«الواسطى المركزى»: إرهاب المرضى بالقبضة الأمنية
محررة «الوطن» تتحدث للمرضى
مستشفى الواسطى المركزى، الذى يخدم أكثر من 400 ألف نسمة من أبناء محافظة بنى سويف، يتزايد توافد المرضى عليه خلال الساعات الأولى من فترة النهار، بعض المرضى يلجأون لقسم الغسيل الكلوى، والبعض الآخر يتجول فى المستشفى حاملاً أطفاله، يبحثون عن طبيب أطفال، وكثير منهم يلجأ لقسم الباطنة.
تقف ولاء أحمد، 21 سنة، تحمل رضيعها الذى لا يتوقف عن البكاء والصراخ، وتتجول به فى ساحة المستشفى، تقول «نزلت بيه من قسم الأطفال، الجو هناك حر جحيم ومفيش مراوح، والعيال كلها عيانة كده يعدوا بعض أكتر»، موضحة أن صغيرها يعانى من نزلة معوية حادة، وكلما طالبت إحدى الممرضات بمتابعته على مدار اليوم لتطمئن عليه، تقوم الممرضة بنهرها، على حد قولها، تضيف ولاء «هنا التمريض بيعاملونا معاملة زبالة كأننا بنشحت منهم، وأكترهم رئيسة التمريض، مابتبطلش زعيق فى المرضى على أى حاجة»، تؤكد ولاء أن المعاملة التى تتلقاها فى مستشفى الواسطى معاملة غير آدمية، ولكنها تتحملها فى سبيل الحصول على أى علاج لرضيعها، بينما تقاطعها ياسمين قائلة إنها كثيراً ما لجأت للمستشفى من أجل حجز طفلها وتلقيه الرعاية المناسبة فى قسم الأطفال، ولكن كان يأتيها الرد من المستشفى بعدم وجود سرير متاح، قائلة «السرير هنا بيتحجز بالواسطة، اللى يعرف حد جوه يظبطه ويهتم بابنه».
مدير المستشفى كلف الأمن باحتجاز محررى « » وتحرير محضر ضدهم ومنعهم من الاستماع لشكاوى المرضى
بينما يشير محمد مصطفى، أحد المرضى، إلى أن الممرضات يقمن بالمرور مرة واحدة يومياً، ويعلقن لمن يحتاج محلولاً ملحياً ولا يتابعون حالته باستمرار، قائلاً «راميين الناس اللى يعيش يعيش واللى يموت يموت، وكل حاجة بنجيبها من بره حتى السرنجة»، ويضيف مصطفى قائلاً إنه جاء بوالده إلى المستشفى منذ عدة أشهر بعد تعرضه لجلطة مفاجئة، مما جعله يحتاج إلى البقاء فى العناية المركزة، ولكنه فوجئ بالمستشفى يطالبه بدفع تعويضات إجبارية، كما تحصل الممرضات على أموال من المرضى نظير توفير خدمة طبية جيدة لهم.
يقول سيد، أحد أقارب المرضى «الاستقبال من أسوأ الأقسام فى المستشفى، الناس بتيجى من الحوادث تترمى فى الأرض، لحد ما يلاقولها دكتور، أو يتصلوا بالدكتور ييجى من البيت، وأوقات مايردش على التليفون»، يوضح سيد أنه شهد واقعة بنفسه فى قسم الاستقبال، بعد إصابة أحد أصدقائه بجروح خطيرة بعد سقوطه من موتوسيكل، كان يقوده وتعرض لحادث على أثره، مؤكداً «قمة الإهمال والممرضين بقوا بيخيطوه من غير بنج، ولا تعقيم ولا تنضيف للجرح».
بينما تقول إحدى الممرضات، التى رفضت ذكر اسمها، «الإمكانيات هنا مش متوفرة والناس بتيجى كتير علشان تغسل كلى، مابنلاقيش جوانتيات ولا سرنجات»، ويضيف أحد عمال النظافة فى المستشفى، قائلاً «عددنا أكتر من 40 عامل، بنشتغل باليومية بقالنا 4 سنين ومستنيين نتعين»، موضحاً أنهم يتعرضون لخطر الإصابة بالعدوى، مشيراً إلى أنهم يتلقون معاملة غير آدمية من إدارة المستشفى، ويهددون بالطرد طوال الوقت إذا اعترضوا على وضع العمل، قائلاً «معندناش شغلانة تانية ومش عارفين نعمل إيه».
لم يمر وقت طويل داخل مستشفى الواسطى المركزى، حتى هلعت رئيسة التمريض فور معرفتها بوجود صحفيين يستمعون إلى شكوى المرضى، تقدمت وبرفقتها فردا أمن، أوضحا أنهما من المباحث، وأنهما حصلا على أمر مباشر من مدير مستشفى الواسطى، باحتجاز صحفيى «الوطن»، وتحرير محضر ضدهم، لدخولهم المستشفى دون إذن، ساعة كاملة مضت، حاول بعض المرضى التدخل لحل المشكلة، ولكن جاء رد رئيسة التمريض عليهم، «خلوهم هما يعالجوكم وينفعوكم بقى»، وبعد مفاوضات طويلة، اصطحبنا الأمن خارج أسوار المستشفى، الذى لم نتمكن من الاستماع لباقى شكاوى مرضاه.