عروض المهرجان ترفع شعار تجديد الخطاب الدينى.. ولا عزاء للسياسة
مشهد من مسرحية «قواعد العشق الـ40»
تناولت أغلب عروض الدورة العاشرة من المهرجان القومى للمسرح، فكرة تجديد الخطاب الدينى والدعوة للتسامح، من خلال الحديث عن صحيح الدين بشكل مبسط يجذب الجمهور، وظهر ذلك فى معظم عروض البيت الفنى للمسرح مثل «قواعد العشق الأربعون»، و«يوم أن قتلوا الغناء»، و«الجلسة»، و«سينما30» عن جامعة عين شمس. كما ظهر الاهتمام بقضايا المرأة فى عرضى «واحدة حلوة» لمسرح الطليعة، و«حل ضفاير» إنتاج المجلس القومى للمرأة، وسلطت بعض العروض الضوء على عدد من القضايا الإنسانية والاجتماعية على استحياء، دون انتقاد سياسات الدولة بشكل مباشر، فضلاً عن الابتعاد بشكل كبير عن العروض السياسية.
«خميس»: قضايا المجتمع قُدمت على استحياء.. و«صادق»: «البيت الفنى» يواجه الأفكار الظلامية
وقال الناقد أحمد خميس، عضو لجنة مشاهدة عروض المجتمع المدنى: «لاحظنا تطوراً كبيراً فى العروض الشبابية الخاصة بالجامعات والمجتمع المدنى والمسرح المستقل، كما لاحظنا طفرة فى أداء اللاعب المسرحى، فضلاً عن وجود احتكاك بين العروض وما يحدث فى المجتمع من قضايا أساسية، ولكن بالإشارات نراها من بعيد، وهذه مشكلة لأنها إشارات واهية بسيطة، لا تحاول أن يكون لديها رأى متكامل واع، سواء مع الدولة أو ضدها»، وأضاف: «هناك نعومة فى تقديم القضايا التى تمس الواقع ولكن على استحياء، بطريقة لا تدين الدولة، من خلال طرح قضايا إنسانية قديمة، مثل سماحة الدين وفكرة الديكتاتورية، وظهر ذلك جلياً فى (يوم أن قتلوا الغناء)، وتمت الإشارة لديكتاتورية الدولة مع المواطن، فى عرض جامعة عين شمس (سينما 30)، الذى تدور أحداثه عن شخص ذهب لقرية لتصوير عمل سينمائى فى عام 1930، وكان هذا الأمر جديداً على الأهالى آنذاك، الدولة هنا متمثلة فى العمدة، وعندما يشعر بأن هناك أثراً سلبياً يقع عليه، يبدأ فى التعامل بعنف شديد مع المصورين ومخرج العرض»، وتابع: «نادراً ما نجد قضايا حية ومعاصرة مقدمة بشكل مباشر، وبالتالى لا توجد مناقشة جادة لقضايا المجتمع، وأغلب العروض يغلب عليها الميول الفنية، بدرجة تفوق تناول الموضوعات، إذ تهتم بالأغانى والفقرات الاستعراضية، بالإضافة لقوالب الكوميديا والتراجيديا والتراث، إلى جانب تقديم عدد من العروض الجامعية لنصوص أجنبية»، وأردف: «مستوى العروض قوى جداً، وواجهنا صعوبة فى الاختيار، خصوصاً أن عددها وصل إلى 83، منها 62 عرضاً للجامعات، ونجد تميزاً ملحوظاً فى عروض الجامعة، مثل (سينما30)، حيث تمت معالجته بذكاء شديد، إلى جانب عرض (دنجوان) لجامعة الإسكندرية، و(بينوكيو) لجامعة حلوان، وعروض أخرى مهتمة بقضايا المرأة، مثل (حل الضفاير) المقدم من المجلس القومى للمرأة».
ومن جانبه، تحدث الناقد باسم صادق، عضو لجنة مشاهدة عروض البيت الفنى للمسرح، لـ«الوطن»: «يهمنا فى الاختيارات معيار الجودة الفنية، وكان هو الحكم الأول للمنافسة على الجوائز داخل المسابقة، فضلاً عن اختيار عروض لها جماهيرية عالية، ويغلب عليها فكرة التجديد والدعوة للتسامح، مثل (قواعد العشق الأربعون)، الذى قدم قراءة للدين بشكل بسيط ومحبب للجمهور، وهى مسألة مهمة جداً، بالإضافة إلى (يوم أن قتلوا الغناء)، و(الجلسة)، حيث تطرقا لمواجهة الأفكار الظلامية، بصورة بصرية جذابة ومبهرة، ويحكى عرض (الجلسة) عن العلاقة بين الدين الإسلامى والمسيحى ومواجهة الفتن الطائفية». وبحسب «صادق»: «هناك تناول مختلف للقضايا لافت للأنظار، فضلاً عن التنوع فى الأفكار والرؤية، مثل عرض (واحدة حلوة)، وهو مونودراما يعتمد على الأداء التمثيلى، وطلته جيدة للغاية، ولديها إمكانيات عالية فهو من العروض اللافتة، ويتحدث عن المرأة بشكل مختلف، فجميع العروض متميزة، ودارت بيننا مناقشات طويلة لاختيار الأفضل، ونحاول أن يكون هناك تنوع وتوازن، حيث اخترنا أكثر من عرض من مسرح الطليعة، بحكم أنهم الأكثر جودة، إلى جانب عروض المسرح الجامعى، وكل ذلك بفضل اختيارات لجان المشاهدة».
وأكد شاذلى فرح، مدير نوادى المسرح فى قطاع الثقافة الجماهيرية، أن نوادى المسرح تم إنشاؤها عام 1990، على يد الرائد الراحل عادل العميمى، حيث وُجدت للتمرد على الأشكال المسرحية فى مصر، التى تتنج عروضاً قليلة التكلفة وغزيرة الأفكار، متابعاً «نستقبل أكثر من 290 مشروعاً مسرحياً، تتم تصفيتها وتقسيمها إلى 6 أقاليم بالمهرجانات، ونختار الفائز منها للمشاركة فى المهرجان القومى للمسرح، مثل عرض (السفير) لنادى مسرح الفيوم، المقتبس من نص أجنبى»، وأردف: «الإدارة العامة للمسرح تختار الأوائل من كل فئة، مثل المهرجان الختام، والبيوت، والقصور، والقوميات.