بالفيديو| أحمد رامي.. العاشق لأم كلثوم رفض الزواج منها لطبيعته الشرقية
الشاعر أحمد رامي
"حأفضل أحبك من غير ما أقولك.. إيه اللي حير أفكاري.. لحد قلبك ما يوم يدلك.. على هوايا المداري"، "ما خطرتش على بالك يوم تسأل عني دي عينيا مجافيها النوم يا مسهرني"، كلمات أغنيتي "حيرت قلبي معاك" و"يا مسهرني"، كانت تعبر عن حال الشاعر أحمد رامي، في حبه لكوكب الشرق "أم كلثوم".
أحمد رامي، شاعر مصري من أصل تركي وُلد عام 1892 في حي السيدة زينب بالقاهرة، درس في مدرسة المعلمين وتخرج منها عام 1914 سافر إلى باريس في بعثة من أجل تعلم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية، وحصل على شهادة في المكتبات والوثائق من جامعة السوربون.
عين أمين مكتبة دار الكتب المصرية كما حصل على التقنيات الحديثة في فرنسا في تنظيم دار الكتب، ثم عمل أمين مكتبة في عصبة الأمم وعاد إلى مصر عام 1945، وعُيِّن مستشار للإذاعة المصرية، وعمل في الإذاعة ثلاث سنوات ثم عين نائب لرئيس دار الكتب المصرية.
بعد عودته من أوروبا تعرف الشاعر أحمد رامي على أم كلثوم في عام 1924، وعاش قصة حبه لها 30 عامًا من طرف واحد، وقدم لها خلال مشوارها الفني 110 أغنيات، منها "افرح يا قلبي"، "سهران لوحدي"، "يا ظالمني"، "عودت عيني"، "دليلي احتار"، "هجرتك"، "حيرت قلبي معاك"، "أقبل الليل"، "جددت حبك ليه".
من حبه الشديد لأم كلثوم، قدم لها 137 أغنية، دون أن يتقاضى أي أجر، حتى سألته أم كلثوم مرة: "أنت مجنون لأنك لا تأخذ ثمن أغانيك!"، فرد عليها "نعم، أنا مجنون بحبك، والمجانين لا يتقاضون ثمن جنونهم، هل سمعتِ أن قيس أخذ من ليلى ثمن أشعاره التي تغنّى بها؟".
تحدث ابنه توحيد في حوار قديم مع الإذاعة المصرية عن حب أبيه لأم كلثوم: "سألته يوماً: الناس تقول إنك تحب أم كلثوم فهل هذا صحيح؟!.. قال لي: نعم. فقلت له: لماذا لم تتزوجها.. أجابني: لو تزوجتها سيكون الزواج سبباً في اعتزالها الغناء لأنني رجل شرقي ولن أسمح لها بالغناء.. ولم أكن أستطيع أن أقول فيها (سهران لوحدى أناجي طيفك الساري) وهي بجانبي في بيت واحد".
وأضاف توحيد: "كان الزواج سوف يقتل الحب فأبي كان له حياة فنية وحياة عائلية ولم يكن يخلط بين الحياتين.. لذلك لم يطلب يدها، ولم يفكر في الزواج من أم كلثوم".
وروى "توحيد" حال والده عند وفاة أم كلثوم "عندما علم برحيلها كسر القلم بعدها وهجر الشعر والناس، وجلس مريضاً بالاكتئاب النفسي لغيابها، ولم يكتب قصيدة رثاء في أم كلثوم .. وظل ينظر إلى الخاتم الذي أعطته هدية زواجه المكتوب عليه (OK) وظل هذا الخاتم في يده أربعين عاماً".
عندما توفيت أم كلثوم في 1975، طلب الرئيس الراحل أنور السادات من "رامي" في حفل تأبين "كوكب الشرق" أن يرثيها عام 1976، فرد "ما جال في خاطري أني سأرثيها.. بعد الذي صغت من أشجى أغانيها.. قد كنت أسـمعها تشدو فتطربني.. واليوم أسـمعني أبكي وأبكيها.. وبي من الشجو.. من تغريد ملهمتي.. ما قد نسيت به الدنيا ومـا فـيها.. وما ظننت وأحلامي تسامرنـي".