وهو دليل قوامه أربعة مبادئ استرشادية، أقترح على المدافعات والمدافعين عن الديمقراطية الالتزام بها والعمل فى إطارها وهم يتعرضون لهجمة فاشية شرسة. اقترحها دون ادعاء منى بقدرتى على الالتزام الكامل بالمبادئ هذه ولا بيسر العمل فى إطارها، وبالمبادئ الأربعة هذه أختتم سلسلة مقالات الأيام الماضية التى نبهت بها مراراً لخطر الهجمة الفاشية الراهنة وطالبت بضرورة مواجهتها.
١- لندافع عن حقوق الإنسان والحريات وسيادة القانون والعدالة والشفافية دون الوقوع فى شرك الصمت عن انتهاكات الحقوق والحريات التى تطال اليوم اليمين الدينى بعد إقصائه عن الحكم. كما طالبنا مراراً بتحقيقات عادلة وناجزة فى «البالون وماسبيرو ومحمد محمود ١ وبورسعيد ومجلس الوزراء ومحمد محمود ٢ والاتحادية وغيرها»، لا يمكن أن نصمت اليوم عن أحداث الحرس الجمهورى ولا عن مطالبة لجنة التحقيق القضائى التى شكلها المستشار عدلى منصور بإخبار الرأى العام بالحقائق وبمحاسبة المسئولين عن سقوط الضحايا والمصابين. وكما رفضنا دوماً الإجراءات الاستثنائية وتحركت منظمات المجتمع المدنى للدفاع عن المحتجزين دون سند قانونى، علينا اليوم مواصلة ذات العمل لجهة المحتجزين من قيادات وأعضاء اليمين الدينى.
٢- لنؤكد على التزامنا المبادئ الديمقراطية بتبنى المصالحة الوطنية فى إطار اعتراف الكل بالكل ودمج اليمين الدينى والقوى الليبرالية والقومية واليسار، شريطة التزام الجميع بالحقوق والحريات وسلمية العمل العام والسياسى ووقف كل أشكال التحريض على العنف وممارسته والمحاسبة القانونية الناجزة لكل المحرضين والمتورطين بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية.
٣- لنواجه بجرأة ودون خوف الفاشية التى تسيطر اليوم على المساحة العامة وتعرض على المصريات والمصريين مقولات تحريض وتكفير وعنف من قبل متطرفى اليمين الدينى، ومقولات إقصاء وتخوين وتجريم تأتى من قوى نظام ما قبل ثورة يناير المجيدة والمتحالفة اليوم مع قوى يدفعها رفضها لليمين الدينى للتخلى عن المبادئ الديمقراطية والصمت عن الدفاع عن الحقوق والحريات. لنتماسك جماعياً فى مواجهة الفاشيين، فى مواجهة دعاة التكفير والاستبداد باسم الدين وفى مواجهة «أمنجية» نظام ما قبل ثورة يناير الذين يغزون المساحة العامة مدعومين من جهات رسمية ومن أصحاب أعمال لم يكفوا عن محاولة السيطرة على مصر عبر المال السياسى والحزبى والانتخابى. لنتماسك جميعاً ونمتنع عن المعارك الجانبية ونرفض التراجع إزاء ما سيحاوله الفاشيون لإسكات أصواتنا بالتشكيك زيفاً فى وطنيتنا ونحن ندافع عن الديمقراطية والمصالحة الوطنية، وبالتشويه العلنى عبر ترويج الأكاذيب والشائعات وإنتاج المقولات الشوفينية المتهافتة لتصفيتنا.
٤- لنتحصن بالعمل الجماعى والتنسيق المستمر لمواجهة هجمة الفاشيين وبهدف إعادة توطين قضايا الديمقراطية والحقوق والحريات والدولة المدنية (مضاد الدولة العسكرية والدولة الدينية) فى المساحة العامة التى تجرفها اليوم مقولات الإقصاء والشوفينية. لنبدأ فى التفكير الجماعى فى آليات المصالحة الوطنية وحماية السلم الأهلى والعدالة الانتقالية والدستور وتفاصيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية وإدارة العلاقات المدنية العسكرية.
رمضان كريم!