دراسة: مناهج الإخوان تستهدف «تنميط» أعضائها بـ«الإكراه» أو «العبودية الطوعية»
قالت دراسة أجراها الدكتور عمار على حسن، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، حول طبيعة المناهج التربوية لتنظيم الإخوان، إن هناك أدلة دامغة على قيام الجماعة بـ«تنميط» أعضائها، بما يجعلهم وكأنهم فى نظرتهم إلى الذات والمجتمع شخصا واحدا مكررا مئات الآلاف.
وتوصلت الدراسة إلى أن ذلك «التنميط» تم عبر مناهج تعليمية داخلية مناسبة لمستويات «محب ومؤيد ومنتسب وعامل» ولمختلف الأعمار، يتم تدريسها بانتظام، وهى قابلة للحذف والإضافة وفق الظروف.
يوضح «حسن» فى دراسته أن المناهج تتدرج حسب موقع الفرد داخل الجماعة، فالنقباء يتلقون دورات خاصة حتى يتمكنوا من الوعظ فى أفراد «الخلية» وإرشادهم، وما يعطى لــ«إخوان الصف» -وهم الأعضاء العاملون- يختلف عما يعطى لــ«الربط العام»، وهم المتعاطفون مع الجماعة، و«الربط الخاص» وهم من على وشك الانضمام إليها، وهذا كله يعطى هؤلاء قدرة ما على مخاطبة «الانتشار» وهو الفضاء الاجتماعى الأوسع الذى تستهدف الجماعة التجنيد منه أو كسب تعاطفه أو تحييده على قدر المستطاع.
وتشير الدراسة إلى أن هذا النمط الاجتماعى والإدارى كان من العوامل المهمة التى ساعدت على استمرار «تنظيم الإخوان» متماسكا وقللت من قدرة منافسيه أو أجهزة الأمن على اختراقه، لكنه فى الوقت نفسه يحمل بذور تصدع التنظيم وضعفه، لأنه يقوم على أمرين متناقضين هما «العبودية الطوعية» و«الإكراه المادى والمعنوى»، فهناك من يعبد «التنظيم» أو يطيعه بشكل أعمى، وهناك من ملأ قلبه التذمر لكنه لا يستطيع أن يجهر بما يعتمل فى صدره، خوفا من أن تستخدم «العائلة الاجتماعية والأيديولوجية» فى الضغط عليه ومواجهته ولو بشكل سافر.
وتكشف الدراسة وجود خلل نفسى، وزلل أخلاقى، وخطل اجتماعى، كان مسكوتا عنه قبل ثورة يناير وأيام ملاحقة الإخوان، لكنه لن يظل حبيس النفوس بعد وصولهم إلى الحكم وثبوت فشلهم الذريع فى إدارة الدولة ودخولهم فى صراع مع الكل من أجل مصلحتهم وطريقهم الذى يزعمون أنه مقدس.
وترى أن جماعة الإخوان تكره المنظرين والفلاسفة ومنتجى الأفكار المجردة، وترى أنهم يشكلون خطرا داهما على «التنظيم»، الذى يجب أن يكون على وحدة فى القول والفعل، ولهذا تكره الجماعة «العلوم الإنسانية» أو لا تحتفى بها بالقدر الذى تمثله فى حياة الناس، ويشعر الإخوان أن ما لديهم من مقررات دينية وتربوية كاف لفهم كل شىء وكل إنسان، وبالتالى لا حاجة لهم لأى علم أو منهج خارج المقرر.
وتفسر الدراسة كيف أن أغلب النخبة الإخوانية من دارسى العلوم التطبيقية أو العملية من أطباء ومهندسين وتقنيين، وهؤلاء تجذبهم الجماعة إلى حقل السياسة فيتناسون بمرور الزمن تخصصهم الرئيسى أو لا يطلعون على الجديد فيه، ولذا لا نجد من بين الإخوان حاليا طبيبا كبيرا ولا مهندسا بارعا، على العكس مما كان عليه الحال فى ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين، ولم يقف فقر الإبداع عند الإخوان عند حد إنتاج الأفكار النظرية بل أيضاً فى تقديم اختراعات واكتشافات فى ركاب العلوم البحتة، فالكل منشغل بالتنظيم.
أخبار متعلقة:
«الوطن» تكشف مناهج تربية الإخوان على «السمع والطاعة»
المنهج التربوى بعد عزل «مرسى»: التفاف الصف حول قياداته ومواصلة الجهاد
5 مراحل لتربية العقل الإخوانى على «السمع الطاعة»
كتب «الرشاد» للأشبال: «كن فى يد أخيك كالميت فى يد المغسل»
«الشرنوبى»: «قسم التربية» يمسح «شخصية الإخوانى»
«مبادئ ورحاب ونور الإسلام».. 3 كتب لترسيخ مفهوم «الإخوان هى جماعة المسلمين»