الإسكندرية: 3 مصائد لـ«الموت السريع» بلا كشافات أو عاملين.. والحل فى التطوير
مزلقانات الإسكندرية ترعب الأبناء والآباء .. وعبورها ليس اختياراً
3 مزلقانات للسكك الحديدية بالإسكندرية، تحولت إلى «مصيدة» للفتك بالأهالى والمارة فى مناطق «حجر النواتية، عزب المطار، نجع العرب»، إذ تحصد الأرواح بشكل مستمر، مع تجاهل دائم لمطالبات التطوير.
أطفال ونساء وكبار السن وحتى الشباب منهم، الآلاف منهم معرضون للموت فى كل يوم يمرون فيها على المزلقانات مجبرين، دون وجود أدنى حماية، فى الوقت الذى تستمر تلك المزلقانات فى حصد الأرواح، واحداً تلو الآخر، وحصد الأحلام والأمانى، عندما تُعجز شاباً أو تخطف يده أو إحدى سيقانه.
وعلى مدار العامين الماضيين، تكررت مطالبات أهالى نجع العرب وحجر النواتية وعزب المطار، بشكل شبه يومى، بتطوير المزلقانات أو وضع كبارى، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح التى تذهب ضحية إهمال تلك المزلقانات.
حوادث يومية تحصد الأرواح ومطالبات التطوير بلا جدوى.. والأهالى: المسئولون فى تجاهل وغفلة ولا يبحث عنا أحد
ففى منطقة «نجع العرب» التى شهدت خلال العام الماضى وفاة شخص أو أكثر فى كل شهر، بحسب أهالى المنطقة، ورصدت «الوطن»، خلال زيارتها إلى المزلقان «شريط سكة حديد» مطلاً على المنازل بطول ما يزيد على 3 كيلومترات، مليئاً بالعديد من الفتحات غير الشرعية، نظراً لعدم وجود فتحات شرعية لمرور المواطنين، الأمر الذى يؤدى إلى حصد الأرواح بشكل فورى. وبالرغم من إنشاء كوبرى بالمنطقة فوق المزلقان إلا أنه لا يخدم كل المنطقة، بالإضافة إلى أنه يمثل صعوبة كبيرة بالنسبة لكبار السن.
وقال فوزى عبدالغفور، أحد أهالى منطقة نجع العرب المتضرر من المزلقان، إنه «لا يكاد يمر شهر إلا ويتوفى شخص على الأقل، والمسئولون فى تجاهل وغفلة ولا يبحث عنا أحد».
وأضاف «عبدالغفور»: «لسه من كام يوم شاب فى العشرينات راجع لبيته بعد يوم تعب وشغل، ليقطع القطار آماله وأحلامه، بعد أن صدمه فجأة، دون أن يوجد مساءلة لأحد»، وقال محمد خضر، أحد أهالى المنطقة، وابن عم شاب توفى فى حادث قطار سابق، إن المشكلة عدم وجود حواجز للغلق أو إنارة أو جرس إنذار بالمزلقان، كما أنه لا يمكن سد الفتحات، لأن هناك بعض كبار السن من الأهالى، سيجدون مشقة للذهاب والمرور من المزلقان بالمقارنة بالفتحات التى تقع مقابل أماكن سكنهم.
وقال محمد الكورانى، عضو لجنة النقل بمجلس النواب، إنه تقدم من قبل بطلب إحاطة لإنشاء كوبرى بالمنطقة، وبإجراء مجموعة من التطويرات للمزلقان، حتى يتم تفادى الحوادث.
وأضاف «الكورانى»، فى تصريحات صحفية له، أن المزلقان بالفعل يشهد أزمة نتيجة وجود حالات وفاة نتيجة مرور القطارات دون مزلقانات، لافتاً إلى أنه سيتم إنهاء تلك المشكلة فى القريب العاجل، من خلال تطوير المزلقان.
بينما تواصل منطقة «حجر النواتية» أزمتها نتيجة عدم وجود مزلقان يربط بين المنطقة، والجانب الآخر لها، مما يضطر جميع الأهالى كبيراً وصغيراً للمرور من أعلى القضبان العارية، ويعد مزلقانها أحد أهم المزلقانات التى تمثل خطورة كبيرة على حياة المواطنين، نظراً لمرور جميع قطارات الركاب المتوجهة من وإلى الإسكندرية، وبالرغم من كونه لا يطل على عدد كبير من المنازل إلى أن الفتحة الوحيدة التى يمر منها الأهالى لا يوجد بها إنارة ولا شادوف ولا أى نوع من أنواع التحذيرات، كما أنها غير ممهدة لمرور الأهالى. وقال أشرف السيد، أحد أهالى منطقة حجر النواتية، وعضو مبادرة العاصمة، إن القطارات تحصد أرواحاً ذهاباً وإياباً، مشيراً إلى أنه مهما حصد القطار من الأرواح لا يقف، بينما يكتفى الأهالى بجمع الأشلاء من على القضبان.
وأضاف السيد أنهم «ناشدوا من قبل وما زالت الأرواح تحصد»، لافتاً إلا أن الحكومة لا يكفيها العشرات من الأفراد يذهبون سنوياً ضحايا لحوادث القطار وإهمال المزلقانات.
وقال اللواء وحيد المتولى، رئيس حى شرق الإسكندرية، إن الحى وصله العشرات من الطلبات لإنشاء كوبرى مشاة أو نفق لمرور الأهالى، لافتاً إلى أنه يتم دراسة الموضوع بشكل جيد لتنفيذه، خاصة بعد وجود عدد كبير من حالات الوفاة جراء مرورهم من أعلى القضبان.
فيما لا يختلف الوضع كثيراً فى مزلقان حجر النواتية، عن مزلقان عزب المطار شرق الإسكندرية، اللذين يجمع بينهما حصد الأرواح، وإهمال المزلقانات.
ورصدت «الوطن» وجود مزلقان بطول 7 كيلومترات، على جانبه من اليمين واليسار منازل، يضطر القاطنون فيها للمرور بشكل دائم أعلى المزلقان، دون وجود جرس إنذار واحد، بينما تكمن الخطورة فى الأطفال الذين يمرون يومياً للذهاب إلى مدارسهم، أو حتى الخروج من منازلهم، وكغيره من المزلقانات تسبب فى حصد العشرات من الأرواح، وسرق المئات من الأحلام، إذ جعل البعض من الأهالى عاجزين بعد أن اصطدم بهم قطار.
وقال أسامة محمد، أحد أهالى منطقة المطار والمصاب جراء اصطدامه بالقطار: «القطار سرق أحلامى وأحلام ناس كتير فى المنطقة، فى ثانية حلمى راح بمجرد مرور القطار، والنتيجة قاعد عاجز فى المنزل، ولا حتى أحلم بتعويض عما حدث لى».
وقال مصدر بهيئة السكة الحديد بالإسكندرية، إن الهيئة تدرس وضع أسوار لتغطية المزلقان، وإنشاء مزلقان أو اثنين لمرور الأهالى، لافتاً إلى أنه يتم التواصل مع حى شرق الإسكندرية حتى يتم إنشاء هذا السور.