والد "الطفل الإيطالي": أم القاتل استخدمت "فراخ ميتة" لتخفي رائحة الجثة
والد الطفل
"ابني اتعلق في قميص المتهم وقال له سيبني يا عمو، ولكنه ظل يخنقه حتى مات في يده، وجاء لنا القاتل للبحث معنا عن وليد، وعندما ظهرت رائحته من البدروم أحضرت أم القاتل دواجن ووضعت لها السم وألقتها في الشارع لتخفي آثار الرائحة" كلمات ممزوجة بالوجيعة والحزن قالها محمد حامد الغطاس، والد الطفل وليد، 9 أعوام، المعروف بـ"الطفل الإيطالي"، الذي قتله جاره بعد صراخه عند محاولة الاعتداء الجنسي عليه في قرية ميت الكرماء بمركز طلخا بالدقهلية.
بيت الضحية وبيت المتهم إلى الآن محاصران بأهالي القرية حزنا على ما حدث، وتقف قوات الشرطة بقيادة مساعد مدير الأمن لتأمين المكان خوفا من وقوع أي أحداث عنف، ويقف في شرفة منزل الضحية، الشيخ عبدالجليل الغطاس، جد الطفل، ومايز عبدالنبي صيام، جد الطفل، وخالد محيي، أحد الأهالي، ينظرون إلى بيت المتهم وكأنهم ينتظرون خروج وليد منه حيا.
وقال "محمد"، والد الضحية: "أعمل في إيطاليا، وسافر ابني وزوجتي لقضاء العيد مع عائلتي في مصر، وقررت بعد الانتهاء من بعض أعمالي ألحق بهم، وفوجئت بصورة ابني على (فيسبوك) أنه متغيب، اتصلت بهم قالوا لي ابنك اختفى، حجزت الصبح ورجعت، لفيت الدنيا لم أجده، والجميع اعتقد أن أحد خطفه لطلب فدية، كل أهالي البلد كانت تبحث عنه معنا وفي البلاد المجاورة، وامتلأت المنطقة أمام البيت بشباب القرية لم تخلُ منهم منذ لحظة اختفائه ليل أو نهار، وبعد يومين من اختفائه بدأت تظهر رائحة كريهة في الشارع، وأم القاتل تضع سما للفراخ وترميها في الشارع، ويقولوا دي رائحة فراخ ميتة، لتغطي على الرائحة، حتى ألقت في الشارع 25 فرخة، وكل هذا ليغطوا على رائحة الجثة وينتظرون الوقت المناسب الذي يخرجون فيه الجثة من البيت لكن أهالي القرية كانوا حول البيت 24 ساعة"، ولم يعطوا لهم الفرصة ليتخلصوا من الجثة بإلقائها في أي مكان.
وأضاف الأب المكلوم: "الرائحة صعبة وكانت تزداد، ورفضوا إعطاءنا مفتاح البدروم، وكنت أعتقد أنها (قطة) ميتة وتؤذينا برائحتها، واستعنا بأمين شرطة، وفوجئت بهم يقولون (وجدنا جثة ابنك يا محمد) أعصابي سابت ووقعت في الأرض، يا ظلمة ده النبي وصى على سابع جار وإحنا أول جار، حرام عليكم، ابني لم يحضر العيد في مصر منذ ولادته وطلب أن يقضي العيد في مصر مع جده، وأولادي مولودين هناك في إيطاليا، وليس لي أعداء، وابني كان يلعب مع ابن أخيه".
وفقد أعصابه وانمهر في بكاء وهو يبكي: "ابني يمسكه من قميصه ويقول له (سيبني يا عمو) حتى آخر لحظة ولكن القاتل كتم أنفاسه حتى يقتله، وأطالب بإعدامه في ميدان عام حتى يكون عبرة لكل اللي يفكر يعمل كده في أي طفل، الطفل خط أحمر، اعمل أي شيء ما عدا الطفل، إحنا عايشين في البلاد الأجنبية، الروح غالية عندهم، وفي بلدنا وفي وسط أهلنا ابني بعد 10 أيام يموت، ولم يقول لقاتله إلا يا عمو".
وأشار الغطاس إلى أن "أم الطفل تموت، وخلال 5 أيام لم تأكل منذ غياب ابنها، وتقول يا ريتني ما جيت لمصر، لم أتوقع أبدا أن يحدث هذا، لم نؤذِ أحدا في حياتنا سواء في مصر أو إيطاليا، ونخدم كل الناس".
تنهمر دموع الأب وهو يتذكر آخر مرة رأى فيها ابنه قائلا: "كان ذلك في المطار وهو يودعني للسفر لمصر، ويوصيني على أمه، وكان هذا يوم 9 يونيو، بعد أن انتهى من المدرسة، قبلها بيوم واحد كان مستعجل يشوف جده، لدرجة إنه يلعب في فريق كرة قدم في نادي إيطالي وفريقه وصل للنهائي، واستأذن المدرب للسفر وفريق كسب النهائي، والمدرب اتصل بوليد وقال له الكأس بتاعك موجود لما ترجع إيطاليا تحضر تستلمه".
وفي سياق متصل، أمر محمود حجازي، وكيل نيابة طلخا، بإشراف المستشار أيمن عبدالهادي، المحامي العام لنيابات جنوب الدقهلية، بحبس المتهم في قتل "الطفل الإيطالي" بقرية ميت الكرماء مركز طلخا 4 أيام على ذمة التحقيقات.