أزمة «عقوق قطر»: «تيلرسون» فى مهمة شاقة بالخليج
لقاء وزير الخارجية الأمريكى مع «تميم»
تصدرت تداعيات الأزمة بين قطر ودول المقاطعة العربية (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) اهتمامات المسئولين ووسائل الإعلام فى عواصم العالم أمس فى ظل استمرار التعنت القطرى ورفض الدوحة الانصياع لقائمة مطالب الدول العربية وإصرارها على تحدى الجميع والاستقواء بقوى خارجية نكاية فى دول الجوار. وزار وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، أمس، «الدوحة» والتقى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثانى. وقال «تيلرسون»، خلال استقبال «تميم» له، إنه «جاء إلى المنطقة كصديق»، مؤكداً أن «الهدف من رحلته هو معرفة كيف يمكنه المساعدة فى تحريك الأمور إلى الأمام».
فى الوقت ذاته، تلقى وزير الخارجية سامح شكرى دعوة من نظيره السعودى عادل الجبير لحضور اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر مع وزير الخارجية الٍأمريكى ريكس تيلرسون فى مدينة جدة اليوم. وقال «أبوزيد» إنه «من المقرر أن يتوجه الوزير شكرى إلى مدينة جدة السعودية لحضور الاجتماع الرباعى صباح الأربعاء عقب عودته من العاصمة الإيفوارية أبيدجان بعد تمثيله لمصر فى اجتماعات الدورة الرابعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامى».
وزراء خارجية دول المقاطعة يجتمعون مع وزير الخارجية الأمريكى فى «جدة» اليوم لبحث الأزمة.. و«المقاطعة» تتصدر لقاءات «شكرى».. و«تايمز»: الدوحة مهددة بسحب المونديال
وفى الكويت، أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا والكويت مساء أمس الأول عن تزايد القلق من استمرار الأزمة بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة ثانية، وناشدت الدول الثلاث «كافة الأطراف» العمل على سرعة احتوائها وحلها عبر الحوار وذلك خلال اجتماع ضم رئيس مجلس الوزراء الكويتى بالإنابة وزير الخارجية صباح الخالد ووزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومى البريطانى مارك سيدويل.
من جانبها دعت اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان، على لسان الدكتور على بن صميخ المرى، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، إلى اتخاذ موقف واضح وصارم تجاه «الانتهاكات والعقوبات الجماعية التى يتعرض لها الشعب القطرى والمقيمون بالدولة»، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء القطرية وذلك خلال «اجتماعه مع ألن جرمين مساعدة وزير الخارجية بالإنابة، وكرستينا لوسوسن رئيسة مكتب حقوق الإنسان وشئون العمال بالخارجية الأمريكية». وأكدت الوكالة أن «المرى» قدم خلال الاجتماع «شرحاً مفصلاً حول انتهاكات دول المقاطعة التى طالت المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان لمواطنى دولة قطر والمقيمين على أرضها من مواطنى دول مجلس التعاون والجنسيات الأخرى».
وفى بريطانيا قالت صحيفة «تايمز» فى افتتاحيتها، أمس، إن قطر مهددة بسحب تنظيم كأس العالم 2022 منها إذا لم تتوقف عن دعم التنظيمات الإرهابية، مشيرة إلى أنه رغم الثروات الكبيرة التى تملكها الدوحة واحتمائها بإيران، فإنها يمكن أن تهدر جهودها الكبيرة التى أسفرت عن اختيارها لتنظيم المونديال. أضافت الصحيفة أن قطر حشدت الجهود لاستضافة كأس العالم 2022، وبدأت الاستعدادات له بالفعل، لكنها ستتعرض لضغط دولى قد يؤدى إلى سحب شرف تنظيم البطولة على ملاعبها إن لم تنقذ نفسها من محور تمويل الإرهاب، فى الوقت الذى تحوم فيه الشبهات حول ملف استضافة قطر للمونديال من وجود فساد ورشاوى وانتهاكات حقوقية يتعرض لها عشرات الآلاف من العمال فى منشآت البطولة المقرر انطلاقها بعد 5 سنوات.
وتابعت أن قطر ترفض تلبية قائمة طلبات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وتتلكأ الدوحة فى التعاطى مع المطالب، خلال لحظة «حرجة» بتاريخ الشرق الأوسط، مؤكدة صحة الاتهامات الموجهة للإمارة الغنية بدعم وتمويل الإرهاب، مشيرة إلى أن الدوحة تصر على أن «تلعب دوراً أكبر من وزنها»، من خلال تمويل ودعم الجماعات الإرهابية، خاصة تلك المرتبطة بتنظيم «القاعدة» واستضافة قادة متطرفين من عدة جنسيات.
وتصدرت الأزمة القطرية مناقشات وزير الخارجية سامح شكرى مع نظرائه من وزراء دول التعاون الإسلامى خلال اجتماعهم فى أبيدجان عاصمة كوت ديفوار، حيث بحث شكرى مع نظيره الليبى محمد سيالة تطورات الأزمة الحالية مع قطر وتداعياتها على الأوضاع فى ليبيا، وأحاط «سيالة» «شكرى» بآخر مستجدات الأوضاع فى ليبيا، فضلاً عن الشواغل التى تعرقل العملية السياسية، معرباً عن تطلعه لمزيد من التنسيق والتشاور مع مصر فيما يتعلق بإيجاد حل سياسى للأزمة الليبية ودعم جهود مكافحة الإرهاب.
وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أحمد أبوزيد، إن الوزيرين تطرقا خلال اللقاء إلى سبل تعزيز العلاقات المصرية الليبية، وأبرز المستجدات على الساحة الليبية، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكداً أن أن الوزير الليبى ثمّن ما تبذله مصر من جهود لحلحلة الأوضاع فى ليبيا وتفعيل المسار السياسى، مشدداً على ضرورة دعم جهود مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمى والدولى، ومشيراً إلى خطورة هذه الظاهرة وما تمثله من تهديد لأمن واستقرار دول المنطقة والعالم.