«الخيانة» من أفظع التهم التى يمكن أن توجه لمواطن، خاصة لو كان عسكريا أو سياسيا.. ومع ذلك اتهم الإخوان الشرطة بـ«الخيانة» ثم نظموا عزاء بمسجد رابعة العدوية تحت عنوان «عزاء الخائن الفريق عبدالفتاح السيسى.. وافاه أجله بعد الحكم عليه بالإعدام رمياً بالرصاص بعد اتهامه بالخيانة العظمى».. وبعيداً عن أن الإخوان احتلوا مسجد رابعة واستخدموه فى أعمال أبعد ما تكون عن الدين الإسلامى الحنيف فإن التهمة التى يحاول الإخوان إلصاقها بالجيش خطيرة، لكن هذه عادة تجار الدين حيث يلصقون التهم بكل من يخالفهم حتى يصلوا به إلى الكفر «أعوذ بالله».
والسؤال الذى يطرح نفسه: «مَن الخائن الفريق أول عبدالفتاح السيسى الذى حافظ على البلد من شرور الحرب الأهلية أم رئيسهم د.محمد مرسى الذى وصل بالبلاد إلى حالة يرثى لها من الانقسام والانشقاق والتدهور.. وهل السيسى الذى حافظ على تماسك القوات المسلحة وعمل على رفع كفاءتها وعدم أخونتها هو الخائن أم مرسى الذى باع كل من تحالف معهم من أول حزب النور والثوار ومجموعة فيرمونت وغيرهم ونسى دماء الشهداء وأهلهم وباع الثورة؟».
هل السيسى هو الذى يشعل البلاد بالعنف والإرهاب من أجل أن يحافظ على «مقعده» رغم أنه «زهد» فى منصب رئيس الجمهورية الانتقالى ووافق على طلب «تمرد» بانتقاله لرئيس المحكمة الدستورية بينما رئيسهم مرسى يهدد ويتوعد «الكرسى أو الدم» ويستقوى بأمريكا وإسرائيل والاتحاد الأوروبى ويستعديهم على الجيش والشعب المصرى؟ هل السيسى هو من فتح ملفات الأمن القومى للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين وسرب ادعاءات ضد الجيش المصرى بجريدة الجارديان البريطانية وسمح للإرهابيين بالانتشار فى سيناء والسيطرة عليها بل وحصار المحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامى؟
.. وبالمناسبة كل هذه المظاهر لم تتكرر بعد عزل مرسى حيث تم القبض على أبوإسماعيل دون مقاومة بعد أن كان يهدد الشرطة ويتوعدها كما ذهب بعض أنصار جماعة الإخوان حول المحكمة الدستورية للاعتراض على أداء المستشار عدلى منصور لليمين لكنهم غادروها فوراً دون حصارها بعد أن زالت الرعاية الرئاسية للإرهاب والبلطجة. انفراد «الوطن» منذ أيام حول تفاصيل الحوار بين «مرسى والسيسى» يجيب بوضوح عن «مَن الخائن؟»؛ فالرئيس السابق يهدد بأمريكا وإرهاب جماعته بل ويعاير «السيسى» بأنه الذى عينه وزيراً للدفاع وكأنه اختاره لحمايته وليس لكفاءته، ليؤكد مرسى أنه اختزل الدولة المصرية العريقة فى مقعده وجماعته الإخوانية، وبالتالى كل من يعمل للدولة والشعب سواء من الجيش والشرطة أو غيرهما فهو خائن وكل من يسير فى ركب الجماعة فهو وطنى من درجة عامل.
.. إذا كان الإخوان يتوهمون أن السيسى هو الخائن فهناك أدلة كثيرة على أن قياداتهم هى التى خانت الوطن بل ومبادئ الجماعة، لكن إذا كانوا يرددون الأوهام وهم يعلمون أنهم كاذبون فهذه خيانة من نوع آخر، وليتهم يذكرون أنهم كتبوا فى عزائهم الكاذب أن عقوبة الخائن هى الإعدام رمياً بالرصاص.