعي خاصة بعد ما بقي متواجد ماتريال عالية مشابهة للطبيعي، وبعد فترة تخصصت فتصاميم اكسسورز الزفاف للعروس تاج أو حلق أو أسورة وتصاميم بوكيهات وجيرب العروس، وبدأت أطور من الأشكال وأدخل كل فترة حاجة جديدة فى شغلي للزفاف، زي تصاميم الجيست بوك وتزيين الكاسات حتي شوز العروسة بشتغل عليها وبعملها بتصميم مختلف ومناسب لستايل فستان العروس".
وعلى الرغم من توقفها في تصميم إكسسوارات للملابس إلا أن خبرتها التي اكتسبتها في هذا المجال ساعدتها كثيرا في مجال إكسسوارات الزفاف "خبرتي في تصميم إكسسوارات الملابس خلتني أقدر أدخل ماتريال جديدة في البوكيهات زي الكريستال مثلا مع الورد أو في تصاميم الإكسسوارات للعروس كمان".
واكتشف أن لهذه الموهبة الجميلة، جذور وأصول فقد ورثت همسة موهبتها من والدتها "في بداية دخولي مجال إكسسوارات الزفاف والدتي علمتني وساعدتني كتيير فيه لحد ما بدأت أنفذ التصاميم لوحدي وأطور فيها، والحمد لله بعد سنتين في المجال ده وصلت لمستوى كويس فيه والناس بقت تقدر تميز شغلي في أي مناسبة، بس أنا بالنسبة ليا لسه في البدايات ولسه فيه أفكار كتير منفذتهاش".
أما عن محل "همس الورد"، الذي سمته على اسمها، فقالت: "بعد 4 سنين من افتتاح همس الورد الحمد لله حاليا بقى معانا توكيل ملابس محجبات وكمان ملابس من تصميم والدتي باسم همس الورد، وكمان شامل تصميم اكسسورز الزفاف والخطوبة وجيرب العروس وإكسسوارت التصوير والجيست بوك ومناديل كتب الكتاب والكاسات وشوز الزفاف واكسسورز صحبات العروس وكمان اكسسوار بدلة العريس سواء بروش البدلة أو زراير البدلة بتصاميم مختلفة".
وبالرغم من أن همسة خريجة تاريخ، إلا أنها لم تعمل بمجالها مؤكدة أنه حتى إذا جاءت لديها فرصة للعمل في مجالها إلا أنها تفضل العمل في موهبتها "لو كانت جت الفرصة في مجالي كنت هكمل في الاتنين بس لو حسيت بإني هقصر فهكمل في التصاميم بصراحة لأن لقيت فيها نفسي أكتر".
ولم تنس همسة دور زوجها الذي شجعها منذ أن كانت في البداية "ياما جالي حالة إحباط من الشغل، وإني خلاص مش هكمل بسبب مشاكل معنوية أو مادية في الشغل، ولكن جوزي دايما كان بيشجعني ويفوقني إني لازم أكمل وإنها مرحلة وهتعدي، وفعلا أول ما بعمل تصميم جديد وأرجع أركز في شغلي بتعدي وبنجح أكتر الحمد لله".
وأضافت: "لو مكنش جوزي مساندني مكنتش هكون في اللي أنا فيه دلوقتي، لأن في أزواج كتير يعارضوا الشغل، وخاصة إن شغلي مختلف عن الوظيفة لأن مش ملزم بمواعيد، لا ده يعتبر 24 ساعة، لأنه شامل التسويق كمان على الإنترنت واستقبال الأوردرات ومتابعة الشغل في المحل وتنفيذ الشغل للعرايس، فهو مرهق جدا".
وتستمر "همسة" في أحلامها وطموحاتها "نفسي أطور شغلي أكتر وإن اسم همس الورد يثبت نفسه أكتر وأكتر وينتشر ونبقي براند في يوم من الأيام".