«سوهاج العام».. قائمة انتظار طويلة لإجراء العمليات.. والمواطنون يشكون سوء معاملة التمريض
سلامة محمود
أحد المستشفيات الكبرى داخل محافظة سوهاج، الذى يتم تحويل الحالات الخطيرة التى تحتاج إلى عمليات جراحية من المستشفيات الأخرى إليه، ما نتج عنه قائمة انتظار طويلة لإجراء العمليات الجراحية، فيما شهدت العيادات الخارجية ازدحاماً شديداً من جانب المرضى، وظهرت غرف الحجز بحالة سيئة حيث تضم الحجرة 6 أسرة ومروحة واحدة معلقة فى سقف الغرفة.
يقف محمود همام، 32 عاماً، أمام غرفة الرعاية المركزة فى الطابق الثانى من المستشفى، يسير ذهاباً وإياباً فى الطابق، لا يعلم ماذا يفعل مع والده الذى دخل غرفة الرعاية فى اليوم السابق هل سيبقيه فى المستشفى العام أم يتنقل به إلى مستشفى أفضل، يقول «همام»: «أنا والدى فى العناية جوه من إمبارح، وكنت عاوز أمشى من المستشفى دى بس حالته دلوقتى ماتسمحش لكده، واللى معاه فلوس النهارده يبعد عن شغل الحكومة، أنا محدش ضيع أبويا غير الأميرى ده»، يتذكر «همام» ما حدث لوالده فى عام 2004 فى نفس المستشفى عندما تعرض لحادث سيارة، قائلاً: «جينا مستشفى سوهاج العام وركبوله شريحة وجبّس رجليه من غير حتى ما يعملوا أشعة، وبعد شهر حصل فيها نزيف وبعد كده النزيف ده ضرب فى المخ ووقفله الجنب الشمال بالكامل إيده ورجليه، ولحد دلوقتى الجنب ده مش شغال، ده حتى المسمار اللى ركبناه اشتريناه بـ4 آلاف جنيه من خارج المستشفى».
يؤكد «همام» أنه ذهب إلى العديد من المستشفيات فى اليوم السابق فى محاولة منه لإيجاد سرير داخل الرعاية المركزة لوالده، الذى يُعانى هذه المرة من القلب. وداخل غرفة بالطابق الرابع بالمستشفى العام، ترقد الطفلة حبيبة، البالغة من العمر 3 سنوات، بصحبة والدها سيف الدين فراج، انتظاراً لإجراء عملية جراحية عقب إصابتها بكسر فى اليد اليمنى أثناء لهوها بالمنزل، سيف الدين فراج، 40 عاماً، يقيم بمركز دار السلام، جنوب شرق سوهاج، يؤكد «سيف» أن الأطباء أجروا الكشف الطبى على ابنته وأكدوا أنها لا بد أن تنتظر 5 أيام ليأتى دورها فى إجراء العملية، موضحاً أن إمكانيات المستشفى العام محدودة وأن معاملة الأطباء جيدة لكن معاملة التمريض للمرضى قاسية.
وداخل حجرة بقسم العظام يرفع سلامة محمود، 30 عاماً، المقيم بقرية الغوانم، مركز سوهاج، يديه إلى السماء داعياً الله أن يُخلصه من الآلام التى يُعانى منها بقدمه اليمنى بعد إصابته فى حادث سير وتم نقله عبر سيارة إسعاف للمستشفى العام قائلاً: «أنا هنا من 8 أيام ومش عارف هيعملولى العملية إمتى، وكل ما أسأل الدكاترة يقولولى ربنا يسهل، ولما أكلم ممرضة ترد بأسلوب وحش كأنى بشحت منها»، مؤكداً أنه فور وصوله المستشفى لم يهتم به أحد، وتم حجزه فى غرفة بقسم العظام بعد معاناة مع الأطباء والممرضات، وكل ما يتلقاه من علاج يومياً حقنة وقرصان من الدواء، موضحاً أن الممرضات قاموا بتحويله لحقل تجارب بعدما فشلوا فى تركيب «الكانيولا» لأكثر من 5 مرات، واضطروا لاستدعاء طبيب لتركيبها.