"الوطن" تنشر نص كلمة السيسي في قمة مجموعة العشرين للشراكة مع إفريقيا
الرئيس عبد الفتاح السيسى
السيسي: "الهجرة غير الشرعية" و"الإرهاب" يؤثران على التوازن والاستقرار الدوليين
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، في القمة التي نظمتها الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين للشراكة مع إفريقيا، تحت شعار "الاستثمار في مستقبل مشترك".
وتنشر "الوطن"، نص كلمة السيسي في القمة، والتي جاءت كالتالي:
قال السيسي في بداية كلمته: "أود في البداية أن أعرب عن امتناني لدعوة مصر، من قِبَل الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين، للمشاركة في هذا الحدث الخاص، الذي يبرز الأولوية التي تعطيها ألمانيا للقارة الإفريقية، كما أود أن أشيد بدور ألمانيا في إنعاش الاقتصاد العالمي والتحفيز المالي والإصلاح الهيكلي، في المرحلة الفارقة التي تتعاظم فيها العديد من التحديات بشكل غير مسبوق، ومع استمرار الصراعات المشتعلة في كثير من أرجاء العالم، وتفشي ظاهرة الفكر المتطرف وتنامي الإرهاب".
وتابع الرئيس: "تزايدت الحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى، لتعزيز الجهد الدولي من أجل رفع كفاءة هياكل الحوكمة الاقتصادية العالمية وتحفيز النمو الاقتصادي، واستحداث الآليات وإيجاد المصادر الجديدة للدفع بالاقتصاد العالمي لدائرة جديدة من التنمية والرخاء، من خلال توفير بيئة اقتصادية دولية أكثر عدالة، وإدخال الإصلاحات اللازمة للنظام التجاري متعدد الأطراف، وتعزيز دور الدول النامية في المؤسسات المالية الدولية".
السيسي: لا بد من استحداث آليات جديدة للدفع بالاقتصاد العالمي نحو التنمية والرخاء
وأضاف السيسي: "حرصت مصر خلال مشاركتها كضيف شرف اجتماعات مجموعة العشرين في عام 2016، على طرح رؤى وطموحات الدول النامية، التي تتأثر بدرجات متفاوتة بالسياسات والإجراءات النابعة من مناقشات دول مجموعة العشرين، في حين أن تلك الدول النامية بعيدة عن نطاق صياغة تلك السياسات، ما يحتم أهمية التوصل إلى آلية سلسة وفعالة لنقل تجارب ومخرجات مجموعة العشرين إلى الدول المهتمة بالاستفادة منها".
وزاد الرئيس: "في هذا الإطار، نعوّل على المبادرة التي أطلقتها الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين للتعاون مع إفريقيا، والتي تقوم على خلق الشراكات مع المؤسسات الدولية بهدف خلق مناخ مواتٍ لجذب الاستثمارات لإفريقيا بشكل مستدام، لتحفيز النمو الاقتصادي بها، وتوفير فرص العمل اللائق، ورفع معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يحقق آمال الشعوب في إيجاد سبل العيش الكريم، ويُحد من تداعيات المشكلات التي تعاني منها القارة".
السيسي: نعوّل على المبادرة الألمانية الإفريقية لرفع معدلات التنيمة وتوفير فرص عمل لائقة
واستطرد السيسي: "لهذا، تتطلع مصر لأن تمثل المبادرة المقترحة قيمة مضافة، تحقق ما سبق وتضمنته مبادرة مجموعة العشرين، بشأن دعم التصنيع في إفريقيا والدول الأقل نموا، وإقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص في الدول الإفريقية. وستسعى مصر لأن تكون مساهمتها في المبادرة مساهمة بناءة، تعمل على إنجاحها وتحقيق الأهداف المرجوة منها، خاصة في ضوء ما تتمتع به مصر من روابط تاريخية وعلاقات قوية مع الدول الإفريقية، وحرصها على المساهمة في دفع عملية التنمية في القارة بأكملها".
