فؤاد حداد وأسرته فى رأس البر.. اضحك الصورة تطلع حلوة قوى
فؤاد حداد وسط أولاده
بدت رحلة المصيف واحدة من الأمور المقدسة فى عائلة الشاعر الكبير الراحل فؤاد حداد، رحلة ترفيهية للعائلة لم يكن يتوقف خلالها عن الكتابة، حتى فى أحلك الظروف والأحداث.
كان السفر سنوياً إلى «رأس البر» فى مرحلة الستينات قبل أن يصبح «جمصة»، من بين آلاف الصور ينظر الشاعر أمين حداد إلى صورة عائلته فى ذلك اليوم بالذات من أيام رحلة المصيف عام ١٩٦٩، صورة جمعت من اليمين والدته السيدة زكية إسماعيل، ثم حسن شقيقه الصغير، والأب فؤاد حداد، بينما جلس هو ضاحكاً، ومن بعده شقيقه الأكبر سليم.
لا ينسى الابن الأوسط ملابسات تلك الرحلة، التى جاءت فى أعقاب النكسة بعامين، يروى: «فى السنة دى والدى كان بيكتب فى ديوان «من نور الخيال وصنع الأجيال فى تاريخ القاهرة» للرد على النكسة، كما أذكر أنه كتب قصيدة أحمد عرابى هناك فى هذه السنة أيضاً».
«غمضت عينى وعشت ألف ميعاد، وفتحت عينى وزاد معاى الزاد، كنت الولد وصبحت أبوالأولاد، ما دريتش وحياتك»، من قصيدة «ماورد وجنة» داخل ديوان «من نور الخيال وصنع الأجيال فى تاريخ القاهرة»، محاولات عديدة لتخطى آلام النكسة وذكرياتها التعيسة حاولها الأب بصحبة عائلته التى بدت سعيدة إلى حد كبير فى الصورة لكن الأحداث الحزينة لم تلبث أن عاجلتهم، يذكر أمين حداد: «بينما كنا فى المصيف هذه السنة علمنا بالحريق الذى وقع فى المسجد الأقصى يوم ٢١ أغسطس، وقد حزن أبى حزناً شديداً وقتها»، لم يكن الحدث هو الوحيد المحزن، فالأخ الأكبر سليم تعرّض خلال ذات الرحلة إلى جرح كبير بذراعه بعدما وقع من فوق الدراجة أثناء تعلم قيادتها.