مصادر لـ«الوطن»: دول المقاطعة تدرس اتخاذ إجراءات تصعيدية ضد قطر وفقاً للقانون الدولى
وزراء خارجية مصر والسعودية والبحرين والإمارات خلال مؤتمر صحفى للرد على قطر
كشفت مصادر دبلوماسية أن الدول الأربع المقاطعة لقطر تدرس بعناية فى الوقت الحالى الإجراءات الخاصة بالتعامل مع قطر وفقاً للقانون الدولى ومبادئ الأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى لا يتم اتخاذ إجراءات لا تتماشى مع تلك الضوابط وتعتبرها الدوحة مأخذاً على الدول المقاطعة لها فى الأزمة الراهنة. وأكدت المصادر الدبلوماسية، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن الدول الأربع (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) تنسق خلال الفترة الحالية الإجراءات التصعيدية بما يتماشى مع إجراءات القانون الدولى، سواء على الصعيد السياسى أو الاقتصادى، وأن الدول لديها الإمكانيات لزيادة الضغط على قطر حتى تعدل عن سياسة دعم التطرف والإرهاب فى المنطقة والذى يؤثر على الأمن القومى العربى بشكل عام. وشددت المصادر على أن الدول لا تريد الاستعجال فى الإجراءات التصعيدية ضد قطر، وإنما ستتم دراستها بعناية ودقة لتكون مناسبة ومتوافقة مع مبادئ القانون الدولى لتكون إجراءات طبيعية، ومن حق الدول الأربع أمام المجتمع الدولى، وعدم تصدير صورة من الدوحة أن الدول المقاطعة لها تتخذ إجراءات غير قانونية تجاهها.
وزير خارجية قطر: مستمرون فى دعم المجتمع الدولى لمكافحة الإرهاب.. و«جابرييل»: أستبعد التصعيد العسكرى فى الأزمة
من جانبه، اعتبر أستاذ القانون الدولى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية الدكتور أيمن سلامة أن «الدول المقاطعة لقطر لها الحق فى اتخاذ الإجراءات التى تراها مناسبة لمنع التدخل فى شئونها السيادية وأن تكون هذه الإجراءات غير انتقامية بهدف تصحيح سلوك الدوحة التى تتدخل فى شئون الدول الأربعة وفقاً لمعايير وضوابط القانون الدولى». وأوضح «سلامة» أن الخطوات التصعيدية ضد قطر ستكون متفقة مع القانون الدولى دون خروج عن الإطار الخاص به سواء تجميد الودائع القطرية فى الدول الأربعة أو غيرها من الإجراءات التى يتم اتخاذها. وأشار «سلامة» إلى أن الجزاءات الدولية أو التدابير المضادة تُعد أحد أشكال الإكراه الدولى الذى تتخذه الدول ذات السيادة من منطلق تأمين مصالحها العليا الحيوية، مشيراً إلى أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (مصر، السعودية، الإمارات، البحرين) اتخذت قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بعد قيام قطر بتهديدها، ما ألحق أضراراً جسيمة بهذه الدول. وقال وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، أمس، إن دولة قطر ستستمر فى دعمها للمجتمع الدولى فى جهوده الرامية إلى مكافحة الإرهاب والتطرف بالشراكة مع حلفائها الدوليين. وشدد «آل ثانى» عقب لقائه وزير الدولة لشئون الدفاع فى المملكة المتحدة توبايس إلوود، على أن مكافحة الإرهاب فى المنطقة هى «مسألة أولوية للأمن القومى والإقليمى والعالمى». واستبعد وزير الخارجية الألمانى زيجمار جابرييل، أمس، خطر التصعيد العسكرى فى أزمة قطر. وقال: «لا يوجد خطر للتصعيد العسكرى فى أزمة قطر»، مشيراً إلى أن هناك تقدماً فى سبل الحل. ويعتزم «جابرييل»، على هامش قمة مجموعة العشرين فى هامبورج، اليوم، إجراء محادثات مع نظيره الأمريكى ريكس تيلرسون ومسئولة الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبى فيدريكا موجيرينى عن الأزمة القطرية، وقال جابرييل: «هذا نزاع جوهرى سنبحثه على نحو مكثف حالياً كوزراء خارجية». وقال محمد الدايرى، وزير الخارجية والتعاون الدولى بالحكومة الليبية المؤقتة، إن القوى التكفيرية الظلامية المدعومة من قطر تنتكس أمام عزيمة مصر والسعودية والإمارات والبحرين فى مواجهة خططها الإجرامية. وأضاف «الدايرى»: «بإرادة صلبة تحدينا كل الدسائس والمؤامرات التى كانت تسعى لإبقاء ليبيا ومواردها لقمة فى يد القوى التكفيرية الظلامية المدعومة من قطر التى تنتكس هذه الأيام أمام عزيمة أشقائنا فى السعودية ومصر والإمارات والبحرين».
من جانبها، سلطت صحف دولية الضوء على الوضع الاقتصادى القطرى مع انتهاء المهلة الثانية لقطر، وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية إنه نظراً لضبابية المشهد القطرى فإنه من المتوقع حدوث تراجع فى معدلات الاقتصاد. وأضافت «جارديان»: «الدول الأربع يمكن أن تفرض حظراً اقتصادياً أشد على قطر؛ يتضمن سحب الاستثمارات والودائع من الإمارة الخليجية، مع إمكانية تشديد الحصار الجوى عليها، كما يُتوقع إثارة الموضوع فى قمة مجموعة العشرين التى ستُعقد اليوم فى هامبورج الألمانية، والتى ستشارك فيها المملكة السعودية». وقالت صحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية الاقتصادية إن الحكومة القطرية منعت الإجازات فى القطاعات الحكومية لمنع المواطنين والمقيمين فى قطر من مغادرة البلاد، خاصة العاملين بالمستشفيات، لإنقاذ الاقتصاد، بينما لفتت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أمس، إلى أن الأزمة القطرية أصبحت شاغلاً عالمياً، حيث لا يبدو أن أياً من الجانبين سيتراجع عن موقفه. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن «خطة قطر الرامية إلى زيادة إنتاج الغاز الطبيعى بنسبة ٣٠% هى بداية حرب أسعار للزبائن فى قارة آسيا، ضد منافسين فى الولايات المتحدة وروسيا وأستراليا، وذلك يشير إلى أن قطر تستعد لمعركة مطولة مع الدول الأربع». وكشفت شبكة «بلومبرج» الأمريكية أن البورصة القطرية خسرت نحو ١٥ مليار دولار، بانخفاض قدره ١٠% منذ بدء المقاطعة.