سمية الخشاب: أحداث «الحلال» لا تحمل أبعاداً دينية.. وآراء «الجهلة» لن تهزنى بسبب قوة علاقتى بربى
سمية الخشاب
قالت النجمة سمية الخشاب، إن مسلسلها «الحلال» لا يتضمن أبعاداً دينية، على خلفية تناوله لعالم «الزار» عبر أحداثه، مضيفة أنها لا تجسد دور «دجالة» مثلما تردد، وإنما تؤدى شخصية «كودية زار» التى تساعد جيرانها والعديد من الأشخاص دون أن يكون لها أطماع مادية، بحسب قولها.
«سمية» فى حوارها مع «الوطن» تتحدث عن تفاصيل مسلسلها الجديد، الذى يذاع حالياً عبر شاشة mbc، وتوضح كيفية تحضيراتها لشخصية «كودية الزار»، بما أنها تقدمها لأول مرة فى مشوارها الفنى، وتكشف سبب حملها لـ«سبحة» فى حياتها العادية، وذكرياتها مع شهر رمضان الكريم فى الإسكندرية مسقط رأسها.
■ هل اختيارك للتيمة الشعبية فى «الحلال» سببها أنها «لعب فى المضمون» على مستوى نسب المشاهدة؟
- الأعمال الشعبية تتمتع بنسب مشاهدة مرتفعة، لأنها تخاطب ما يزيد على 80 مليون مصرى، ممن ينتمون إلى الطبقة الشعبية البسيطة، وبالتالى لا يجوز تجاهل أو تهميش هذه الفئة الكبيرة فى أعمالنا الفنية، وعلى الرغم من نجاحاتى السابقة فى الدراما الشعبية، إلا أننى لم أكن أعتزم تقديمها مجدداً هذا العام، لأن رغبتى حينها كانت متركزة على تقديم مسلسل يحمل طابع الإثارة والتشويق، ولكنى تراجعت عن هذا التفكير بعد مكالمة تلقيتها من المنتج صادق الصباح، وأبلغنى عبرها عن رغبته فى تعاوننا بعمل شعبى، استناداً إلى نجاحاتى فى هذه التيمة، لما أمتلكه من ملامح مصرية أصيلة، وأجواء أشيعها فى أدائى للشخصية الشعبية تجعلنى ملائمة لتقديم هذا القالب الفنى، وبعدها تلقيت سيناريو «الحلال» منه وأعجبت بفكرته ومضمونه.
أؤمن بأن الحياة «سلف ودين».. «واللى مايتمناش الخير لحد مش هيشوف خير فى حياته»
■ ولكن البعض يرى أن تجسيدك لشخصية «كودية الزار» مغامرة، لاسيما أن الانطباع المأخوذ عنها أنها مرتبطة بأعمال الدجل والشعوذة؟
- اخترت هذه الشخصية لأسباب عدة، أبرزها أنها جديدة على الدراما المصرية، وتغوص فى أعماق هذه المهنة، التى لم يتطرق أحد إليها فى أعمالنا الفنية، حيث كان يتم الاكتفاء بإظهار «الزار» على هيئة ومضات سريعة ليس أكثر، ولذلك آثرت اقتحام هذه المنطقة التى لا تمت بصلة لأعمال الدجل والشعوذة من قريب أو بعيد.
■ وما الفارق بين «الدجالة» و«كودية الزار»؟
- فارق شاسع وكبير، لأن «الدجالة» تقوم بعمل الأعمال السفلية وتسخير الجن والعفاريت.. إلخ، أما «كودية الزار» فتجرى جلسات بالأذكار وأسماء النبى والصحابة وأولياء الله مصحوبة بموسيقى معينة، ولكن وسائل الإعلام تداولت خبراً مغلوطاً عن تجسيدى لشخصية «دجالة»، وهو ما ثبت عدم صحته مع بدء عرض المسلسل.
