المراجعات النهائية لـ«الثانوية» تكوى جيوب الأسر: الأسعار من 100 إلى 300 جنيه للحصة
إقبال كبير على مراكز الدروس الخصوصية رغم ارتفاع الأسعار
ارتفعت أسعار المراجعات النهائية للثانوية العامة فى مراكز الدروس الخصوصية بالمحافظات إلى مستويات غير مسبوقة، لتتراوح بين 100 و300 جنيه، مع تزايد الإقبال على الحصص الأخيرة للتدريب على نظام «البوكليت»، وسط شكاوى أولياء الأمور من «جنون» أسعار المراجعات النهائية، ما برره المدرسون باضطرارهم إلى تحمل تكاليف استئجار قاعات كبيرة فى النوادى والنقابات، لتكون مناسبة لاستقبال أكبر عدد من الطلاب. فى الدقهلية، أعلن مركز دروس خصوصية بالمنصورة عن الاتفاق مع أشهر المدرسين على إلقاء محاضرات المراجعة النهائية فى إحدى قاعات الأفراح، وقال محمود عبدالشافى، ولى أمر أحد الطلاب: «أحد المدرسين المشهورين أعلن عن محاضرة مدتها ساعتان فقط لمراجعة مادة التاريخ مقابل 100 جنيه للطالب الواحد، بالإضافة إلى نفس المبلغ لشراء مذكرة المراجعة، بينما حدد مدرسون آخرون تعريفة المراجعة النهائية بـ300 جنيه». الطالب عمر أحمد، قال: «اضطررت للحجز فى المراجعات النهائية مثل كثيرين غيرى، بسبب عدم امتلاكنا معرفة كافية بامتحانات البوكليت، فنحن لم نتدرب جيداً على هذه النوعية من الامتحانات، ما دفع عدداً من المدرسين إلى إعداد مذكرات فى شكل بوكليت، وأعطوا لنا الحلول النموذجية الخاصة بها، وخلال شهر الامتحانات الأخير ندفع مبلغاً يصل إلى 5 آلاف جنيه للمدرسين عن المحاضرات والمذكرات». وأشار إلى أن «أحد النوادى الكبرى فى المنصورة استقطب عدداً من المدرسين المتميزين لإجراء مراجعات لطلاب النادى»، موضحاً: «كلما جاءت الامتحانات صعبة، كلما تعاظمت فائدة المدرسين الذين ينظمون مراجعات لشرح المواد، وغالباً ما يلجأ الطلاب إلى عدد محدود من المدرسين بسبب شهرتهم، ما يتسبب فى زحام كبير عليهم لحجز مواعيد المراجعة».
مراكز دروس خصوصية تستأجر قاعات الأفراح بالمنصورة.. وطالب: «البوكليت» وراء رفع الأسعار
أما عزة خالد، والدة إحدى الطالبات، فقالت: «منذ بداية الامتحانات تفرغت ابنتى للمذاكرة، بينما تفرغت أنا لحجز المراجعات النهائية لها، ورغم أنها تحصل على دروس خصوصية لدى هؤلاء المدرسين طوال العام، إلا أننى أعانى فى الحجز لديهم، وهم يبررون ذلك بأن الشرح شىء والمراجعة شىء آخر، كما أنهم يستغلون رهبة الطلاب وأولياء الأمور من الامتحانات لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة خلال هذه الفترة».
وحققت أسعار المراجعات النهائية فى مراكز الدروس الخصوصية بالمنيا قفزة غير مسبوقة فى العام الحالى، وقال أحمد أشرف، الطالب فى مدرسة زهرة الثانوية، إن «بعض المدرسين يعطون حصة المراجعة الأخيرة بمبلغ لا يقل عن 300 جنيه، خاصة فى مواد شعبتى الرياضة والعلوم»، فيما قال عمار النادى، موجه سابق بالتربية والتعليم، إن «مراجعات ليلة الامتحانات أكبر سبوبة بالنسبة للمدرسين، وتضم المنيا العديد من مجمعات الدروس الخصوصية، التى تستقبل أعداداً تتجاوز الـ200 طالب فى الحصة». وحدد محمد على، الموظف فى جامعة المنيا، البؤرة الأكبر لمجمعات الدروس الخصوصية فى المحافظة بأنها «تقع فى محيط ميدان لبنان بمدينة المنيا، وشارع عدنان المالكى، قرب مديرية التربية والتعليم، بالإضافة إلى 4 مراكز قرب نادى المنيا الرياضى، أما فى مدينة ملوى فتتركز فى مناطق الجسطينى، وغرب المدينة، والاستاد، والمدبغة».
