ورشة تنجيد بروح السبعينات: اليدوى يكسب
حسن
ورشة بشارع سيدى سعد الله بالدرب الأحمر مساحتها لا تسمح بوقوف شخصين فيها، الفوضى تسيطر على جميع أركانها، كراسى مرصوصة بشكل عشوائى، «كارينا» ملقاة فى كل مكان، وكأن صاحبها محسن حسن لم يرتبها منذ أن كانت مخزناً، قبل أن تتحول إلى ورشة تنجيد.
يجلس «محسن» على كرسى من صنع يدَيه بالساعات، يعمل على الانتهاء من تجهيز كرسى آخر على صوت القرآن الكريم الذى يصدح من الراديو الموجود خلفه، لا يكف عن العمل لإنتاج مزيد من الكراسى «صالونات، أنتريهات، سفرة وأنتيكات».
يبلغ «محسن» من العمر 65 عاماً، ولكن يبدو أصغر من سنه: «عشان بشتغل على إيدى من 40 سنة بالشاكوش والمقص، وما رضيتش أجيب المسدس الهواء والدبابيس، ولحد دلوقتى بشتغل بإيدى مش مسدس، الشغل اليدوى أحسن وبيحركنى، والشغل بيصغر الإنسان مش بيكبره».
وهو جالس فى مكان أجداده الذى كان مخزنهم، يتذكر حصوله على دبلوم الصنايع، وعمله كموظف فى إحدى الشركات، ولكن المهنة الأحب إلى قلبه هى التنجيد: «عشان بشتغل بمزاج، ليا زباين بتجيلى من كل مكان عشان شغلى صح، ومتمسك بكل ما هو قديم زى الكارينا وعمرى ما غيّرت للسفنج».
يرى الرجل الستينى أن التنجيد فن وذوق: «عشان أنا محافظ على الشغلانة، بيجيلى زباين من كل مكان، المهندسين، الهرم، مدينة نصر وغيرها، والسر نضافة شغلى». أما عن ذوق الناس فاختلف كثيراً بحسب «محسن»: «بيبقوا عايزين المنظر والشكل، زمان الناس كانت بتدور على الحاجة العملية، دلوقتى عايزين المنظر والشكل بس».