«القلينى»: الدراما صوّرت الصحفية «مبتذلة».. والمضيفة «صائدة للرجال».. وسيدة الأعمال «متآمرة»
الدكتورة سوزان القلينى
قالت الدكتورة سوزان القلينى، عميدة كلية الآداب بجامعة عين شمس ورئيس اللجنة الإعلامية بالمجلس القومى للمرأة ورئيس لجنة الرصد بالمجلس الأعلى للإعلام، إن صورة المرأة فى دراما رمضان هذا العام جاءت سلبية، وإن كانت أفضل من العام الماضى، إلا أن أغلب المسلسلات استخدمت ألفاظاً نابية، وأعطت صورة سيئة لعدد من المهن منها المضيفة التى وصمتها بصائدة الرجال، والصحفية المبتذلة، وسيدة الأعمال التى تعيش على نظرية المؤامرة.
رئيس لجنة الإعلام بـ«القومى للمرأة»: المسئولية الاجتماعية لا تتنافى مع حرية الرأى والإبداع
وأضافت فى حوار لـ«الوطن»، إن اللجنة الإعلامية بالمجلس القومى للمرأة تعكف الآن على إعداد كود أخلاقى ملزم لتناول صورة المرأة فى الإعلام، ومن يخرج عنه يعرض نفسه للعقوبة التى قد تصل إلى 200 ألف جنيه لاستخدام الألفاظ النابية، مشددة على أن المجلس الأعلى للإعلام لا يهدف إلى تضيق الخناق على الإبداع أو تكميم الأفواه.. وإلى نص الحوار.
■ ما تقييمك لصورة المرأة المصرية فى دراما رمضان هذا العام؟
- من خلال التقرير الأولى الذى رصدته اللجنة الإعلامية للمجلس القومى للمرأة فى 30 مسلسلاً فى هذا العام يمكن القول إن صورة المرأة فى دراما رمضان ما زالت سلبية، حيث تم رصد بعدد تكرارات (478) بواقع (55.58%) للكثير من المشاهد فى المسلسلات لتظهر بصور سلبية متعددة، وتمثلت فى انتشار المشاهد المليئة بالمخدرات والألفاظ الخارجة والملابس الكاشفة وتشويه سمعة المرأة فى الأحياء الشعبية واعتماد بعض المسلسلات على الإيحاءات الجنسية التى تنتهك خصوصية المرأة وتتعمد إحراجها مثل مسلسل «الحرباية» ومشهد ضابط الشرطة وهو يهدد دينا وهيفاء وهبى، وكذلك مسلسل «ريَّح المدام» الذى لا تخلو حلقاته من الإيحاءات والألفاظ غير اللائقة.
■ بالمقارنة بالعام السابق أيهما أفضل فى صورة المرأة 2016 أم 2017؟
- فى 2017 قد تكون تحسنت الصورة بشكل أكبر من 2016 إلا أن هذا العام انتشرت فى أغلب المسلسلات الألفاظ النابية والشتيمة بالأم غير المقبولة لا شكلاً ولا مضموناً، كما أن عدداً من المسلسلات هذا العام صورت نماذج المرأة المصرية، فعلى سبيل المثال صورت المضيفة بالسيئة السمعة «صائدة الرجال»، ولم تسلم مهنة الإعلام حيث ظهرت الإعلامية التى تلجأ إلى الابتزاز وتستغل أنوثتها، وكذلك الممرضة، وأظهروا نمط سيدات الأعمال اللاتى يعشن على نظرية المؤامرة والتحايل على القانون والوصولية، وتقديم صورة المرأة التى تحمل الكثير من الحقد والكراهية، الأمر وصل فى إحدى حلقات مسلسل ما أن صاحب التوكتوك ضرب سيدة علقة ساخنة فى الشارع.