من جهتها، أعلنت محافظة المنيا عن تنظيم مراجعات نهائية مجانية لطلاب الثانوية العامة فى مسرح مديرية التربية والتعليم، اعتباراً من نهاية الشهر الماضى، وقال الدكتور على عبدالسلام، مدير عام التعليم العام فى المنيا، إن «الإقبال على المراجعات النهائية المجانية لطلاب الثانوية العامة فاق كل التوقعات، فتم نقل المراجعات إلى مسرح المحافظة لاستيعاب أعداد أكبر من الطلاب».
حصص مراجعات مجانية فى مسرح المحافظة بالمنيا.. والمواعيد من الصباح إلى السحور بالإسكندرية
ورغم ارتفاع أسعار المراجعات النهائية فى الإسكندرية بنسبة تجاوزت الـ50%، فإن مراكز الدروس الخصوصية فى المحافظة شهدت زحاماً كبيراً من الطلاب وأولياء الأمور، خاصة فى منطقة محرم بك، حيث تبدأ المراجعات من الصباح، وتمتد إلى موعد السحور، ووصل سعر حصة المراجعة الواحدة لمادة اللغة العربية إلى 150 جنيهاً، وحصة اللغة الإنجليزية والرياضيات إلى 180 جنيهاً، بينما تتضاعف فى مناهج اللغات لنفس المواد. وقال جمعة ذكرى، وكيل أول وزارة التربية والتعليم فى الإسكندرية، إن «المديرية تشن حملات مكثفة على مراكز الدروس الخصوصية بالتزامن مع إدخال مدارس جديدة للخدمة، وزيادة عدد الفصول، وتوزيع المدرسين لسد العجز، بالإضافة إلى تنظيمها مجموعات مجانية أو بأسعار رمزية للمدرسين الأوائل فى المدارس، من أجل مضاعفة الشرح للتلاميذ، كما تفرض رقابة قوية للتأكد من التزام كل مدرس بشرح المنهج المقرر».
وفى مرسى مطروح، نظمت مديرية التربية والتعليم قوافل تعليمية لمراجعة ليلة الامتحان فى جميع المواد، وقال الدكتور سمير النيلى، وكيل وزارة التربية والتعليم فى المحافظة، إن «القوافل التعليمية قضت على مراكز الدروس الخصوصية، لأن معظم الطلاب يشاركون فيها، خاصة أن المدرسين المشاركين فيها هم الأشهر».
ورغم إعلان محافظ بورسعيد الحرب على مراكز الدروس الخصوصية، فإن شكاوى الطلاب تواصلت من اضطرارهم إلى اللجوء للمراجعات النهائية، حسبما يقول الطالب محمد أبوالخير: «سعر درس المراجعة الواحد يصل أحياناً إلى سعر شهر كامل من الدروس الخصوصية للمادة نفسها، كما أننا نضطر إلى شراء ملزمة المراجعة بـ100 جنيه». وقالت الطالبة نيلى عبدالمقصود: «المحافظ منع الدروس الخصوصية فى المراكز لعدة أشهر، لكنها عادت لتفتح أبوابها من جديد، ما أدى إلى مضاعفة المدرسين للأسعار فى محاولة لتعويض خسائرهم عن فترة الإغلاق، فأنا اضطررت لشراء ملزمة مراجعة ليلة الامتحان لمادة الفيزياء بـ150 جنيهاً، ووالدى دخل جمعية بـ30 ألف جنيه للإنفاق على الدروس الخصوصية فى هذا العام».