«الطاقة الذرية»: توقيع عقد «الضبعة» هذا العام
الحكومة تعمل على قدم وساق للبدء فى محطة «الضبعة» النووية
كشف الدكتور عاطف عبدالحميد، رئيس هيئة الطاقة الذرية، أنه لن يمر العام الجارى قبل توقيع عقود أول محطة نووية لتوليد الطاقة بـ«الضبعة» فى محافظة مرسى مطروح، لافتاً إلى أن مصر تمتلك الخبرات والكوادر البشرية التى تؤهلها لتشغيل المفاعلات النووية منذ إنشاء المفاعل البحثى الأول بمنطقة «أنشاص» فى الستينات، ويعى العاملون متطلبات ثقافة الأمان بها.
وأضاف «عاطف»، فى تصريحات لـ«الوطن»، على هامش فعاليات المؤتمر الدولى التاسع للشركة الروسية للمحطات النووية «روزاتوم» المنعقد فى موسكو، بأن أولى الخطوات التى تأتى عقب التوقيع على العقود إصدار هيئة الرقابة النووية لإذن قبول وتشغيل المحطة، ويستغرق ذلك عاماً ونصف العام لإصدار هذه التصاريح بعد استيفاء الدراسات والأوراق اللازمة.
ويعمد الوفد المصرى المشارك بالمؤتمر إلى التعرف على التكنولوجيات النووية الأحدث لعشرات من الشركات العالمية المتخصصة بالطاقة النووية، ليس فقط فى روسيا بل فى كوريا، وفرنسا والصين، بخاصة فيما يتعلق بتطوير مفاعلات الأبحاث وإنتاج النظائر المشعة بها، ويتوجه الوفد اليوم إلى مركز الأبحاث الروسية للطاقة النووية «دوبنا» لزيارة مفاعلات الأبحاث، وحضور مناقشات مع خبراء دوليين لتبادل الخبرة والتعرف على الأبحاث الدولية الجديدة فى مجال المشروعات النووية التى تخدم المجتمع.
ولفت رئيس هيئة الطاقة الذرية إلى أن مصر لديها معظم المتطلبات الدولية اللازمة لتشغيل المفاعلات، والبنية التحتية المؤهلة لذلك مع التزامها بالمعاهدات الدولية والوطنية، أبرزها نظام المحاسبة للمواد النووية، بالتوازى مع التحديث المصرى الأخير للتشريعات النووية.
وقال الدكتور أسامة أسامة عبدالغفار، نائب رئيس هيئة الرقابة النووية، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن تقارير تحليل الأمان البيئى لموقع إنشاء أول محطة نووية انتهت من قبل جهاز شئون البيئة، وهى ضمن التقارير المهمة التى ترسلها هيئة المحطات النووية إلى الرقابة النووية للحصول على إذن موقع الضبعة، الذى يعد بمثابة موافقة رسمية على قبول الموقع وصلاحيته لإنشاء المحطات النووية، ومن المتوقع أن يصدر هذا الإذن عقب توقيع العقود مع الجانب الروسى.
وأوضح نائب رئيس هيئة الرقابة النووية أن الرقابة هيئة مستقلة تابعة لمجلس الوزراء، وتهتم بضمان حماية البيئة المحيطة بالمحطة النووية، وسلامة المنشآت النووية والعاملين بها وفقاً للقواعد واللوائح المنظمة لذلك، وتدخل الهيئة فى تفاهمات مع جهاز الرقابة الروسى وتضع لوائحها وفقاً للنظام الرقابى المصرى، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومتطلبات الرقابة فى البلد المشغل للمفاعل، والمتوقع أن تكون روسيا، لافتاً إلى استقلالية الجهاز الرقابى الذى يعمل على مسافة واحدة من جميع الأطراف المشاركة بالمشروع النووى، مضيفاً أنه يمتد دورها طوال مراحل المشروع النووى سواء قبل أو بعد التوقيع، وحتى تكهين المشروع أى عقب انتهاء العمر الافتراضى له بعد 60 عاماً.
وقال سيرجى كيريينكو، نائب رئيس روسيا لشئون الطاقة النووية، إن مصر وتركيا ومعظم البلاد الأفريقية بدأت فى الانطلاق نحو الطاقة النووية، لافتاً إلى أن روسيا تهتم دوماً بسلامة المفاعلات النووية، التى تعد من الإنجازات الروسية فى هذا المجال، خاصة أن معظم الدول العالم باتت تستخدم التكنولوجيا الروسية.
وأضاف «سيرجى»، فى كلمته بالجلسة الرئيسية بمؤتمر «روزاتوم»، أن امتلاك الطاقة النووية ليس فقط لإنتاج الكهرباء، بل تقود أصحابها لتكون لديهم الريادة فى العلم والأبحاث، ونأمل أن يتحول المؤتمر السنوى الروسى للطاقة النووية «أتوم إكسبو» المنصة التى يتبادل عليها الأفكار فى مجال الطاقة النووية.