«القذافى» فى القاهرة: حياتى أصبحت جحيماً
رغم أنه ليس ليبياً ولا علاقة له بالثورة التى قتل ثوارها رئيسهم معمر القذافى، فإنه مع كل خطاب للأخير كانت حياته تتحول إلى جحيم، يقول القذافى خطابه فى غضون 5 دقائق، ويظل هو يعانى آثار الخطاب وقتا طويلا.
هو «القذافى حسين»، الشاب العراقى الذى يعيش فى القاهرة، وشاء قدره أن يسمَّى على اسم رئيس عاش غريبا مثيرا للجدل ومات مقتولا على يد شعبه. فيوم وُلد القذافى كان والده يعمل فى ليبيا ويحب الرئيس الليبى، فقرر أن يسمى ابنه على اسمه دون أن يعلم أن هذا الاسم سيكون سبباً فى شعوره بالتعاسة طيلة عمره.
يعيش «القذافى» فى مدينة 6 أكتوبر، مثل العراقيين الذين نزحوا من بلادهم إلى مصر. يبيع الورد والأعشاب فى محلين يديرهما بنفسه، ويعانى من المصريين والعراقيين الذين يقفون أمام المحلين ويرقصون مرددين عبارة «زنجة زنجة» التى قالها «معمر» فى إحدى خطبه.
«القذافى»، الشاب العراقى الشيعى، تأثرت حياته بثلاثة أحداث سياسية كبيرة، الأول: حين نزح من العراق مع شقيقاته إلى القاهرة بعد العنف الطائفى هناك، والثانى: حين قامت الثورة المصرية فتأثرت تجارته من الأعشاب والورود ومر بضائقة مالية، والثالث: عندما قامت الثورة الليبية وأصبح اسمه مثار سخرية الجيران لدرجة أنه اضطر إلى رفع اللافتة التى تحمل اسمه من على مدخلى المحلين.
وحين خرج معمر القذافى ليقول فى خطابه الشهير كلمة «من أنتم؟» وقف شباب الحى من المصريين والعراقيين أمام محل «القذافى» يضحكون عليه ويغنون الأغنية التى انتشرت بعد الخطاب. وحين قتل القذافى قال له أطفال الحى: «الله يرحمك انت اتبهدلت كتير يا راجل».
«القذافى» اختار لنفسه اسم محمد وتناديه به شقيقاته وأمه، ويتمنى أن يغير اسمه فى الأوراق الرسمية ليصبح «محمد».
ولأنه ينتمى إلى المذهب الشيعى يعانى أيضا مضايقات شباب المنطقة الذين يقولون له: «تجوزنى أختك يومين؟».
«القذافى» رفض تلك النظرة المتدنية للشيعة، وبسبب هذه المضايقات يفكر فى إغلاق محليه والانتقال إلى أى مدينة أخرى على أن يتبع طريقة التقية، أى إخفاء مذهبه عمَّن حوله: «يكفينى أن حياتى ضاعت بسب 3 دول».