وقال الرئيس: "اسمحوا لي في هذه المناسبة، أن ألقي الضوء على جهود الحكومة المصرية وفق الاستراتيجية الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة- رؤية مصر 2030- والتي تمثل رؤية ثاقبة نحو المستقبل، تضع مصر ضمن أفضل 30 اقتصادا عالميا بحلول عام 2030، وترتكز على نهج متكامل لتحقيق الأولويات الوطنية التنموية، وتعظيم الإمكانيات، والتغلب على المعوقات على أساس علمي لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها مصر، والتي ظهر بعضها نتيجة عملية التحول التي تمر بها بعض دول المنطقة، وبعضها الآخر نتيجة التداعيات السلبية لتباطؤ معدلات النمو العالمية".
السيسي: رؤية مصر 2030 ترتكز على تحقيق الأولويات الوطنية التنموية
وأضاف السيسي: "وفقا لهذه المعطيات، طبّقت مصر برنامج جاد للإصلاح الاقتصادي، يرتكز على عدة محاور رئيسية في مجالات السياسات المالية العامة والنقدية والاجتماعية، إضافة إلى تطبيق حزمة من الإصلاحات الهيكلية لمعالجة الاختلالات البينية في السياسات المالية مع تحقيق معدلات نمو أفضل، وفي مقدمتها تبني سياسة توسعية تدفع بحزم مالية تحفيزية لرفع كفاءة إنتاجية الاقتصاد، وضبط الموازنة العامة للدولة، من خلال خفض الإنفاق الحكومي وترشيد الدعم وزيادة التنافسية، وتوفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية، لا سيما في المجالات الواعدة، وعلى رأسها الطاقة المتجددة، والانخراط في العديد من المشروعات القومية العملاقة، وفي مقدمتها تنمية محور قناة السويس، وتشجيع دور القطاع الخاص ودعم المشاركة بين القطاعين الخاص والعام، من أجل توفير الأدوات التمويلية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وربطها بسلاسل القيمة المضافة عالميا".
السيسي: مصر طبّقت برنامج جادا للإصلاح الاقتصادي يرتكز على خفض الإنفاق وترشيد الدعم
وتابع الرئيس: "تعمل مصر على تحقيق العدالة الاجتماعية، ورفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، فضلا عن رفع كفاءة منظومة الحماية الاجتماعية، وتطوير شبكات الأمان الاجتماعي لتستوعب الفئات الفقيرة والضعيفة".
وزاد السيسي: "يواجه العالم في المرحلة الحالية ظاهرتين تؤثران بشكل كبير على التوازن والاستقرار الدوليين، ومن ثم على تحقيق التنمية في العديد من دول العالم، حيث أصبح الإرهاب ظاهرة عالمية لا تحترم الحدود وخطرا يهدد الجميع، وعلينا أن نعمل سويا للتعامل الحازم والشامل مع هذا الخطر الذي يهدد السلم والأمن الدوليين، من خلال تجفيف منابعه، وقطع مصادر تمويله، وإيقاف إمداده بالسلاح والمقاتلين".
وأضاف الرئيس: "الهجرة غير الشرعية التي نتجت عن عدم الاستقرار، بخاصة في منطقتنا، تؤثر بشكل مباشر على المجتمعات كافة، بما يتطلب عملا دوليا أكثر تكاتفا للتعامل مع هذه الظاهرة، ولا شك أن هاتين الظاهرتين تشكلان تحديا كبيرا للدول كافة، سواء في إطار سعيها نحو تحقيق الاستقرار والأمن، أو تحقيق التنمية والرخاء والنمو الاقتصادي المستدام لمواطنيها".
السيسي: على مجموعة العشرين وضع تصور مستقبلي لتعزيز التعاون الدولي
واستطرد السيسي: "أودّ التأكيد على أن التحديات سالفة الذكر، تتطلب من مجموعة العشرين العمل عن كثب، من أجل وضع تصور مستقبلي لتعزيز التعاون الدولي، بما يحقق التوازن المأمول، بين تكلفة التنمية المستدامة والعائد منها، وذلك من خلال اتساق الآليات، وتفادي تضارب سياسات الاقتصاد الكلي، والابتعاد عن النهج الانتقائي في التعامل مع مختلف القضايا الدولية، ومراعاة الخصوصية الوطنية، وفي هذا الصدد، نشيد برؤية الرئاسة الألمانية تجاه إفريقيا، وهو ما تبلور اليوم في المبادرة المقترحة للتعاون مع إفريقيا، والتي نأمل أن ترى النور في المستقبل القريب".