■ ألا من رسائل توعية أو تحذيرية يحملها دورك للمشاهد على مدار الأحداث؟
- أقدم شخصية درامية ليس أكثر، وحينما بحثنا عن تفاصيل بشأنها، واستعنا بعدد من العاملين كـ«كودية زار»، وجدنا أنها تراث شعبى قديم تُستخدم فيه الموسيقى والأذكار وأسماء النبى وأولياء الله الصالحين لتحسين الحالة النفسية لمرتاديه، ممن يعانون من سوء حالتهم النفسية، أو رؤية كوابيس بشعة فى منامهم، ومن ثم فـ«الزار» يُعد نوعاً من العلاج بالموسيقى والأذكار.
■ إذاً هناك بُعد دينى داخل الأحداث بحسب كلامك؟
- على الإطلاق، فلن تجد سوى مشاهد الزار وترديد الأذكار والصلوات على النبى، فنحن نقدم «الزار» بشكل إيجابى وليس سلبياً، ولا نُظهر العاملين فيه كنصابين أو محتالين أو ما شابه، بل بالعكس فشخصية «دهبية» التى أجسدها تسعى لحل مشكلات الناس دون أن يكون لها أهداف مادية، لأنها ليست دجالة تسعى لبيع الوهم للناس، وإنما تسدى النصائح لجيرانها وتعمل على حل مشكلاتهم.
■ هل سبق أن زرتِ «كودية زار» فى حياتك العادية؟
- «لا، هروح لهم ليه أصلاً؟»، ولكن طاقم الإخراج بقيادة أحمد شفيق أجلسنى مع عدد منهم، للتعرف على تفاصيل الشخصية بشكل موسع.
■ كيف استقبلتِ نبأ استبدال المخرج أكرم فريد بـ«أحمد شفيق» فى بداية تحضيرات مسلسلك الجديد؟
- شعرت بسعادة غامرة بعد التعاقد مع أحمد شفيق، وأذكر أننى قلت لصادق الصباح حينها: «الله عليك، فأنت أثلجت صدرى»، وذلك لوجود رغبة مشتركة بينى وبين «شفيق» فى التعاون منذ 6 سنوات تقريباً، ولكن الظروف حينها لم تشأ لتحقيق تلك الرغبة رغم توافر النية، خاصة أننى أحب طريقته فى الإخراج، وتكنيك التصوير الذى يتبعه فى عمله، وبعيداً عن الجانب الإخراجى، فهو شخص طيب على المستوى الإنسانى ومنتظم فى الصلوات، وأنا أحب الأشخاص الطيبين القريبين من الله.
■ هل كنتِ تفضلين عرض مسلسلك حصرياً على Mbc أم إذاعته على مختلف القنوات الفضائية؟
- أحب أن تحظى أعمالى بالانتشار، ولكن نسب المشاهدة على Mbc تعادل 10 أضعاف نظيرتها فى القنوات العادية، بمعنى أن أى مسلسل يُذاع على هذه القناة الكبيرة وكأنه يُعرض على 10 قنوات دفعة واحدة، لأنها تتمتع بارتفاع نسب مشاهدتها بشكل غير طبيعى، وربما كنت أنزعج حال عرض مسلسلى حصرياً على قناة غير معروفة.
■ هل تعتبرين شراء Mbc لحقوق عرض مسلسلك بمثابة دليل قاطع على عدم تناوله لأعمال الدجل والشعوذة، خاصة أن مالك القناة رفض تقديم جزءين جديدين من مسلسل «ساحرة الجنوب» اعتراضاً على ارتكاز أحداثه على عالم الجن والعفاريت؟
- أحداث «الحلال» تخلو من الجن والعفاريت مثلما أشرت، بل تتضمن جريمة قتل مقترنة بعدد من التفاصيل والشخصيات الدرامية، التى لكل شخصية منهم قصتها وحكايتها المختلفة عن الأخرى، كما أن المسلسل يُصنف كدراما اجتماعية يتخللها العديد من المواقف الكوميدية، أى أنه ليس عملاً «غامقاً» مثلما نقول باللغة الدارجة، وبعيداً عن هذا وذاك، نحن لا نركز على طبيعة مهنة «دهبية» كـ«كودية زار»، وإنما نتناول العديد من التفاصيل والأحداث التى تخص حياتها الشخصية.
