«محمد» كفيف هزم السرطان.. وواظب على التعليم
«محمد»
بعد عودته من الكتاب منذ 4 أعوام، أخبر «محمد» أمه بأن رؤيته «مشوشة»، ومع تكرار الشكوى توجه به الأب إلى العديد من الأطباء، نفوا إصابة ابنه بأى مرض، إلا أن طبيباً أوصاه بإجراء فحوصات كشفت عن إصابته بورم سرطانى كان له أثر فى ضعف بصره حتى فقده تماماً، إلا أن «محمد وائل» خاض معركة قوية فى مواجهة المرض اللعين حتى استطاع التغلب عليه، ليصبح إحدى حالات الشفاء فى مستشفى 57357.
والده: «شاطر فى دراسته».. وأمه: «عندنا أمل يرجع يشوف»
الصغير طيلة هذه المدة لم يفقد شغفه بالتعليم يوماً، كان مميزاً فى الكتاب بقريته سملاى بمركز أشمون محافظة المنوفية، ثم أصبح مميزاً فى المدرسة الابتدائية التى التحق بها، أكد حرصه على المواظبة على التعليم أثناء مرضه، «شاطر جداً فى دراسته قبل وبعد مرضه، ولما تعب قلت خلاص كده كل حاجة اتهدت بالسرطان» لكن السرطان لم يكن السبب الوحيد فى يأس الأب، فقد ذهب بصر الطفل كلياً بعد ضمور فى العصب البصرى: «هنا بقى فقدت الأمل، لولا أمه ووقوفها جنبه ولولا حبه للمذاكرة، كان زمانه قاعد فى البيت، لا علم ولا علام».
لم يجد والده مدرسة مخصصة للمكفوفين بالقرب من قريته، فقرر إلحاقه بمدرسة أزهرية، وفى الصباح تتوجه معه الأم إلى المدرسة ومن ثم تعيده، وتذاكر معه دروسه عن طريق السماع، «أنا شغال فى شركة مراتب فى العبور، وأمه هيا اللى بتخلى بالها منه، والحمد لله بقى نموذج للقرية كلها وكلهم بيستشهدوا بيه، ودلوقتى هيروح سنة تالتة ابتدائى وبقى عنده 9 سنين» يحكى الأب الأربعينى، الذى رزق بطفلين آخرين فى الخامسة والثالثة من عمرهما.
استطاع «محمد» التغلب على السرطان، لكنه بقى كفيفاً، إلا أن ذلك لم يمنعه عن استمرار تفوقه، تقول أمه «فاتن»: «عندنا أمل يرجع يشوف، الدكاترة بيقولولنا الموضوع صعب ومكلف، بس مفيش حاجة بعيدة عن ربنا»، موضحة أن مستشفى علاج سرطان الأطفال قام بمجهود كبير، حتى أتم ابنها شفاءه من مرضه الأول، ويتمنون حالياً استعادة البصر.