القدرات الدفاعية المتطورة لـ«الأعداء المحتملين» توقف فاعلية «هجوم واشنطن»
تعزيز القدرات الدفاعية لأمريكا لحماية مصالحها
قالت الدراسة إن أمريكا تمكنت من استخدام قواتها العسكرية لحماية مصالحها الدولية، وفرض رغباتها، والقضاء على خصومها منذ أصبحت «القوة العظمى الوحيدة»، ونجحت فى تحقيق انتصارات حاسمة بخسائر بسيطة، إلا أن الأمريكيين أصبحوا متحفظين على الحرب فى سبيل حل مشاكلها فى الخارج.
وأضافت الدراسة أن تطوير القدرات العسكرية الدفاعية لـ«الأعداء المحتملين» بدأت تفتت فعالية القدرة الهجومية الأمريكية، بالرغم من التفوق العسكرى الأمريكى، موضحة أن تلك الظروف تبرر لفحص أشكال القوة غير العسكرية، ووسائل الحنكة السياسية لأمريكا لـ«الإرغام»، وإجبار الدول غير الصديقة على الامتثال لـ«الرغبات الأمريكية»، موضحةً أن الأعداء المحتملين لأمريكا هم الصين، وروسيا، وإيران.
ولفتت الدراسة إلى أن «واشنطن» استخدمت «القوة» لتغيير الأنظمة، والتدخل فى الصراعات الداخلية، وتدمير قدرة الدول التى تهدد مصالحها، وحلفاءها، والأمن الدولى على شن الحروب.
استخدام «وسائل غير عسكرية» يؤدى لـ«لىّ الذراع».. والنتائج المترتبة عليه النصر دون اللجوء لـ«العنف»
وأشارت إلى أن أمريكا تملك الوسائل الكافية لتدمير «القوى المعادية» قبل أن تتمكن من تدمير قوتها، ولكن الأمر يتطلب تنفيذ هجمات كثيفة فى عمق أراضى العدو، ما يرفع خطر التصعيد، وهو ما ينطبق على الصين، وروسيا، لامتلاكهما أسلحة نووية.
ولمحت الدراسة إلى أن تطور القدرات الدفاعية وامتدادها، يوفر للأعداء درعاً تزيد من قدرته، ورغبته فى «العدوان»، مشيراً لإمكانية اعتداء الصين على تايوان، أو حلفاء أمريكا الآسيويين، أو اعتداء روسيا على دول سوفيتية سابقة، أو اعتداء إيران على جيرانها العرب، مما يعنى أن مناطق حرجة قد تقع تحت سطوة «قوى مهيمنة معادية».
وتابعت: «بعد أن أمضت الولايات المتحدة من الـ15 إلى 25 عاماً السابقة فى الحروب؛ فإنها تواجه ضغطاً لتقليص الاعتماد على القوة فى سبيل حماية مصالحها، والنهوض بمسئولياتها، والتصدى للتهديدات، والمحافظة على النظام، كما تواجه ضغطاً باتجاه تخفيف العبء من الحاجة للدفاع للوفاء بحاجات محلية ملحة».
ولفتت إلى وجود إمكانيات لدى الولايات المتحدة لتحقيق مصالحها بدلاً من «القوة العسكرية» مثل التهديد باستخدام القوة، أو تنظيم «عزل دولى» أو إلحاق الأذى الاقتصاى، أو دعم المعارضة المحلية، والتأثير على وسائل الإعلام، وتشكيل التصورات، و«لىّ الذراع بالوسائل الدبلوماسية»، والتفاوض.
وأشارت الدراسة إلى أن «القوة الصلبة» هى استخدام قوة عسكرية لإجبار الأنظمة المعادية على تغيير طرقها، أو لتغيير هذه الأنظمة، وأن النجاح فى استخدامها يجعلك تسيطر على العدو، فيما أن «القوة الناعمة» تعتمد على التأثير، والمؤسسات، والمساعدة الاقتصادية، والترويج للديمقراطية، والتبادل الثقافى، ونشر الأفكار، وهى أمور تشجع المجتمعات الأخرى على أن تصبح أكثر شبهاً بـ«أمريكا» أو تصبح على الأقل محبة لها بدرجة أكبر.
وشددت على أن «القوة على الإرغام» يمكن أن تغنى عن استعمال القوة إذا توفرت الظروف المناسبة، مستطردة: «وهى على أقل تقدير جديرة بأن تجرب قبل اتخاذ القرار باستخدام القوة». وعن تلك القوة، قالت الدراسة إنها تتضمن العقوبات الاقتصادية، والإجراءات السياسية العقابية، والعمليات الإلكترونية، والعمليات الاستخباراتية السرية، والمساعدة العسكرية، والحملات الدعائية، والتضييق على التجارة أو التحكم بها، والحظر على البضائع والأشخاص، ودعم المعارضة السياسية.
وتابعت: «هذه الأدوات قادرة على لىّ السياسات، وكسر الإرادات، أو إرخاء قبضة الدول المعنية على زمام السلطة»، موضحة أن الدول تملك حرية الاختيار، والنتيجة ليست مضمونة، ولكن النجاح يعتمد على براعة من يقوم بعملية الإرغام، ومدى ضعف المستهدف.
ولفتت إلى أن القدرات الاستخباراتية الأمريكية تؤثر على عملية صنع القرار لدى الأصدقاء والأعداء على السواء، كما أن قدرات القوات البحرية الأمريكية تجعلها «شرطى التجارة العالمية»، فضلاً عن بيع الولايات المتحدة لثلاثة أرباع السلاح فى العالم.
وواصلت: «تستطيع القدرة على الإرغام أن تقدم النتائج المترتبة على النصر دون اللجوء للعنف، ولكنها تستطيع أن تفعل ما هو أبعد من الإرغام، وعلى سبيل المثال الإطاحة بنظام حكم محارب، بدلاً من الاكتفاء بالضغط عليه ليصبح أكثر اعتدالاً».