■ هل تلقى المجلس الأعلى للإعلام شكاوى بشأن صورة المرأة؟
- هناك أكثر من شكوى تقدم بها أفراد ونقابات للنائب العام والمجلس الأعلى للإعلام للتحقيق فى الصورة السلبية للمرأة فى بعض المسلسلات، من بينها نقابة الطيارين فى مصر وعدد من العاملات بمهنة «مضيفة الطيران»، مؤكدين أن العمل يتسم بالجهل الواضح فيما يتعلق بأصول وقواعد عمل المضيفة، وتقدمت لجنة آداب المهنة بنقابة التمريض ببلاغ إلى النائب العام لرصد العديد من المشاهد الدرامية التى تسىء إلى الممرضات، علاوة على الأخطاء القانونية المغلوطة التى تناولها أحد المسلسلات فيما يخص قضية الحضانة فى قانون الأحوال الشخصية، وللأسف أن نسبة كبيرة من الناس مصدر معلوماتها الدراما التليفزيونية، كما أنها ترسخ صورة سلبية لأصحاب هذه المهن.
كود أخلاقى ملزم لجميع القنوات.. وغرامة 200 ألف جنيه لاستخدام لفظ خادش للحياء
■ فى رأيك ما السبب وراء انتشار هذه الصور السلبية؟
- السبب الرئيسى عدم اللجوء للمختصين أو عمل معايشة كاملة لكل شخصية، علاوة على عدم وجود لجان المراقبة والمشاهدة فى كل قناة، وعدم وجود الوقت الكافى للمراجعة، فالحلقة تصور وتذاع بعدها بأقل من يوم.
■ هل غابت النماذج الإيجابية عن دراما 2017؟
- هناك نماذج إيجابية جاءت بنسبة (44.41%) مثل شخصية هند صبرى فى مسلسل «حلاوة الدنيا» التى تتصدى للسرطان ومساندة الأسرة النسائية بكاملها بدءاً من الجدة وحتى الصديقة، وتحاول تهيئة الجو الصحى لها، وشخصية نيللى كريم فى مسلسل «لأعلى سعر» رغم خيانة زوجها وأصدقائها المقربين وعائلتها إلى أنها تواجه كل ذلك ولا تنهار على الرغم من بعض التصرفات السلبية التى يمكن وصفها بحالات التخبط التى لا بد أن يمر بها أى شخص يتعرض لهذه الخيانة على سبيل المثال.
■ ماذا بعد تقديم تقرير رصد صورة المرأة فى الدراما الرمضانية؟
- اللجنة الإعلامية للمجلس القومى للمرأة تقدم تقرير الرصد للمجلس الأعلى للإعلام مع كود أخلاقى تعكف على الانتهاء منه لصورة المرأة فى الإعلام.
■ هل سيكون الكود الأخلاقى ملزماً لوسائل الإعلام؟
- نعم.. ومن لم يتبع الكود يتعرض للمساءلة القانونية من قبل المجلس الأعلى للإعلام.
■ هل قام المجلس الأعلى للإعلام بتحديد عقوبات لمن لم يلتزم بالكود الأخلاقى؟
- نعم.. هناك اقتراح بأن يكون هناك غرامة لذكر الألفاظ النابية التى تخرج عن قيم المجتمع بـ200 ألف جنيه غرامة من القناة التى تذيع أو تنشر كل مرة لفظاً خارجاً، والمجلس الأعلى للإعلام فى سبيله لوضع آلية لتنفيذ الدفع. فالهدف وضع الضوابط التنظيمية للمشهد الإعلامى الذى يتسم بالعشوائية الشديدة، وهذه العقوبات طبقاً للسلطة المخولة للمجلس الأعلى للإعلام.
■ البعض يرى أن الرقابة على مضمون الدراما يضيّق من حرية الإبداع؟
- نحن لا نريد أن نكمم الأفواه أو فرض الرقابة أو منع الإبداع، فالمسئولية الاجتماعية لا تتنافى مع حرية الرأى والإبداع، فالألفاظ موجودة منذ قديم الأزل، ولكن لم نسمعها يوماً فى مسلسل «ليالى الحلمية» أو «ضمير أبلة حكمت»، وكانت أيضاً تعكس الواقع الذى نعيش فيه، فحينما قالت فاتن حمامة لفظاً خارجاً فى «الخيط الرفيع» انقلبت الدنيا رأساً على عقب، وهناك فرق بين النقد والهدم، وأخلاقيات المجتمع مهلهلة، ولا تحتاج المزيد من السوء.