■ فكرة تقديمك لأغنية داخل أحداث المسلسل كانت عن رغبة شخصية منكِ أم أنها مكتوبة فى السيناريو؟
- أحمد شفيق صاحب هذه الفكرة، وأراد تنفيذها فى مشهد معين داخل سياق الدراما، أى أنها ليست مقحمة على الأحداث، لأننى أغنيها فى مشهد أعلى السطوح داخل الحارة.
■ ما حقيقة أنباء خلافاتك مع يسرا اللوزى ودينا فؤاد داخل التصوير؟
- شائعات لا أساس لها من الصحة، لأن «يسرا» و«دينا» بمثابة شقيقاتى اللاتى أعتز بمعرفتهن، وتولدت بيننا حالة من الحب المتبادل أثناء التصوير، لدرجة أننا كنا نتحدث أحياناً قائلين: «يا رب ما نتحسدش»، والحقيقة أن «الحلال» من أكثر أعمالى التليفزيونية التى شهدت أجواء طيبة فى كواليسها، وأرجع الفضل فى هذه الحالة إلى المخرج أحمد شفيق، الذى أضفى أجواء أسرية داخل التصوير.
■ كيف ترين المنافسة التليفزيونية فى رمضان الحالى؟
- لا أشغل تفكيرى بمسألة المنافسة، لأنى أتمنى الخير لنفسى ولزملائى، «واللى مايتمناش الخير لحد مش هيشوف خير فى حياته»، حيث أستند على هذه المقولة فى كل خطوات حياتى، لإيمانى بأن الحياة سلف ودين، وبالتالى إذا تمنيت الخير لمن حولك سيعود ذلك عليك بالخير والعكس صحيح، ولذلك أدعو الله دائماً أن يكتب لى ولغيرى النجاح من عنده.
■ علمنا من مصادرنا أنك حريصة على حمل سبحة دائماً فى تنقلاتك اليومية.. فما قصتها؟
- أحمل السبحة للاستغفار والتسبيح طوال الوقت، وأظهر بها ضمن أحداث «الحلال»، ولكن دعنى أتساءل: «هل حينما يقترب العبد من ربه تصبح هذه المسألة مادة مثيرة للضحك؟ فهل أنا يهودية مثلاً؟ أجريت مداخلة فى إحدى المحطات الإذاعية قبل أسابيع، وسئلت ماذا أفعل فى أوقات الازدحام المرورى، فأجبت: أستغل هذا الوقت فى التسبيح وذكر الله، حيث أردد: «يا فتاح يا فتاح»، وذلك لإحداث سيولة مرورية فى الطرق، وبعيداً عن هذه الجزئية، فأنا إنسانة قريبة جداً من الله، ولكن لا أجد سبباً واحداً وراء إساءة البعض للفنان، ومعاملته وكأنه شخص فاسق، ولذلك أصبحت لا ألتفت لهذه التفاهات، لأن علاقتى بربى كبيرة وقوية، ولن تهتز لمجرد آراء بعض الجهلة.
■ أخيراً.. ما الذكريات التى تربطك بشهر رمضان على مدار سنوات عمرك؟
- ذكرياتى مع الشهر الكريم كانت فى الإسكندرية، حيث كنت أقف فى شرفة المنزل، منتظرة إطلاق مدفع الإفطار، وكنت أشعر بسعادة غامرة بفانوس رمضان وزينته، وأحرص على مساعدة والدتى فى التحضير لوجبة الإفطار بالمطبخ، وكنت بارعة فى عمل طبق السلطة وصينية الكنافة.