"الفتوى" من الفضائيات والإنترنت لكشك المترو.. خبراء: تطور غير طبيعي
كشك الفتوى
الانتقال من العالم الواقعي إلى آخر افتراضي، سمة العصر التكنولوجي الحديث، والتي استحوذت على اهتمام فئات كثيرة، حتى طوّرت الحكومة من أدائها بانتقالها لمخاطبة الشعب أيضًا عن طريق صفحاتها الرسمية على "فيس بوك" ومواقعها على الإنترنت.
ومع تدشين "كشك الفتوى" بمحطات مترو الأنفاق، عاودت عقارب الساعة كرتها الأولى بالانتقال إلى الأرض، مرة أخرى، للإجابة على أسئلة الجمهور المتنوعة والمرتبطة بواقع حياتهم، فضلا عن مواجهة الفتاوى المضللة التي تحاول بعض التيارات المتطرفة الترويج لها بأشكال ووسائل مختلفة، رغم ما تعج به الفضائيات من مشايخ ومواقع للجهات الدينية على الإنترنت تتيح الفتوى.
من باب أن لكل وسيلة إعلامية جمهورها، وجد الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أنه لا تعارض بين ما يُعرض على الفضائيات التي تستهدف فئة أكبر من المستخدمين للإنترنت والتي أغلبها من الشباب وتعتبر طبقة مثقفة، بينما الفضائيات يجلس أمامها جميع الأنواع، وأن هذه الأكشاك تستهدف الفئة التي ليس لديها إنترنت وغير متابعة للفضائيات.
وعلى الرغم من استهداف تلك الشريحة، يرى صادق، في حديثه لـ"الوطن"، أن هناك مبالغة في الجرعة الدينية في مصر، وأن الفتاوى لن تنصب على الموضوعات الخاصة بالتنمية ولكن أغلبها سيكون عن الزواج والطلاق وما شابه، وأن محاربة الإرهاب تأتي من أسبابه الدفينة لتعالج، ولا يرى جدوى من وجودها "الناس رايحة شغلها ولا رايحة تسمع فتوى".
هذا التطور يصفه الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، بـ"غير الطبيعي"، وأنه إشارة واضحة إلى حالة العشوائية وعدم الاتساق والخطل في ترتيب الأولويات، حسب تعبيره لـ"الوطن"، وذلك لأن مصر ليست في حاجة لمورد جديد للفتوى فيها موارد تكفي 10 دول أخرى.
ويأتي السبب الثاني، حسب عبدالعزيز، في لجوء المصرين إلى آليات الافتاء غير مدروس وغير عملي، لأن المترو ليس مكان لأكشاك الفتوى، وإنما يُستغل لمسائل خدمية أو تجارية، والأهم أن المصريين من أكثر شعوب العالم توافقا مع فكرة الانتقال من العالم الواقعي والافتراضي، نسب اللجوء لاستخدام مواقع التواصل ومعدلات الاستخدام مضطربة، بالتالي لا يوجد مبرر للجوء إلى المترو.