صمتُ كثيرا واليوم حان وقت الخروج عن صمتي، كل الحيوانات تمرح مع رفقائها وأنا هنا وحدي، "دنياصور وحيد"، فلا أحد لي سواكم، مضطر أن أجد شيئا يأنس وحدتي، وبناء عليه سأروي لكم مغامراتي أنا الوحيد على كوكب الأرض.
يقولون لي إني الدنياصور الأخير وهم خائفون على مشاعري، فأقول: "لا بأس"، يقولون ليس لك أحد يعينك على وحشة الحياة، فأقول: "لا باااااا مش للدرجة يعني، أكيد في دنياصورة بائسة زي يعني مخلصوش خلاص".
على كل لن أطيل عليكم بثرثرات العامة، فأنتم تعلمون مدى انشغال الديناصورات أمثالي، فهناك الكثير من الأمور تشغلني، "في سلالة بتضيع هنا عايزين نلحقها".
اليوم هو عيد، الأسر تتجمع والحبايب يتقابلون كلهم يشبهون بعضهم، كل جماعة تتخذ من بعضها "شلة" تأنسهم، لا شبيه لدي هنا، ربما أشبه الطيور قليلا، لكن حتى الطيور البرية باتت رقيقة عما عهد أسلافي.
لهذا قررت أن أفعل شيئا مهما، مؤثرا، قويا، فسألت صديقي التمساح: ترى ماذا أفعل لأكون دنياصورا صالحا، فقال لي وفي عينه دموع التماسيح: أنت صالح لا تفعل شيئا "ارحم البشرية واتهد"، فألحيت عليه: أريد أن أفعل شيئا أي شيء، فقال لي: اسد للبشرية خدمة ولا تتحرك، خطواتك الضخمة تزعجهم، هم يريدون النوم يا صديقي دعهم في نومهم تكون هانئا مثلهم، وجرت على جلده الغليظ دموع التماسيح.
أجابته: أنا غلطان إني بلجأ لحيوان زاحف فاتح بقه للطيور زيك كدا، فرد: "طب ابعد عن البحيرة بقى، عشان عايز أكون هانئ وأنام".
إذن الحل في البحث عن دنياصور مثلي يتفهم احتياجاتي، ومن المؤكد أن هناك دنياصورة في الجزر المقابلة، لا يبقى سوى وسيلة النقل، سيرفضون كعادتهم نقلي لكني سأصر حتى ولو تطلب الأمر أن "أمشي على الماء"، طب والله فكرة، بس هحتاج ريجيم عشان ماغطسش ويبقى عيب في حقي كآخر دنياصور في الدنيا أن أموت غرقان يعني.
سأسأل الثعلب، تاجر لف البر والبحر وله في كل جزيرة أعمال، سآخذ منه موعدا لإعانتي على السفر.