«أبوالمطامير» تعود إلى «عصر الجراكن» بحثاً عن المياه
«أبوالمطامير» تعود إلى «عصر الجراكن»
بوجوه شاحبة تميل للسمرة، نالت منها أشعة الشمس الحارقة، وأجساد نحيلة أتعبها كثرة حمل جراكن المياه لمسافات بعيدة، يعانى أهالى بعض قرى مركز «أبوالمطامير» فى البحيرة من كثرة الشكوى وقله الاستجابة، ومن كثرة الوعود، و«وقف التنفيذ».
هؤلاء الأهالى البسطاء اضطرتهم الحكومة للعودة إلى العصور البدائية، إلى زمن ما قبل شبكات مياه الشرب، حيث يعتمد سكان بعض قرى «أبوالمطامير» فى تلبية احتياجاتهم من المياه على ملء الجراكن من بعض بيوت أهالى القرى المجاورة لهم، والترع التى تروى الأراضى الزراعية الملاصقة لبيوتهم، وأصبحت هذه المعاناة طقساً يومياً، وهماً ثقيلاً على قلوب ونفوس الأهالى، الذين يطالبون مؤسسة الرئاسة والمحافظة بسرعة التدخل لإنقاذهم من الأمراض.
أزمة انقطاع مياه الشرب فى قرى أبوالمطامير معاناة حقيقية، ومأساة إنسانية يعيشها عشرات الآلاف من سكان قرى «كوم القدح، وكوم تروجى، والعطارين، ومالونا، والخرسة، والبندارى»، بالإضافة إلى العزب التابعة لها، التى يزيد عددها على 50 عزبة، يشكو جميع سكانها من انقطاع المياه الدائم منذ 6 سنوات، رغم تقدمهم بمئات الشكاوى إلى مسئولى شركة مياه الشرب بالمدينة والمديرية والشركة القابضة لمياه الشرب ومحافظة البحيرة.
«الوطن» رصدت رحلة البحث عن قطرة مياه فى بعض قرى «أبوالمطامير»، مع إلقاء الضوء على معاناة الأطفال والسيدات فى توفير المياه التى تبقيهم أحياء يرزقون، واستمعت إلى رد رئيس شركة مياه الشرب بمركز أبوالمطامير عن «أزمة العطش المستمرة».